لقي أربعة أشخاص على الأقل مصرعهم فيما لا يزال أربعة عشر مفقودين في جنوب شرق المغرب من جراء أمطار رعدية غزيرة سببتها ظاهرة مناخية "استثنائية" شملت مناطق صحراوية جافة، طالت أيضا الجزائر حيث قتل شخص واحد على الأقل.
وأفاد مصدر من السلطات المحلية لإقليم طاطا بجنوب شرق المملكة المغربية وكالة فرانس برس بأن "في حصيلة أولية، لقي أربعة أشخاص مصرعهم فيما لازال أربعة عشر شخصا في عداد المفقودين، وذلك على إثر التساقطات المطرية الرعدية جد القوية التي عرفها الإقليم والأقاليم المجاورة".
وأوضح أن السيول جرفت ثمانية بيوت في إحدى مناطق الإقليم الريفية، مشيرا إلى أن المصالح المختصة تعمل على فك العزلة عن المناطق المتضررة.
منذ ليل الجمعة السبت تأثرت عدة مناطق في جنوب وجنوب شرق المغرب "بشدة بكتل هوائية استوائية غير مستقرة بسبب صعود استثنائي للجبهة المدارية جنوب البلاد، وتلاقت مع كتل أخرى باردة قادمة من الشمال ما أدى إلى تشكل سحب عنيفة وغير مستقرة"، وفق ما أوضح مسؤول التواصل في المديرية العامة للأرصاد الجوية الحسين يوعابد لوكالة فرانس برس.
وجلّ الأنحاء المتضررة مناطق صحراوية جافة شرق جبال الأطلس الكبير.
خلال أربع وعشرين ساعة منذ السبت، انهمرت أمطار غزيرة بلغت 47 ملمترا في ثلاث ساعات بمدينة وارزازات، جنوب شرق المغرب، وحتى 170 ملمترا في تاكونيت بإقليم زاكورة غير بعيد عن الحدود مع الجزائر.
وفي غرب الجزائر أيضا هطلت أمطار غزيرة سببت سيولا جارفة اضطُرت مصالح الوقاية المدنية للتدخل عدة مرات ليل السبت الأحد، وفق ما أفادت في بيان على فيسبوك.
وانُتشل جثمان فتاة جرفتها السيول في ولاية إليزي فيما لا يزال البحث جاريا عن شخص آخر كان عالقا داخل سيارة داهمتها سيول في ولاية تمنراست، بحسب المصدر نفسه. وكلا الولايتين في أقصى جنوب البلاد.
وأنقذت أسرة من أربعة أفراد علقوا وسط السيول في ولاية بشار بجنوب غرب الجزائر حيث يتوقع أن تستمر الأمطار الأحد.
كذلك يرتقب تسجيل "زخات رعدية محليا قوية" بين عصر الأحد وحتى 21,00 ت غ في عدد من المناطق بجنوب وجنوب شرق المغرب، وفق ما أعلنت مديرية الأرصاد الجوية التي رفعت مستوى الإنذار إلى "البرتقالي".
والسبت، غمرت المياه بعض أزقة مدينة وارزازات المغربية.
وقال أحد سكانها عمر جانا لفرانس برس "لم نعرف مثل هذه الأمطار منذ نحو عشر سنوات. لقد جاءت في ظرف مهم لأن المنطقة تعاني الجفاف منذ عقد".
يعاني المغرب من شح المياه بعد ستة أعوام من الجفاف وانخفاض مخزون السدود إلى أقل من 28 بالمئة نهاية آب.
حتى السبت استقبلت أربعة سدود في إقليمي الراشيدية وتنغير بجنوب شرق المغرب 20 مليون متر مكعب من المياه منذ بدء هطول الأمطار الرعدية في 23 آب، وفق ما أفادت وزارة التجهيز والماء، فيما تم "تحويل 30 مليون متر مكعب من الواردات المائية... إلى الواحات والضيعات الفلاحية".
وفي منطقة سوس بجنوب غرب البلاد، تلقت أربعة سدود أخرى حتى صباح الأحد "أزيد من 11,2 مليون متر مكعب" من المياه.