أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، العثور على جثث ستة رهائن في نفق في قطاع غزة، بينما قتل ثلاثة عناصر من الشرطة الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة حيث تواصل القوات الإسرائيلية عمليتها الواسعة لليوم الخامس على التوالي.
في قطاع غزة حيث تتواصل الحرب بين حركة حماس وإسرائيل منذ قرابة أحد عشر شهرا، بدأت الأحد رسميا حملة التلقيح ضد شلل الأطفال التي ترافقت مع تراجع لساعات في أعمال القصف بما يتماشى مع "الهدن الإنسانية" التي أعلنتها الأمم المتحدة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي العثور على جثث ستة رهائن "في نفق تحت الأرض في منطقة رفح بقطاع غزة"، مشيرا الى أنها أعيدت الى إسرائيل وتمّ التعرف إليها رسميا.
والرهائن هم أربعة رجال وامرأتان: كرمل غات التي خطفت من كيبوتس قرب الحدود مع قطاع غزة، وعيدن يروشالمي، وهيرش غولدبرغ بولين الذي يحمل ايضا الجنسية الأميركية، وألكسندر لوبانوف الذي يحمل أيضا الجنسية الروسية، وألموغ ساروسي وأوري دانينو. وخُطف هؤلاء - وتتراوح أعمارهم بين 23 و32 عاما - من مهرجان نوفا الموسيقي.
وأكد المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري أن الستة "خُطفوا أحياء صباح السابع من تشرين الأول"، تاريخ هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل، و"قتلوا بوحشية على يد إرهابيي حماس قبل وقت قصير من وصولنا إليهم".
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الإعلان أن "من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقا" حول هدنة في قطاع غزة. وأضاف موجها حديثه لحماس "سنطاردكم وسنقبض عليكم وسنصفّي الحساب" معكم.
في المقابل، حمّل عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق إسرائيل مسؤولية مقتل الرهائن.
وقال في بيان "من يتحمّل مسؤولية موت الأسرى لدى المقاومة هو الاحتلال الذي يصرّ على مواصلة حرب الإبادة الجماعية والتهرّب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا الى أن الستة "لم يتم قتلهم إلا بالقصف الصهيوني".
كذلك قال سامي أبو زهري، المسؤول الكبير في حماس "نتنياهو هو المسؤول عن مقتل الأسرى الإسرائيليين، وهو حريص على قتل الجميع للاستمرار في الحرب... ولذا على الإسرائيليين أن يختاروا بين نتنياهو أو الصفقة".
- طلب سماح ودعوة الى إضراب -
وفي وقت لاحق الأحد، تحدث نتنياهو الى عائلة الرهينة لوبانوف، وفق ما ذكر مكتبه، وتوجّه إليها بالقول "أرغب في أن أقول لكم الى أي حدّ أعرب عن أسفي وأطلب السماح لعدم التمكن من إعادة ساشا حيا".
وتطالب عائلات الرهائن منذ أشهر الحكومة بإبرام اتفاق يتيح الإفراج عن المحتجزين. وواجه نتنياهو انتقادات داخلية تتهمه بالتمسك بمطالب تعقّد مسار التفاوض، مثل إبقاء قوات إسرائيلية داخل القطاع المحاصر بعد الاتفاق على هدنة، الأمر الذي ترفضه حماس.
وحثّ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الحكومة على التراجع عن مطلب إبقاء القوات الإسرائيلية في ممرّ فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، وهو نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات.
وقال في بيان "على مجلس الوزراء أن يجتمع على الفور ويعود عن القرار الذي اتخذ الخميس"، مشددا على "وجوب أن نعيد الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حماس".
وفي مسعى لزيادة الضغط، حضت عائلات الرهائن على الإضراب الاثنين.
ودعا منتدى عائلات الرهائن والمفقودين "الجمهور للانضمام إلى تظاهرة حاشدة للمطالبة بوقف كامل للأنشطة في البلاد والتنفيذ الفوري لاتفاق لإطلاق سراح الرهائن". كما طالب بالنزول الى الشوارع في تل أبيب في وقت لاحق الأحد.
وكان المنتدى قال في بيان سابق "لولا التأخير والتخريب والأعذار، لكان أولئك الذين علمنا بوفاتهم هذا الصباح على قيد الحياة على الأرجح".
وأعلن الاتحاد العمالي الإسرائيلي (هستدروت) الإضراب الإثنين في كل القطاع الاقتصادي.
كذلك حضّ زعيم المعارضة يائير لابيد على "الإضراب العام".
في واشنطن، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن شعوره بـ"الحزن الشديد والغضب" بعد الإعلان عن العثور على الجثث.
وتعهّد بايدن "بمواصلة العمل على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين".
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن "صدمته الشديدة"، مؤكدا ضرورة أن تفرج حماس عن الرهائن والتوصل الى وقف النار "فورا".
وندّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بـ"قتل" الرهائن الستة، مؤكدا الحاجة الى "وقف إطلاق النار لانهاء هذه المأساة وإعادة كل الرهائن الى ديارهم".
وأدّى هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول إلى مقتل 1199 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف 251 شخصا في ذلك اليوم، لا يزال 97 منهم محتجزين في غزة، بينهم 33 أعلن الجيش موتهم.
وتسبّب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة ردا على هجوم حماس بمقتل ما لا يقل عن 40738 شخصا، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.
أ ف ب
- ثلاثة قتلى إسرائيليين في الضفة الغربية -
في الضفة الغربية المحتلة، أعلنت الشرطة الإسرائيلية مقتل ثلاثة عناصر منها في "هجوم بإطلاق نار" شرق حاجز ترقوميا بالقرب من مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان "القضاء" على المشتبه بتنفيذه العملية، وذلك بعد محاصرته في منزل بمدينة الخليل.
ووقع الهجوم الأحد في اليوم الخامس من عملية إسرائيلية في شمال الضفة.
وكان جندي إسرائيلي قتل السبت، وفق ما أعلن الجيش خلال العملية التي شملت طوباس وطولكرم وتتركّز منذ يومين في جنين.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل فلسطينيين اثنين اليوم برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة كفر دان قرب جنين. وبذلك ترتفع حصيلة قتلى العملية العسكرية في شمال الضفة الغربية إلى 24 فلسطينيا بينهم 14 مقاتلا، منذ الأربعاء.
وأفاد مصوّر لوكالة فرانس برس أن جرافات إسرائيلية كانت تدمّر شوارع في وسط مدينة جنين الأحد.
وتشهد الضفة الغربية توغلات إسرائيلية منتظمة، لكن من النادر أن تنفذ بشكل متزامن في مدن عدة، وبإسناد جوي، كما يحدث منذ الأربعاء.
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، ازدادت أعمال العنف في الضفة الغربية.
- "هدن إنسانية" -
في قطاع غزة، بدأت رسميا الأحد حملة التطعيم ضد شلل الأطفال. وكانت الأمم المتحدة أعلنت عن "هدن إنسانية" سترافقها من دون أن تتضح شروط هذه الهدن.
وقال المدير الطبي في مستشفى العودة في وسط قطاع غزة الدكتور ياسر شعبان لوكالة فرانس برس "بدأ التطعيم الساعة التاسعة صباحا (6,00 ت غ)"، موضحا أن "المراكز الطبية بدأت تستقبل الأطفال من عمر يوم حتى عشر سنوات".
وتجمّع عشرات الأهالي مع أطفالهم أمام مركز في مخيم الزوايدة وسط القطاع، ينتظرون حصول الأطفال على اللقاح على أيدي أفراد طواقم طبية.
ولم تخفِ الفلسطينية بسمة البطش "الفرح والارتياح" لتلقيح أطفالها. وقالت لفرانس برس "كنت خائفة على أطفالي من الشلل والأمراض".
وقالت السلطات الإسرائيلية إن اللقاحات ستقدّم من الساعة السادسة صباحا حتى الثانية من بعد الظهر، من الأحد إلى الثلثاء، في وسط القطاع. ويفترض أن تنتقل لاحقا الى مناطق أخرى.
ولم تسجّل التقارير الميدانية عمليات عسكرية حتى الساعة الثانية.
وقالت المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لويز واتريدج، إن قصفا استهدف النصيرات في وسط القطاع بعد الثانية.
وبعدما غاب 25 عاما عن الأراضي الفلسطينية، تأكّدت أول إصابة بشلل الأطفال في غزة لدى طفل في شهره العاشر في دير البلح، بعد رصد الفيروس في عيّنات مياه جمعت نهاية حزيران في خان يونس ودير البلح.
وأرسلت الأمم المتحدة 1,2 مليون جرعة الى غزة.
وأفاد الدفاع المدني في غزة عن مقتل شخصين على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة بشمال القطاع الأحد.
ولم تفلح حتى الآن مفاوضات متقطعة تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر منذ أشهر في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على الرغم من تزايد الضغوط الأميركية وزيارات عديدة لمسؤولين كبار للمنطقة.