السبت - 21 أيلول 2024
close menu

إعلان

وقفات "النهار" جنوب السودان... الدولة الجديدة

المصدر: "النهار"
Bookmark
وقفات "النهار".
وقفات "النهار".
A+ A-
إعداد: لوسيان شهوانلم يكن "حق تقرير المصير" مع اتفاقية "نيفاشا" الموقّعة في دولة كينيا في عام 2005، والتي وضعت حداً لحرب كبيرة بين الشمال والجنوب السوداني، كافياً لتحقيق انفصال ناجح لدولة جنوب السودان. وقبل الحديث عن نجاح تجربة الانفصال أو فشلها، والتي تحققت في 9 كانون الثاني (يناير) 2011 بعد استفتاء شعبي أتت نتيجته مؤيدة للانفصال بنسبة 98% من أهل الجنوب، وإعلان الدولة في 9 تموز (يوليو) من العام نفسه، لا بدّ من التطرّق إلى العوامل التي أدّت إلى هذا الانفصال. الانفصالبعد حرب أهليّة اعتُبرت من الأطول في القارة الأفريقية وتاريخ العالم العربي، وما حصدته هذه الحرب من ضحايا وجرحى بالملايين وخسائر في الموارد قُدرت بمئات مليارات الدولارات، ونزوح كارثي من الجهتين، كان لا بدّ من انهائها. وتحقق ذلك في عام 2005. لا شكّ في أن العامل الخارجي أدى دوراً أساسياً في اتجاه الانفصال بعد تدخلات وتوصيات من دول الجوار، كإسرائيل التي اعترفت بدولة الجنوب بعد ساعات قليلة من الإعلان عنها. كذلك الأمر بالنسبة إلى أوغندا التي بدت متحمسة لهذا الإجراء. كما شكّل الانفصال نقطة تلاقي بين الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، الأمر الذي أثّر في قرار القيادات الجنوبية، فانعكس تلقائياً على خيار الجنوبيين الذين اختاروا الانفصال في استفتاء عام 2011. تعود أمنيات الانفصال بعد سياسة التهميش التي انتهجتها حكومات شمال السودان تجاه الجزء الجنوبي من البلاد منذ استقلال البلاد في عام 1956، الأمر الذي دفع أحزاب الجنوب إلى المطالبة بالاستقلال في العام 1958، بعد سياسات اتبعها الرئيس السابق إبراهيم عبود بعد انقلابه على السلطة. وفي عام 1972، توقفت الحرب التي اندلعت قبل 9 سنوات، وقادتها حركة "أنانيا" المتمردة في الجنوب، واستؤنفت في العام 1983 مع إعلان العقيد جون قرنق انشقاقه عن الجيش السوداني والانضمام إلى المتمردين الجنوبيين وتأسيسه "الحركة الشعبية لتحرير السودان". في أيلول (سبتمبر) 1983، أصدر الرئيس السوداني آنذاك جعفر نميري "قوانين سبتمبر"، أو قوانين الشريعة الإسلامية التي أعلن بموجبها تطبيق الشريعة الإسلامية بدعم من رئيس الجبهة الإسلامية القومية حسن الترابي. أدى هذا الإجراء إلى اندلاع حرب من جديد امتدّت حتى تشرين الثاني (نوفمبر) 1988 وصولاً إلى توقيع اتفاقية سلام بين قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان وزعيم الحزب الاتحادي. لم تدم هذه الاتفاقية كثيراً، ففي عام 1989 نفذ عمر البشير انقلابه ليطيح كل مساعي السلام. دعا جون قرنق إلى سودان موحّد على أسس جديدة من خلال حكومة تتمثل فيها جميع المكوّنات في السودان، وتحترم شعوب السودان المتنوّعة في شمال وجنوب وشرق وغرب البلاد. إلا أن عمر...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم