ارتكب الجيش الإسرائيلي فجر اليوم مجزرة جديدة في قطاع غزّة، حيث شنّ غارات على مصلى داخل مدرسة "التابعين" التي تأوي نازحين بمنطقة حي الدرج وسط مدينة غزة، ممّا أدّى إلى سقوط 100 قتيل وعشرات الجرحى.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إنّ قصفا استهدف "مدرسة التابعين بمنطقة حي الدرج وسط مدينة غزة" أوقع 100 شهيد وعشرات الجرحى".
وندّد بصل بالـ"مجزرة المروعة"، متحدّثاً عن "اشتعال النيران بأجساد المواطنين".
وأضاف: "الطواقم تحاول السيطرة على الحريق لانتشال جثث الشهداء وإنقاذ الجرحى".
وقال المكتب الإعلامي الحكومي إنّ "جيش الاحتلال قصف النازحين بشكل مباشر خلال أداء صلاة الفجر وهذا ما رفع عدد الشهداء بشكل متسارع"، مؤكداً أنّه "لم تتمكن الطواقم الطبية والدفاع المدني وفرق الإغاثة والطوارئ من انتشال جثامين جميع الشهداء حتى الآن".
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي: "أغارت طائرة قبل قليل بتوجيه استخباري على (مخرّبين) عملوا في مقر قيادة عسكري تم وضعه داخل مدرسة (التابعين)".
وتابع قائلاً: "لقد استخدم مخرّبو حماس مقرّ القيادة للاختباء وللترويج لاعتداءات إرهابية مختلفة ضد قوات الجيش وإسرائيل".
وادّعى الجيش الإسرائيلي تواجد نحو 20 من عناصر "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في مدرسة حي الدرج المستهدَفة، قائلاً إنّ "المجمّع المستهدَف كان بمثابة "مقرّ إرهابي" فعّال لحماس والجهاد الإسلامي".
وقال الدفاع المدني إنّ "أكثر من 93 شهيداً سقطوا، بينهم 11 طفلاً و6 نساء في مجزرة مدرسة التابعين"، مضيفاً أنّ "الاحتلال استهدف 13 مركزاً لإيواء النازحين مُنذ بداية الشهر الحالي".
وطالب الدفاع المدني في غزّة "العالم بالتدخّل الفوري لوقف المجازر ضد المدنيين العُزّل في مراكز الإيواء".
من جهتها، اعتبرت حركة "حماس" أنّ "مجزرة مدرسة التابعين جريمة مروّعة، وتصعيد خطير في مسلسل الجرائم التي تُرتكب في غزة على يد النازيين الجُدد".
وقالت في بيان: "المجزرة تأكيد واضح من الحكومة الصهيونية على مضيّها في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني"، مؤكدةً أنّ "جيش الاحتلال يختلق الذرائع الواهية والأكاذيب المفضوحة لاستهداف المدنيين والمدارس والمستشفيات".
ووثّقت صور التقطها وكالة "فرانس برس" هَول المجزرة في المدرسة، فيما تكدّست جثث الضحايا في مستشفيات المنطقة التي تُعاني أصلاً من نقص في المعدّات والمستلزمات الطبية.
تنديد عربي ودولي
اعتبرت وزارة الخارجية المصرية أنّ "القتل المتعمد للفلسطينيين العزل يظهر افتقار إسرائيل للإرادة السياسية لإنهاء الحرب في غزة".
وذكرت الوزارة، في بيان، أنّ "استهداف المدنيين العُزّل... وتعمد إسقاط تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء تلك الحرب".
كما دانت وزارة الخارجية الأردنية بـ"أشد العبارات قصف إسرائيل مدرسة تأوي نازحين في حي الدرج في قطاع غزة"، معتبرةً أنّ هذا القصف "خرق فاضح لقواعد القانون الدولي واستهداف ممنهج للمدنيين".
وفي بيان لها، قالت الخارجية السعودية إنّ "المملكة تدين الاستهداف الإسرائيلي لمدرسة تأوي نازحين في غزة"، مستنكرةً "تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة إسرائيل".
واعتبرت أنّ "قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب الانتهاكات الإسرائيلية".
إلى ذلك، دانت وزارة الخارجيّة والمغتربين اللبنانية بـ"أشدّ العبارات استهداف قوات الاحتلال ال#إسرائيلي لمدرسة (التابعين) التي تأوي نازحين فلسطينيين عُزّل شرق مدينة #غزة، بثلاثة صواريخ استهدفت مصلى المدرسة بشكل مباشر، وراح ضحيتها أكثر من مئة مواطن فلسطيني وعشرات الجرحى".
ورأت الخارجية اللبنانية، في بيان، أنّ "القصف العشوائي المُمنهج لجيش الاحتلال الإسرائيلي وقتل الأطفال والمدنيين دليل واضح على استخفاف الحكومة الإسرائيلية بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
كما اعتبرت أنّ "استمرار ارتكاب الجرائم بحقّ الفلسطينيين، وتعمُّد إسقاط هذه الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل، كلّما تكثّفت جهود الوسطاء الدوليين لمحاولة التوصّل إلى صيغة لوقف إطلاق النار في القطاع، يعطي الدليل القاطع لنية إسرائيل إطالة الحرب وتوسيع رقعتها".
وأضافت: "في إطار هذه الممارسات التصعيديّة التي تعتمِدُها إسرائيل خلال الآونة الأخيرة، تدعو وزارة الخارجية والمغتربين المجتمع الدولي والدول المعنيّة إلى اتخاذ موقف دولي موحّد، وجدي، وفاعل، أولاً، لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ووضع حد لهذه الكارثة الإنسانية، باعتبار أنّ وقف العدوان على غزة هو الخطوة الأولى باتجاه التهدئة ووقف التصعيد ومنع اشتعال صراع أوسع في المنطقة. وثانياً، لتفعيل المسار الديبلوماسي السلمي من خلال خطوات جدية تلزم الجانب الإسرائيلي بقبول حلّ الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".
دوليّاً، أكد المستشار السياسي للقائد الأعلى في إيران علي شمخاني أنّ "الهدف الوحيد من قتل المصلين بمدرسة التابعين في غزة واغتيال هنية هو السعي للحرب وإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار".