الخميس - 19 أيلول 2024
close menu

إعلان

وقفات "النهار" مبادرة دول حوض النيل 1999: النهر الذي وحّد أفريقيا وفرّقها

المصدر: "النهار"
Bookmark
وقفات "النهار".
وقفات "النهار".
A+ A-
إعداد: مجيد مطريقول القائد العسكري الشهير ماك آرثر: "الويسكي لنشربه، أما الماء فنقاتل من أجله". هذا القول يؤكد أهمية المياه في حياة الدول، وأن مستقبل الصراع سيتمحور حول الثروات المائية والسيطرة عليها والتحكم فيها. فإذا أمكن للإنسان أن يستغني عن الطاقة الاحفورية أو غيرها كخيارٍ أخير، إنما ليس في امكانه أن يتخلى عن الماء نظراً الى تعلقه بحياة الناس مباشرة، فلا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله. فالماء حاجة ملحة لجميع الكائنات الحية بما فيها الزرع والنبات، وهذا ما تختصره الآية الكريمة: "وجعلنا من الماءِ كلَّ شيءٍ حيّ".يُعد هذا المورد الطبيعي من الموارد المحركة للسياسات، والمولدة للنزاعات والحروب طالما أن ندرته تحدد قيمته وتكرّس أهميته المتعلقة بالأمن القومي واستمرارية الدول. ومثلما هناك أمن سياسي، وأمن عسكري، وأمن غذائي، هنالك أيضاً أمن مائي لا يمكن التهاون فيه أو جعله تحت تأثير الاطماع والتحكم بمصادره. وللأنهار مكانة تاريخية وحضارية، فقد تم ربط مصر بالنيل، وهو شريان الحياة لها، وفي العراق قامت حضارة بلاد ما بين النهرين على نهري دجلة والفرات، ما يجعل تلك الأنهار عنصراً من عناصر الهوية للشعوب وبه تُعرَّفً احياناً، فالمصري إبن النيل. ولا تقتصر النزاعات المائية على منطقة من دون أخرى، خصوصاً في العالم العربي الذي يشهد قلة في وفرة المياه علاوة على أن أهم الأنهار التي يستفيد من مياهها هي أنهار تنبع من خارج أراضيه، فهي إما تمرُّ من دوله وإما تصبُّ فيها، ومثال ذلك، وبعد زوال الدولة العثمانية، تحوّل نهرا دجلة والفرات من نهرين داخليين الى نهرين دوليين يخضعان لحقوق الدول المتشاطئة لهما، وأصبحت كلُّ دولةٍ تستفيدُ من مياههما، تدّعي حقوقاً مكتسبة لها في ضوء القانون الدولي. أيضاً ينطبق الامر نفسه على مصر والسودان باعتبارهما من دول المصب كمصر ودول العبور والمصب كالسودان، إذ يتأثر البلدان بكل ما يطرأ على نهر النيل من تدخلات بشرية لناحية بناء السدود أو تحويل جريانه.ومصر والسودان من دول "حوض النيل" ويقصد بهذا المصطلح الامتداد الجغرافي لنهر النيل الذي يشمل الدول الأفريقية التي يمرُّ عبرها النهر وهي: السودان، مصر، أثيوبيا، أوغندا، تنزانيا، الكونغو الديموقراطية، بوروندي، رواندا،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم