أفاد مسعفون فلسطينيون بأنّ القوات الإسرائيلية كثّفت ضرباتها في أنحاء قطاع غزة اليوم، ممّا أسفر عن مقتل 40 شخصاً على الأقل، مع استمرار المعارك مع مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، بينما تستعد إسرائيل لاحتمال اتّساع نطاق الحرب في المنطقة.
أضاف المسعفون أنّ غارات جوية إسرائيلية استهدفت مجموعة منازل في مخيم البريج بوسط غزة مما أسفر عن مقتل 15 على الأقل، وقصفت مخيم النصيرات القريب مما أدى لمقتل أربعة آخرين. والنصيرات والبريج من بين المخيمات الثمانية القديمة في غزة وهي مخيمات ذات كثافة سكانية عالية وتعتبرها إسرائيل معاقل للمسلحين.
وقصفت طائرة إسرائيلية مقاتلة منزلاً في قلب مدينة غزة في شمال القطاع، ممّا أسفر عن مقتل خمسة فلسطينيين، بينما أسفرت غارة جوية أخرى في مدينة خان يونس بجنوب القطاع عن مقتل شخص وإصابة آخرين، بحسب مسعفين.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني، في وقت لاحق اليوم، إنّ 15 شخصاً قتلوا وأصيب 30 في ضربات إسرائيلية استهدفت مدرستَين شرقي مدينة غزة.
وقال الجناحان المسلّحان لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، إنّهما يستهدفان القوات الإسرائيلية العاملة في أنحاء غزة بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون (مورتر) ممّا يؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفها.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنّه قصف عشرات الأهداف العسكرية في أنحاء غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بما في ذلك منصات لإطلاق الصواريخ.
ومع استمرار حرب غزة، تتأهّب إسرائيل لهجوم آخر متوقّع في الأيام المقبلة بعد تهديدات من إيران و"حزب الله" بالردّ على اغتيال كل من إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، في طهران، والقائد العسكري في "حزب الله" فؤاد شُكر، في الضاحية الجنوبية بيروت الأسبوع الماضي.
وتُنذر المواجهات بين إسرائيل و"حزب الله" على الحدود الشمالية لإسرائيل، والذي تزامن مع اندلاع الحرب في غزة، بالتحوُّل إلى حرب إقليمية شاملة.
مزيد من الأكفان في غزة
هرع عشرات الفلسطينيين اليوم إلى مستشفى ناصر في خان يونس لتوديع أقاربهم القتلى قبل نقل جثامينهم لتواري الثرى.
وأظهرت لقطات لـ"رويترز" أقارب ينقلون جثث ذويهم في أكياس بلاستيكية كُتبت عليها أسماؤهم، ويقيمون صلاة الجنازة.
من جهته، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة للسكان في عدة مناطق بشرق خان يونس، قائلاً إنّه "سيرد على مسلحين أطلقوا الصواريخ من تلك المواقع".
ونشر الجيش أمر الإخلاء على منصة "إكس"، وقال السكان إنّهم تلقوا رسائل نصية وصوتية.
ولفت سكان إلى أنّ عشرات العائلات بدأت تغادر منازلها وتتّجه غرباً نحو منطقة المواصي المخصصة للأغراض الإنسانية لكنها مكتظة بالنازحين من أنحاء القطاع.
إلى ذلك، قالت مؤسسة "ورلد سنترال كيتشن"، وهي منظمة إغاثة غير حكومية مقرها الولايات المتحدة، إنّ أحد موظفيها الفلسطينيين ويدعى نادي السلوت قُتل في غير وقت العمل أمس الأربعاء بالقرب من دير البلح في وسط غزة.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنّه ليس لديه علم بوقوع مثل هذا الحادث، مضيفاً أنّه تواصل مع المنظمة.
وفي نيسان، قُتل سبعة موظفين من "ورلد سنترال كيتشن" في غارة جوية نفذتها إسرائيل ممّا دفع المؤسسة إلى تعليق عملياتها لمدة شهر تقريباً.
وحينها، قالت إسرائيل إنّ تحقيقاتها خلصت إلى ارتكاب جيشها أخطاء خطيرة وانتهاكات للإجراءات، وتم فصل اثنين من كبار الضباط وتوبيخ كبار القادة.