شارك أكثر من 21 مليون زائر شيعي هذا العام في احياء "أربعينية الإمام الحسين" احد أكبر التجمعات الدينية في العالم، في مدينة كربلاء العراقية.
وبلغ عدد الزوار ذروته الأحد بعد أيام عدة من إحياء الذكرى تميّزت بالتضامن مع فلسطينيي غزة.
وأربعينية الحسين تمثل ذكرى مرور أربعين يوما بعد العاشر من محرم، تاريخ واقعة الطف التي وقعت عام 61 للهجرة (680 ميلادية)، وقتل فيها الإمام الحسين (ثالث الأئمة المعصومين لدى الشيعة) وحفيد النبي محمد، على يد جيش الخليفة الأموي آنذاك يزيد بن معاوية.
ويحيي الشيعة كل عام ذكرى عاشوراء، ومع الاربعينية، تنتهي فترة الحداد على الحسين.
ويتوافد الزوار الشيعة وغالبيتهم من العراق وإيران المجاورة إلى مدينة كربلاء في وسط العراق حيث ضريح الإمام الحسين وضريح شقيقه العباس الذي قتل كذلك في معركة كربلاء، لإحياء الذكرى.
وفي الأيام الأخيرة، أظهرت صور التقطها مصورو وكالة فرانس برس، رفع حشود المصلين الأعلام الفلسطينية بكثافة في شوارع كربلاء وكذلك بين الأضرحة ذات القبب الذهبية.
وأعلنت الأمانة العامة للعتبة العباسية التي تدير ضريح العباس والمسؤولة عن احصاء الزائرين أن "عدد الزائرين الكلي لزيارة الأربعين 1446هـ /2024م بلغ 21.480.525 زائرا"، بينهم نحو 3,5 مليون زائر إيراني، بحسب الأرقام الرسمية المعلنة في طهران.
وقال محمد التميمي (32 عاما) المشارك في إحياء الذكرى لوكالة فرانس برس "ما يحدث في غزة هذه الايام يندى له الجبين. هذه الجرائم الصهيونية التي تحدث من قتل للنساء والاطفال. اكيد اليوم في كربلاء المقدسة نشاهد العلم الفلسطيني يرفرف ما بين الحجاج اسنادا للأخوة في فلسطين وردا على الصهاينة".
وأضاف "المسلمون يقفون صفا واحدا ضد الاعمال الصهيونية وضد الجرائم التي تحدث في غزة".
وفي العام 2023 توافد حوالى 22 مليون زائر إلى كربلاء لإحياء اربعينية الحسين، بينهم أربعة ملايين زائر من إيران التي شارك منها أكبر عدد من الزوار الأجانب.
ويتم احياء الذكرى دائما في ظل إجراءات أمنية مشددة.
اندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول، وأسفر عن مقتل 1199 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
كما خُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 105 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش وفاتهم.
وتوعدت الدولة العبرية بـ"القضاء" على حماس ويشن الجيش الاسرائيلي منذ ذلك الحين قصفا مدمرا وعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبب بمقتل ما لا يقل عن 40334 شخصا وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس، معظمهم من النساء والأطفال بحسب الأمم المتحدة.