الخميس - 12 أيلول 2024
close menu

إعلان

تحليل إسرائيلي: نتنياهو يُريد احتلال غزّة وتجويع سكّانها... لكن لماذا؟

المصدر: "النهار"
مهجرون في غزة (أ ف ب).
مهجرون في غزة (أ ف ب).
A+ A-
رغم إعلان إسرائيل عن أهداف محدّدة لها في غزّة تقضي بالقضاء على "حماس" وإرساء واقع أمني جديد في القطاع واستعادة الرهائن، إلّا أن ثمّة أهداف أخرى استراتيجية وغير معلنة، منها ما هو مرتبط بتهجير الفلسطينيين، ومنها احتلال القطاع.

في هذا السياق، كتب رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" ألوف بن تحليلاً لفت فيه إلى أن "غاية إسرائيل احتلال متواصل لقطاع غزة، أو مثلما أعلن رئيس الورزاء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مراراً منذ بداية الحرب، سيطرة أمنية إسرائيلية".

وبرأي بن، فإن "السيطرة على محور فيلادلفيا وعلى طول حدود القطاع تسمح لإسرائيل بتطويق قطاع غزة من جهاته البرية الثلاث وعزله عن مصر، فيما السيطرة على محور نيتساريم الذي يقسم بين شمال القطاع، الذي بقي فيه عدد قليل من السكان ومنازل وبنية تحتية مدمرة، وبين جنوب القطاع المكتظ باللاجئين من القطاع كله".

وتطرّق إلى سياسة تهجير الفلسطينيين، وقال: "عملياً، تتبلور هنا تسوية طويلة المدى "لليوم التالي"، إسرائيل تسيطر على شمال غزة وتدفع إلى خارج هذه المنطقة 300 ألف فلسطيني الذين لا يزالون هناك. والجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، منظر الحرب، يقترح تجويعهم حتى الموت، أو طردهم إلى الشتات، كرافعة ضغط على حماس".

واعتبر أن "اليمين الإسرائيلي يطمع بهذه المنطقة من أجل الاستيطان اليهودي، مع قدراتها العقارية الهائلة من طوبوغرافيا مريحة، منظر إلى البحر وقرب من تل أبيب ومنطقتها".

وأشار "تجربة 57 عاما من احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية"، ولفت إلى أن "هذه ستكون عملية طويلة تستوجب الكثير من الصبر والقدرة على المناورة الدبلوماسية. ولن يقيموا غدا مدينة يهودية كبيرة في غزة، وإنما سيتقدمون دونما بعد آخر، كرافان بعد آخر؛ كما في (البؤر الاستيطانية في) الخليل، ألون موريه وحافات غلعاد".

ورأى أن "جنوب غزة سيبقى لحماس، وستضطر الحركة إلى الاهتمام بالسكان الذين يفتقرون لكل شيء، مسجونين تحت حصار إسرائيلي، خصوصاً بعد أن يفقد المجتمع الدولي اهتمامه بهذه القصة وينتقل إلى أزمات أخرى (في العالم)".

وتوقع بن أن "نتنياهو يقدر أنه بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، سيتلاشى تأثير المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين على السياسية الأميركية، حتى لو فازت كامالا هاريس. وإذا عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فإن نتنياهو يتوقع أن يمنحه المزيد من الحرية".

وشدد على أنه "لا ينبغي الارتباك، الاحتلال هو الغاية التي يحارب نتنياهو من أجلها، حتى بثمن موت المخطوفين المتبقين، ومقابل مخاطر حرب إقليمية. والدعامات التي تساند حكمه، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، ستبقى مكانها طالما أنه يسعى بالأقوال والأفعال إلى احتلال دائم وضم زاحف لقطاع غزة".

وخلص بِن إلى أن "نتنياهو كرر خلال اجتماع الحكومة هذا الأسبوع شعاره الانتخابي من العام 1996 ضد اتفاقيات أوسلو، "مفاوضات وليس تنازلات"، وهذا يعني بالعبرية أن منطقة محتلة لا تُعاد، ولا حتى بضغوط دولية؛ وفي الجولة الحالية، ولا حتى مقابل رجاء المخطوفين وعائلاتهم. هذا هو هدف حربه".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم