النهار

رئيس مجلس الدولة الصيني يصل إلى الرياض... ولقاء مرتقب مع بن سلمان
المصدر: "أ ف ب"
رئيس مجلس الدولة الصيني يصل إلى الرياض... ولقاء مرتقب مع بن سلمان
رئيس مجلس الدولة الصيني خلال وصوله إلى الرياض.
A+   A-
وصل رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى العاصمة السعودية الرياض، في مستهلّ زيارة للمنطقة تشمل أيضا الإمارات، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي مساء الثلاثاء.

وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنباء عن أنّ "تشيانغ، والوفد المرافق له، وصل إلى الرياض للمشاركة في أعمال اجتماع الدورة الرابعة للجنة السعودية الصينية رفيعة المستوى".

ومن المقرّر أن يلتقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كما ستتضمن جولته الممتدة إلى الجمعة الإمارات العربية المتحدة، وفق ما أعلنت الخارجية الصينية الإثنين.

والسعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، حليف وثيق للولايات المتحدة منذ عقود، لكنّها تسعى أخيراً لتحقيق توازن في علاقاتها الخارجية مع القوى العالمية الكبرى الأخرى مثل روسيا والصين.

وتستورد الصين، وهي منتجة للنفط، منذ فترة طويلة الخام من الشرق الأوسط وهي تشتري ما يقرب من ربع الشحنات السعودية.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي قرابة 286,9 مليار دولار في 2023 حسب بيانات الجمارك الصينية، فيما تستحوذ السعودية على ما يقرب من 40 في المئة من حجم التبادل التجاري بين الخليج والصين، بحسب بيانات مجلس التعاون الخليجي.

وتخوض الصين مفاوضات للتوصل لاتفاق للتجارة الحرة مع دول الخليج منذ قرابة 20 عاماً دون أنّ تكلل بالنجاح بعد.

وقال المحلّل السياسي السعودي محمد بن صالح الحربي إنّ الزيارة تنصبّ حول "تعزيز التعاون الاقتصاد والتبادل التجاري" بين الصين من جهة والسعودية ودول الخليج من جهة أخرى.

وأوضح لوكالة "فرنس برس" أنّ "الصين الشريك التجاري الاول للمملكة العربية السعودية خصوصاً في مجال النفط"، مشيراً إلى أنّ "الطموح في تعزيز عمليات التبادل التجاري ضمن تنويع مصادر الدخل والانتاج" في المملكة الخليجية الثرية التي تنكب على مشروع إصلاح اقتصادي يهدف لتنويع اقتصادها المرتهن بالنفط.

سياسيّاً، تسعى بيجينغ إلى توسيع نفوذها في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة.

والعام الماضي، أدّت دوراً رئيسيّاً بشكل مفاجئ في التقارب التاريخي بين السعودية وإيران.

كذلك، قدّمت الصين نفسها على أنّها طرف يتّخذ موقفاً حياديّاً مقارنة بمنافستها الولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني داعية إلى حل الدولتين مع الحفاظ على علاقات جيدة مع إسرائيل.

وتعتبر الصين الشرق الأوسط جزءاً رئيسيّاً من مبادرة الحزام والطريق وهو مشروع ضخم للبنى التحتية وركيزة أساسية لمحاولة شي جينبينغ ترسيخ نفوذ الصين في الخارج.

وفي 2022، زار شي السعودية بهدف تعزيز التقارب الاقتصادي والديبلوماسي بين العملاق الآسيوي والدول العربية.

وعقد شي حينها لقاءات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد محمد بن سلمان، كما شارك في قمّتَين خليجية-صينية وعربية-صينية حضرهما قادة دول المنطقة.

وتسعى السعودية لجذب مستثمرين صينيين لمشروعاتها العملاقة ولا سيما مدينة نيوم المستقبلية العملاقة التي تشيّدها في صحرائها المطلّة على البحر الأحمر بتكلفة تتجاوز 500 مليار دولار.

وتسعى الرياض لانخراط الشركات الصينية بشكل أعمق في المشاريع الضخمة التي تعتبر محورية في رؤية محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن النفط.

وامتدّ توثيق العلاقات بين البلدَين للمجال الثقافي، إذ بدأت السعودية هذا العام تدريس اللغة الصينية بشكل إلزامي في 57 مدرسة عبر البلاد. فيما افتتح أول فرع لمعهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية في السعودية في 2023.

اقرأ في النهار Premium