أعلن الاتحاد العام لعمال إسرائيل (الهستدروت) الإضراب العام اعتبارا من صباح الإثنين سعيا لدفع الحكومة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، وذلك بعد إعلان الجيش العثور على جثث ستة منهم.
وقال أرنون بار ديفيد، رئيس الاتحاد الذي يعد أبرز نقابة عمالية في إسرائيل، في مؤتمر صحافي الأحد "علينا أن نوقف هذا التخلي عن الرهائن (...) توصلت إلى استنتاج مفاده أن تدخلنا فقط هو الذي يمكن أن يحرك أولئك الذين يحتاجون لذلك، غدا الساعة السادسة صباحا (03,00 ت غ) سيعم الإضراب الاقتصاد الإسرائيلي بكامله".
واضاف رئيس الاتحاد "ستتوقف جميع عمليات الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون (في تل أبيب) اعتبارا من الثامنة صباحا (05,00 ت غ)".
وأكد "الحاجة إلى التوصل لاتفاق، وهو اتفاق أكثر أهمية من أي شيء آخر... الاتفاق لا يتقدم بسبب اعتبارات سياسية وهذا أمر غير مقبول".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق الأحد انتشال جثث ستة رهائن من نفق في مدينة رفح بجنوب القطاع.
وأدّى هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول إلى مقتل 1199 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخُطف 251 شخصا في ذلك اليوم، لا يزال 97 منهم محتجزين في غزة، بينهم 33 أعلن الجيش موتهم.
وتسبّب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة ردا على هجوم حماس بمقتل ما لا يقل عن 40738 شخصا، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية هؤلاء هم من النساء والأطفال.
- "رهائن مهملون"-
يقول منتدى عائلات الرهائن "لقد مر 11 شهرا والرهائن مهملون".
والأحد، تجمع أقارب الرهائن مع مئات من المؤيدين لهم أمام المبنى الذي كان ينعقد فيه مجلس الوزراء في القدس.
وحضوا الحكومة وهم يحملون الصافرات والطبول، على تقديم تنازلات للتوصل الى اتفاق.
وقال إيال كالديرون قريب الرهينة الفرنسي الإسرائيلي عوفر كالديرون، "أوقفوا قتل الرهائن بأفعالكم وقراراتكم (...) إنهم في الأنفاق وعليكم توقيع الاتفاق، يجب أن نوقف هذه الحرب".
وأضاف لاحقا لوكالة فرانس برس "إنهم يسمعوننا لكن لديهم انشغالات أخرى سياسية، يريدون الاحتفاظ بمناصبهم".
واعتبر أن الإضراب العام "كان يجب أن يتم قبل ستة أشهر، لكنه على الأقل، سيساعد في إنقاذ أرواح".
من جهتها، حملت هانا بارتيل صورة الإسرائيلي الأميركي هيرش غولدبرغ-بولين، أحد الرهائن الستة الذين أعيدوا ميتين من غزة، وعليها كلمة "عذرا" بالعبرية والانكليزية.
وقالت "لا أعرف ما إذا كانت (الحكومة) تستمع إلي، لكنني سأستمر في الحضور وجلب مزيد من الأصدقاء لأنه مع كل يوم يمر، من المهم التوصل إلى اتفاق".
كذلك دعا زعيم المعارضة يائير لابيد الهستدروت والبلديات وأصحاب العمل إلى التزام "إضراب عام" كما ورد على صفحته على فيسبوك.
- "حكومة الموت"-
وأضاف لابيد "لقد كانوا على قيد الحياة، وقرر (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو وحكومة الموت عدم إنقاذهم. لا يزال هناك رهائن على قيد الحياة، ولا يزال بإمكاننا التوصل إلى اتفاق".
وكان يشير بذلك إلى مصادقة الحكومة الخميس على شرط إسرائيلي مسبق للتوصل إلى اتفاق، الأمر الذي ترفضه حماس ومصر جملة وتفصيلا.
من جهته طالب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد "بعقد اجتماع فوري للحكومة لإلغاء هذا القرار"، في إشارة إلى تصويت مجلس الوزراء الخميس الماضي.
وقال "لقد فات الأوان بالنسبة الى الرهائن الذين قتلوا بدم بارد، يجب أن نعيد الرهائن الذين ما زالوا في أيدي حماس".
وقال بار ديفيد إنه "يجب التوصل الى اتفاق، هذا هو الأمر الأكثر أهمية" معربا عن أسفه لأن الوضع "لا يتقدم بسبب اعتبارات سياسية وهذا أمر غير مقبول".
وأعلنت شبكات مطاعم ودور سينما إغلاق أبوابها الأحد "دعما" لعائلات الرهائن.