وقفات "النهار" "حرب تموز" 2006 "حزب الله" وإسرائيل

جو حمّورة كان صيف لبنان في عام 2006 حاراً جداً، إذ شهد حرباً ضروساً بين إسرائيل و"حزب الله"، عُرفت بـ"حرب تموز"، أو "حرب لبنان الثانية" كما تصفها إسرائيل. استمرت هذه الحرب 33 يوماً، دفع فيها لبنان و"حزب الله" وإسرائيل أثماناً باهظة، كما نتج عنها خسائر فادحة في الأرواح والبنى التحتية.مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000، بقي ملف الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية معلقاً، الأمر الذي دفع "حزب الله"، الذي بات في تلك المرحلة يسيطر على الجنوب اللبناني المتاخم للحدود مع إسرائيل، إلى خطف جنديين إسرائيليين. حدث ذلك في 12 تموز (يوليو) 2006 بقرار فردي من "حزب الله"، من دون الرجوع إلى السلطات الشرعية اللبنانية الممثلة بالحكومة والجيش اللبناني، وحتّى من دون التشاور والتنسيق مع الدول العربية. أتى الردّ الإسرائيلي عنيفاً على عملية اختطاف الجنديين، حيث أدخلت إسرائيل بعض آلياتها إلى داخل الأراضي اللبنانية، فتعرّضت لإطلاق نار عنيف من مقاتلي "حزب الله". تبع ذلك تصريح صحافي للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، أعلن فيه أن الجنديين الإسرائيليين تم نقلهما إلى "مكان بعيد جداً"، داعياً الحكومة الإسرائيلية للتفاوض غير المباشر من أجل تبادل الأسرى.أمام هذه المذلّة التي تعرضت لها إسرائيل، باشر جيشها بشن عمليات حربية واسعة النطاق في لبنان، فقصف قوات "حزب الله" في الجنوب والبقاع، كما استهدف، بشكل مركّز، الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، التي تضم أبرز مراكز الحزب ومقراته. ولم تسلم البنى التحتية اللبنانية من القصف الإسرائيلي، حيث استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مطار بيروت الدولي، وعشرات الجسور والطرقات، ومحطات الإرسال والرادارات ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وغيرها.في المقابل، أطلق "حزب الله" آلاف الصواريخ نحو القرى والمدن الإسرائيلية، فطال بعضها مدينة حيفا وحتى أراضٍ في الضفة الغربية. كما شنّ الحزب هجمات متفرقة على الجنود...