النهار

"منتدى الشارقة للاستثمار" .. المستقبل في استثمار الفرص الراهنة
المصدر: "النهار"
تشير مقالة نشرتها مجلة النمو والتنمية في العام الماضي 2023، إلى أن علماء الاقتصاد لا يمتلكون تصوراً حاسماً وشاملاً حول ماهية التكنولوجيا الكبيرة القادمة وأثرها على اقتصادات العالم. مع ذلك، تؤكد المقالة أن هناك أسباباً وجيهة تجعلنا نأخذ على محمل الجد الإمكانات المتنامية للذكاء الاصطناعي في تحويل الاقتصاد، وذلك على ضوء نتائج التجارب الناجحة التي صنعتها قطاعات مختلفة في اقتصادات العالم.
"منتدى الشارقة للاستثمار" .. المستقبل في استثمار الفرص الراهنة
الشارقة
A+   A-

تشير مقالة نشرتها مجلة النمو والتنمية في العام الماضي 2023، إلى أن علماء الاقتصاد لا يمتلكون تصوراً حاسماً وشاملاً حول ماهية التكنولوجيا الكبيرة القادمة وأثرها على اقتصادات العالم. مع ذلك، تؤكد المقالة أن هناك أسباباً وجيهة تجعلنا نأخذ على محمل الجد الإمكانات المتنامية للذكاء الاصطناعي في تحويل الاقتصاد، وذلك على ضوء نتائج التجارب الناجحة التي صنعتها قطاعات مختلفة في اقتصادات العالم.

ويأتي منتدى "الشارقة للاستثمار" في دورته الـ 7 التي تنطلق يومي 18 و 19 أيلول الجاري في إمارة الشارقة، تحت شعار "رؤية مستقبلية للاقتصادات الذكية" ليجمع أبرز عقول الاقتصاد والاستثمار وقادة القطاعات من مختلف دول العالم لبحث الافكار الجديدة ووضع التصورات التي تجعل منها مشاريع مثمرة، ويمد الجسور بين أسواق العالم التي تسهم الاستثمارات المتبادلة في تحقيق التكامل وتبادل التجارب في بينها.

على مدى يومين، يستضيف المنتدى أكثر من 80 متحدثاً وخبيراً محلياً ودولياً في نحو 100 فعالية ليبحث ويناقش محاور أساسية لها علاقة بالارتقاء التدريجي بالمنظومة الاقتصادية وتعزيز كفاءتها بالاعتماد على التكنولوجيا، حيث يتناول المنتدى دور البنية التحتية الرقمية في الازدهار الاقتصادي، وتعزيز الأمن الغذائي من خلال الحلول الذكية، ومستقبل الخدمات المالية، والخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد وغيرها من الموضوعات ذات العلاقة.

يحمل المنتدى هذا العام عدة رسائل مركزية، وهي إن الذكاء الاصطناعي ليس له مستقبل محدد سلفا، بل أن ما يحدد هذا المستقبل هو جملة من العوامل أهمها القرارات والسياسات بشكل عام، وتوجهات الاستثمار بشكل خاص، وإن تحويل القطاعات الاقتصادية من التقليدية إلى الذكية، لا يحتاج للتنبؤ بقدر الحاجة لرصد الفرص الراهنة، وتحديد التحديات، وتوجيه الاستثمارات ورؤوس الأموال نحو تحقيق الدمج العميق بين التكنولوجيا والقطاعات الاقتصادية الحيوية مثل الزراعة والصناعة والخدمات اللوجستية والصحة والتعليم وغيرها.
 
كما يسعى المنتدى إلى تبيان أن المساهمة المتوقعة للذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي والتي تبلغ نحو 15.7 تريليون دولار في عام 2030، لن تتحقق من ابتكار صناعات وخدمات ومنتجات جديدة فحسب، بقدر ما ستتحقق من دمج التكنولوجيا في القطاعات القائمة من خلال الحلول الذكية وأنظمة الأتمتة والرقابة على الموارد والجودة والسلامة العامة، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى النمو والازدهار.

لو تناولنا الزراعة على سبيل المثال، ساهم دمج التكنولوجيا الحديثة في قطاع الزراعة في الصين، في زيادة كفاءة الزراعة التقليدية وتحسين أساليب الإنتاج الزراعي بشكل فعال وارتفع معدل أتمتة زراعة المحاصيل وحصادها من 67.2% في عام 2017 إلى 73% في عام 2022، وحققت بذلك نتائج مذهلة إذ يزيد محصول الحبوب عن 650 مليون طن للعام التاسع على التوالي. الأمر ذاته تحقق في الكثير من بلدان العالم، ومن بينها دول الخليج العربي ذات الطبيعة الصحراوية، وفي إمارة الشارقة بشكل خاص، حيث تبرز مزرعة المليحة لزراعة القمح نموذجاً متميزاً وملهماً.

هنا تتجلى نتائج عملية التكامل بين التكنولوجيا من ناحية والقطاعات التي تلبي الحاجات الأساسية للناس من ناحية ثانية، إذا يولد هذا الدمج منظومات متكاملة من الأعمال التي تتنافس في تقديم التقنيات والحلول الذكية، إذا بلغ حجم سوق الذكاء الاصطناعي في الزراعة نحو 2.1 مليار دولار أمريكي في عام 2023 ومن المتوقع أن يسجل معدل نمو سنوي مركب يزيد عن 24% بين عامي 2024 و2032.

كما تسهم حلول الذكاء الاصطناعي في التأسيس الواعي للأعمال وفهم وتحليل السوق والتنبؤ بمعدلات الطلب والاستهلاك ورغبات العملاء والجمهور، إضافةً إلى تشكيل مناهج الأعمال للعمليات الأساسية في الشركات والمؤسسات. وفق استطلاع أجرته IBM، قامت 42% من المؤسسات التي شملها الاستطلاع بدمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها. ويعتزم 59% منها تسريع وتوسيع استثماراتهم في هذه التكنولوجيا على ضوء النتائج التي حققوها.

يدعم "منتدى الشارقة للاستثمار" توجهات الدمج العميق للتكنولوجيا بالاقتصادات من أجل تشكيل منظومة اقتصادية ذكية، توفر الحلول للتحديات الكبرى في مجالات الاستدامة، إذ يمثل المنتدى منصة عالمية تلتقي فيها أهم العقول وأبرز التجارب مع صناع القرار لوضع تصور متوافق عليه ومدعوم بالمعرفة حول الخطوات القادمة في مسيرة التنمية.

اقرأ في النهار Premium