اجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلثاء، محادثات في مصر قبل ان يتوجه الى قطر في اطار جولته الرامية إلى إقناع إسرائيل وحركة حماس بالموافقة على تسوية تنص على هدنة في قطاع غزة، في وقت اتهمت حماس الولايات المتحدة بإعطاء اسرائيل "ضوءا أخضر" لمواصلة الحرب.
وفي الشهر الحادي عشر من النزاع الذي اندلع اثر هجوم حماس على اسرائيل في السابع من تشرين الاول، اعلن الجيش الاسرائيلي العثور في قطاع غزة على جثث ست رهائن خطفوا خلال الهجوم المذكور.
وتتبادل الدولة العبرية وحماس الاتهامات بتعطيل التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار في القطاع المحاصر والمدمر والذي خلفت فيه الردود الانتقامية الاسرائيلية عشرات آلاف القتلى وتسببت بكارثة صحية وانسانية.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة الثلثاء مقتل 12 شخصا بينهم طفلان على الأقل في غارة إسرائيلية على مدرسة غرب مدينة غزة فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه أغار على مركز قيادة تابع لحركة حماس.
في اطار جولته التاسعة في المنطقة منذ اندلاع الحرب، التقى بلينكن في العلمين على الساحل الشمالي لمصر الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي دعا الى "إنهاء الحرب" في غزة.
وكان أجرى محادثات في تل أبيب الاثنين، وأعلن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أكّد له أن إسرائيل توافق على خطة التسوية" التي عرضتها واشنطن خلال جولة مفاوضات في الدوحة الأسبوع الماضي، مشدّدا على أن "من واجب" حركة حماس "أن تفعل الشيء نفسه".
أ ف ب
- "ادعاءات مضللة" -
في واشنطن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن الثلثاء أن حركة حماس "تتراجع" عن خطة الاتفاق المطروحة. وأوضح ردا على أسئلة صحافيين في شيكاغو، أن التسوية "ما زالت مطروحة، لكن لا يمكن التكهّن بأي شيء"، مضيفا "إسرائيل تقول أن بإمكانها التوصل إلى نتيجة... حماس تتراجع الآن".
لكن حماس اعتبرت أن تصريحات بايدن التي اتهم فيها الحركة بأنها "تتراجع" عن خطة التسوية في غزة، هي "ادعاءات مضلّلة".
وقالت الحركة الفلسطينية في بيان "تابعنا... باستغرابٍ واستهجان شديدين، التصريحات الصادرة عن الرئيس الأميركي جو بايدن والتي ادعى فيها أن الحركة تتراجع عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من دعوة وزير خارجيته (أنتوني) بلينكن للحركة للقبول بالمقترح الأخير".
واضافت أن "تصريحات بايدن وبلينكن هي ادعاءات مضلّلة، ولا تعكس حقيقة موقف الحركة الحريص على الوصول إلى وقفٍ للعدوان".
وتتمسّك الحركة الفلسطينية بتنفيذ الخطة التي أعلنها بايدن نهاية أيار، ودعت الوسطاء إلى "إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه".
وينصّ مقترح بايدن في مرحلة أولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة والإفراج عن رهائن، وتتضمن مرحلتها الثانية انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع.
ووعدت اسرائيل بإرسال وفد الى المفاوضات المقبلة، بحسب بلينكن.
ويستأنف الوسطاء مباحثاتهم هذا الأسبوع في مصر.
- جثث رهائن -
وفي وقت تتعرض الحكومة الاسرائيلية لضغوط متزايدة بشأن قضية الرهائن مع تواصل التظاهرات داخل إسرائيل المطالبة باتفاق يتيح الإفراج عنهم، أعلن الجيش الإسرائيلي الثلثاء العثور على جثث ست رهائن خلال عملية في غزة هم خمسة ذكور سبق أن أعلن مقتلهم خلال الأشهر الماضية، إليكس دانسيغ وشاييم بيري وياغيف بوشتاب ويورام ميتسغر ونداف بوبلويل، إضافة إلى أبراهام موندر (79 عاما) الذي أعلن كيبوتس نير عوز الثلثاء "مقتله في الأسر في غزة بعد أشهر من التعذيب الجسدي والنفسي".
وعلى الاثر، اعلن منتدى عائلات الرهائن أن على حكومة نتنياهو "أن تبذل كل ما في وسعها لإنجاز الاتفاق المطروح على الطاولة".
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لجماس على إسرائيل أسفر عن مقتل 1199 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى آخر الأرقام الإسرائيلية الرسمية.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 105 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وأسفرت الغارات والقصف والعمليات البرية الإسرائيلية ردّا على الهجوم في قطاع غزة عن مقتل 40173 شخصا على الأقل، وفق الأرقام الأخيرة لوزارة الصحة التابعة لحماس التي لا تفصّل عدد المقاتلين وعدد المدنيين.
- ستة قتلى -
على الأرض في قطاع غزة، نزح مزيد من السكان بسبب أوامر بالإخلاء خلال الأيام الماضية وبسبب عمليات عسكرية إسرائيلية. وقلّصت الأوامر والعمليات "المنطقة الإنسانية" في المواصي التي كانت إسرائيل طلبت في السابق من الفلسطينيين اللجوء اليها.
واضافة الى الضربة التي استهدفت المدرسة، قتل ستة فلسطينيين في رفح (جنوب) بينهم أربعة في استهداف سيارة في محيط شارع الحشاشين في المدينة، بحسب مصادر طبية.
من جهة أخرى، وصل 25 معتقلا بينهم امرأتان، أفرجت عنهم إسرائيل بعد اعتقالهم في القطاع، إلى مستشفى غزة الأوروبي عبر معبر كرم أبو سالم، وفق مصدر طبي في المستشفى.
كما تستمرّ موجة العنف في الضفة الغربية المحتلة بين الفلسطينيين ومستوطنين يهود. وحضّ بلينكن المسؤولين الإسرائيليين على التحرّك لوقفها.
وتشهد حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان منذ اندلاع الحرب في غزة تبادل قصف شبه يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
وأعلن الحزب المدعوم من إيران الثلثاء أنه أطلق "صليات مكثّفة من الصواريخ" على مواقع للجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة، ردّا على ضربات استهدفته الاثنين في شرق لبنان.
ونفّذت طائرات إسرائيلية مساء الاثنين غارات على مخازن أسلحة تابعة لحزب الله في شرق لبنان، على ما أفاد مصدر مقرّب من الحزب والجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وترى واشنطن أن وقفا لإطلاق النار سيساعد على تجنّب هجوم من إيران وحلفائها ضد إسرائيل، بعد توعدّهم بالردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران في 31 تموز في عملية نُسبت إلى إسرائيل، واغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر قبل ساعات من ذلك في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
في الولايات المتحدة، تظاهر مئات الأشخاص في شيكاغو حيث ينعقد المؤتمر الوطني العام للحزب الديموقراطي، احتجاجا على دعم إدارة بايدن لإسرائيل في الحرب.