خطر قديم - جديد استجدّ في إسرائيل في الساعات الماضية، وهو خطر داخلي، يتمثّل في تصاعد حدّة التوترات في القدس مع اقتحام عدد من اليهود المتطرفين، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى، واستفزاز سكّان القدس.
وعادة ما تنتج حالة من التوتر واشتباكات عنيفة إثر هذه الاستفزازات، لكن التوتر هذا العام لن يكون مشابهاً لمشهد الأعوام السابقة، وذلك بسبب تصاعد حدّة مشاعر الكراهية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على خلفية حرب غزّة، وبسبب التهديدات الخارجية من إيران و"حزب الله" والتي تُسيطر على أجواء الداخل الإسرائيلي.
واقتحم أكثر من 2250 مستوطناً، صباح اليوم الثلثاء، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة إسرائيلية، بمناسبة ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل".
في هذا السياق، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن "أكثر من ألفي يهودي دخلوا باحات المسجد الأقصى بحراسة مشددة وأدوا النشيد الوطني الإسرائيلي".
وقالت الدائرة أيضاً إن القوات الإسرائيلية "عرقلت دخول المصلين المسلمين إلى المسجد الأقصى ونشرت قوات كبيرة على أبوابه ليتحول إلى ثكنة عسكرية".
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية بعضاً من اليهود الذين خالفوا تعليمات "الوضع القائم" حيث رفعوا الأعلام الإسرائيلية، كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية.
نتنياهو ينتقد تصرفات بن غفير
من جهته، قال مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي في بيان إن سياسة الوضع القائم في الحرم القدسي لم تتغير، وأن "من صلاحيات رئيس الوزراء فقط وليس أي وزير آخر بما في ذلك وزير الأمن القومي تغيير ذلك".
ووصف بيان مكتب نتنياهو دخول جماعات يهودية رفقة بن غفير وأداء صلوات في الحرم القدسي بـ"خرق الوضع القائم".
كما انتقد زعيم المعارضة يائير لابيد تصرف بن غفير، واصفاً ذلك بـ"جرّ البلاد إلى حرب إقليمية واسعة".
أما بن غفير فقال من داخل باحات الحرم إن "هناك تقدماً كبيراً في فرض السيادة والسلطة"، مشيراً إلى السماح لليهود في الصلاة فيه.