قال مسعفون إن 27 فلسطينيا على الأقل قتلوا في غارات شنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة اليوم الجمعة، بينما استأنف مسؤولو الصحة تطعيم عشرات الآلاف من أطفال القطاع ضد مرض شلل الأطفال.
وذكر المسعفون أن غارة جوية إسرائيلية أودت بحياة امرأتين وطفلين في مخيم النصيرات، فيما قُتل ثمانية آخرون في غارتين جويتين أخريين في مدينة غزة.
وذكروا أن الآخرين قُتلوا في غارات لاحقة في أنحاء القطاع.
في غضون ذلك، اشتبكت قوات إسرائيلية مع مقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في حي الزيتون بمدينة غزة، حيث قال سكان إن الدبابات تنفذ عمليات هناك منذ أكثر من أسبوع، وفي شرق خان يونس وفي رفح قرب الحدود مع مصر.
وذكر سكان أن القوات الإسرائيلية فجرت عدة منازل في رفح.
وبعد مرور أحد عشر شهرا على اندلاع الحرب، فشلت الجهود الديبلوماسية حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الصراع وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب المحتجزين في غزة مقابل الإفراج عن عدد كبير من السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بالتسبب في إفشال جهود الوساطة التي تبذلها قطر ومصر والولايات المتحدة. وتستعد واشنطن لتقديم اقتراح جديد لوقف إطلاق النار وتقريب وجهات النظر، لكن احتمالات تحقيق انفراجة تظل ضئيلة مع استمرار اتساع الفجوات بين الجانبين.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الخميس إنه يتعين على إسرائيل وحركة حماس حل القضايا المتبقية من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف بلينكن في مؤتمر صحافي أنه جرى الاتفاق على ما يقرب من 90 بالمئة من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكن لا تزال هناك خلافات على عدد من القضايا المهمة منها قضية محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على الطرف الجنوبي لقطاع غزة على الحدود مع مصر.
وقالت إسرائيل إنها لن تنسحب من المحور، بينما تقول حماس إن الاتفاق لا يمكن إبرامه بدون انسحاب القوات الإسرائيلية.
في غضون ذلك، واصل سكان خان يونس والعائلات النازحة من رفح التوافد على المراكز الطبية ومعهم أطفالهم لتلقي لقاح شلل الأطفال.
وانطلقت الحملة الصحية بعد اكتشاف حالة إصابة لطفل يبلغ من العمر عاما واحدا بمرض شلل الأطفال، مما نتج عنه إصابته بشلل جزئي.
انتقال حملة التطعيم ضد شلل الأطفال لشمال غزة
وكانت هذه الحالة هي أول إصابة معروفة بالمرض في قطاع غزة منذ 25 عاما. وعاد المرض إلى الظهور وسط انهيار منظومة الصحة في القطاع تقريبا وخروج مستشفيات كثيرة من الخدمة بسبب الحرب.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن 160 ألف طفل على الأقل تلقوا اللقاح في مناطق جنوب غزة أمس الخميس حيث بدأ العاملون في القطاع الطبي المرحلة الثانية من الحملة، مستفيدين من اتفاق إسرائيل وحماس على هدن محدودة في القتال.
وقالت الأونروا في منشور على منصة إكس "منذ الأول من أيلول، قامت الأونروا وشركاؤها بتطعيم ما يقرب من 355 ألف طفل ضد شلل الأطفال في مناطق وسط وجنوب غزة".
وأضافت "في الأيام القليلة المقبلة، سنواصل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال بهدف الوصول إلى حوالي 640 ألف طفل دون العاشرة بهذا اللقاح المهم".
وأشادت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام في الأونروا بالحملة ووصفتها بأنها تقدم مرحب به جدا.
وقالت إن الأونروا تعمل مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة الصحة العالمية وشركاء الصحة المحليين على مدار الساعة وفي سباق مع الزمن لتطعيم كل طفل في جميع أنحاء قطاع غزة.
وقالت توما لرويترز "لكن هذه الهدن الموقتة لا تعوض دعواتنا لوقف إطلاق النار الذي طال انتظاره. حان الوقت للتوصل إلى اتفاق يمنح الراحة سكان غزة ويطلق سراح جميع الرهائن ويسمح بتدفق مستمر للإمدادات التجارية والإنسانية إلى غزة".
وستنتقل الحملة يوم الأحد إلى شمال قطاع غزة الذي كان محور تركيز الهجوم العسكري الإسرائيلي الكبير خلال الأحد عشر شهرا الماضية. وتقول منظمة الصحة العالمية إنه سيتعين إطلاق جولة ثانية من التطعيم بعد أربعة أسابيع من الجولة الأولى.
واندلعت أحدث حلقة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في السابع من تشرين الأول بعد أن شن مسلحون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن حملة إسرائيل على القطاع منذ ذلك الحين حصدت أرواح أكثر من 40800 فلسطيني. وأدت الحملة أيضا إلى نزوح جميع سكان القطاع تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليوني نسمة إضافة إلى أزمة جوع. وتواجه إسرائيل اتهامات في محكمة العدل الدولية بارتكاب إبادة جماعية، وهي اتهامات تنفيها إسرائيل.
وتقول الأمم المتحدة إن 1.9 مليون شخص على الأقل، أي تسعة من كل عشرة أشخاص في أنحاء قطاع غزة، نازحون داخليا من بينهم أشخاص نزحوا ما يصل إلى عشر مرات أو أكثر.