يبدو أنّ مفاوضات الهدنة بين حركة "حماس" وإسرائيل دخلت في تعقيد أكبر مع انتشال الجيش الإسرائيلي جثث ست رهائن في رفح، بينهم أميركي، وتحميل "حماس" إسرائيل ومن خلفها واشنطن "مسؤولية قتلهم".
وفي أول تعليق على حادثة انتشال جثث الرهائن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم، إنّ "إسرائيل لن تهدأ حتى تقبض على المسؤولين عن قتل الرهائن"، مؤكداً "التزام التوصل إلى اتفاق لإطلاق الرهائن المتبقين وضمان أمن إسرائيل". وأضاف "من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقاً".
من جهتها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية إنّ "نتنياهو يمنع التوصّل إلى اتفاق حتى لا تنهار الحكومة"، وقال: "في غضون شهر لن يبقى أيّ رهينة على قيد الحياة في غزة".
وأضافت: "ثلاثة من المخطوفين الذين قُتِلوا وأعاد الجيش جثامينهم كانوا ضمن قائمة وافقت عليها حماس في 2 تموز".
إلى ذلك، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين أمنيين قولهم: "كان من الممكن إعادة 4 من المخطوفين القتلى في صفقة تبادل".
فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف غالانت: "على الحكومة أن تجتمع على الفور وتتراجع عن قرار البقاء في محور فيلادلفيا"، مؤكداً أنّه "يجب إعادة الرهائن الذين لا يزالون في الأسر إلى ديارهم، وإسرائيل ستحاسب كل قادة حماس".
إلى ذلك، أفادت "القناة 12 الإسرائيلية" عن "إلغاء اجتماع الحكومة الإسرائيلية الذي كان مقرّراً اليوم".
من جانبه، أكد منتدى عائلات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة أنّه "لولا التأخير والتخريب والأعذار، لكان من المرجح أن يظل أولئك الذين علمنا بوفاتهم هذا الصباح على قيد الحياة"، داعياً إلى إعادة الرهائن. وأوضح أنّ الكسندر لوبانوف أصبح أباً في خلال المدة التي قضاها رهينة، لرضيع عمره خمسة أشهر.
وعلى رغم التعقيدات في المفاوضات الراهنة، لا يزال الرئيس الأميركي جو بايدن يعرف عن "أمله" في إمكان التوصّل إلى اتفاق، إذ أكد في حديث للصحافيين في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير، أنّه "لا يزال متفائلاً" بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف النار لإنهاء الصراع.
وقال: "أعتقد أننا على وشك التوصل إلى اتفاق. حان الوقت لإنهاء هذه الحرب"، و"نعتقد أننا قادرون على إتمام الاتفاق، لقد قالوا جميعاً إنّهم متفقون على المبادئ".
إلى ذلك، نقلت "القناة 13" الإسرائيلية، ليل أمس، عن مسؤولين إسرائيليين إنّ "المفاوضات على وشك الانهيار، لكن مكتب نتنياهو قلّل من أهمية هذه التصريحات".
واتّهم المسؤولون الإسرائيليون حكومة نتنياهو بأنّها "تتصرّف في هذا الملف بناء على اعتبارات سياسية".
أما "حماس"، فقد أكدت أنّ "الأسرى قتلوا بالقصف الصهيوني، وعلى الرئيس بايدن، إن كان حريصاً على حياتهم، أن يوقف دعمه للعدو".
وأضافت: "كنّا حرصاء أكثر من بايدن على حياة الأسرى، لذا وافقنا على مقترحه وعلى قرار مجلس الأمن بينما رفضهما نتنياهو".
كما اعتبرت أنّ "واشنطن استسلمت لشروط نتنياهو الهادفة الى تعطيل التوصل الى اتفاق".