استهدفت سلسلة هجمات بصواريخ وقارب مسيّر، سفينة تجارية قبالة سواحل اليمن، بدون أن تتسبّب بإصابات أو أضرار، وفق ما أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية "يو كا أم تي أو" الجمعة.
وقالت الهيئة التي تديرها القوات الملكية البريطانية في مذكّرة، أنها تلقت بلاغا من سفينة مساء الخميس عن "هجوم بقذيفة صاروخية من نوع آر بي جي انفجرت على مقربة منها، شنّه زورقان... كان على متن كلّ منهما أربعة أشخاص".
حصل ذلك على بُعد 45 ميلا بحريا نحو جنوب مدينة المخا اليمنية المطلّة على مضيق باب المندب وهو ممر مائي استراتيجي يربط خليج عدن بالبحر الأحمر.
فجر الجمعة، أشارت "يو كاي أم تي أو" إلى هجوم آخر استهدف السفينة نفسها مع "انفجار صاروخ على مسافة قريبة منها".
وبعد ساعات، أعلنت وكالة الأمن البحري أنها تلقت بلاغا عن "هجوم ثالث على السفينة شنّه قارب سطحي مسيّر" مشيرة إلى أن "فريق الأمن المسلح التابع للسفينة أطلق النار على القارب الذي انفجر على مسافة من السفينة".
وفي وقت لاحق، أبلغت السفينة عن هجوم رابع عليها مع "سقوط صاروخ في البحر على مقربة منها"، بحسب "يو كاي أم تي أو".
وأكدت الوكالة أن "أفراد الطاقم والسفينة بخير ويتجهون إلى الميناء التالي".
لم تعلن أي جهة حتى الساعة مسؤوليتها عن الهجمات التي تتزامن مع حملة يشنها الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران ضد سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة.
ومنذ تشرين الثاني، يستهدف الحوثيون سفنا تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، دعما للفلسطينيين في قطاع غزة، وفق قولهم، في ظل الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول الماضي بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس.
وقالت الخبيرة في تتبّع الهجمات على الملاحة البحرية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى نعوم ريدان إن السفينة المستهدفة هي ناقلة النفط الخام "دلتا بلو" التي ترفع علم ليبيريا، مشيرة إلى أنها تحمل نفطا عراقيا ومتّجهة إلى اليونان.
وأظهر موقع "مارين ترافيك" لرصد حركة السفن أن ناقلة النفط متّجهة بالفعل إلى اليونان.
وأثّرت هجمات الحوثيين على حركة الشحن في المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية.
واعتبر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الخميس أن انخفاض حركة الملاحة "انتصار عظيم"، مشيرا إلى أن عدد السفن المستهدفة حتى الآن بلغ 177 سفينة.
وتقود واشنطن تحالفا بحريا دوليا بهدف "حماية" الملاحة البحرية.
ولمحاولة ردعهم، تشنّ القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 كانون الثاني. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ ومسيّرات يقول إنها معدة للإطلاق.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية للشرق الأوسط ووسط آسيا وجنوبها (سنتكوم) الجمعة أنها دمّرت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية "صاروخين مضادين للسفن أطلقهما الحوثيون المدعومون من إيران ومحطة تحكم أرضية تابعة للحوثيين في مناطق خاضعة لسيطرتهم" .
وأضافت أن قواتها دمّرت أيضا "قاربا سطحيا مسيّرا تابع للحوثيين في البحر الأحمر"، مشيرة إلى أن "السلوك المتهوّر والخطير من جانب الحوثيين المدعومين من إيران لا يزال يهدد الاستقرار والأمن الإقليميين".