الجمعة - 20 أيلول 2024
close menu

إعلان

وقفات "النهار" الإعلان الدستوري الموريتاني 1991 الممارسة تتغلب على النصوص

المصدر: "النهار"
Bookmark
وقفات "النهار"
وقفات "النهار"
A+ A-
تقع موريتانيا في الشمال الغربي لأفريقيا، يحدّها المغرب والجزائر شمالاً، ومالي شرقاً، والسنغال جنوباً، والمحيط الأطلسي غرباً. وتتكوّن موريتانيا بشرياً من عنصرين: العربي والأفريقي. وتنتمي قبائلها العربية إلى "عرب بني حسان" الذين يشكلون النسبة الغالبة من السكان، وهم من قبائل معقل التي زحفت مع الهلاليين وبني سليم بأمر من الخليفة الفاطمي في مصر، في حين توجد هناك فروع أخرى ذات أصول أمازيغية. لعبت موريتانيا دوراً بارزاً في إثراء الحضارة الإسلامية، بعد أن دخلها الإسلام مع موسى بن نصير في عام 708 بعد الميلاد، وأصبحت مركز إشعاع علمي وثقافي في تلك الفترة. كما كان لها دور كبير في توطيد أركان الدولة، خصوصاً في العهد الفاطمي. بعد نهاية حرب الخليج، سعى النظام العسكري في موريتانيا، الذي يرأسه معاوية ولد سيدي أحمد الطايع بعدما تولى السلطة بانقلاب أبيض على محمد خونة ولد هيدالة في عام 1984، إلى التخفيف من تأثيرات دعمه العراق في تلك الحرب. وترافق ذلك مع اتهامات وجهتها منظمات حقوق الإنسان، منها منظمة العفو الدولية، إلى الحكومة بتنفيذها عمليات تعذيب وترحيل وقتل عشوائي بحق المواطنين السود الذين يسكنون في جنوب البلاد، فأوحى النظام أن موريتانيا تتّجه نحو الديموقراطية بخطى ثابتة، استجابةً لمطالب شعبية بإرساء ديموقراطية تقوم على التعددية الحزبية، في سلسلة من القرارات. أعلنت الحكومة الموريتانية في 15 نيسان (أبريل) 1991 أن انتخابات حرةً ستجري في نهاية العام، وسينظّم استفتاء حول دستور جديد وسيتم إنشاء أحزاب قبل الانتخابات. وفي 12 حزيران (يونيو) 1991، وضعت الحكومة الموريتانية دستوراً جديداً يسمح بتشكيل الأحزاب السياسية، ويتضمن إجراءات لتخفيف حدة التوتر بين الموريتانيين العرب والأفارقة. وفي 14 تموز (يوليو)، وافق نحو 98 في المئة من الموريتانيين على مشروع الدستور الذي تم التصويت عليه، وبلغت نسبة الذين أدلوا بأصواتهم 85 في المئة من الموريتانيين.نص هذا الدستور على إنشاء برلمان، وانتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع العام لولاية رئاسية تدوم 6 سنوات، واستقلالية السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية. وأكد الهوية العربية والأفريقية لموريتانيا، واعتبر الإسلام المصدر الوحيد للتشريع، كما تضمن السماح بالتعددية الحزبية. وسنّت "اللجنة العسكرية للخلاص الوطني" الحاكمة في موريتانيا في 26 تموز (يوليو) من العام نفسه قانونين يتضمنان السماح بتشكيل الأحزاب السياسية باستثناء الأحزاب الدينية، وإطلاق حرية الصحافة مع اشتراط أن تحترم الأحزاب الأخلاق الإسلامية الاجتماعية والثقافية في البلاد. في 30 آب (أغسطس) 1991، أسّس الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي أحمد الطايع حزباً سياسياً باسم "الحزب الجمهوري الديموقراطي الاجتماعي".وفي 24 كانون الثاني (يناير) 1992، توجه الموريتانيون إلى صناديق الاقتراع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم