الخميس - 19 أيلول 2024
close menu

إعلان

وقفات "النهار" انتفاضة 17 تشرين 2019 لبنان من الاحتراق إلى الانفجار

المصدر: "النهار"
Bookmark
وقفات "النهار".
وقفات "النهار".
A+ A-
تلك الليلة الخريفيّة، ظنّها كثيرون موجة ستُخمد مع تقدّم السّاعات، لكنّ ذلك لم يحصل. ليلة الخميس 17 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2019 في لبنان، التي عُرفت، بانتفاضة شعب بأكمله وغضب عارم في الشارع اللبناني في مختلف مناطقه، بعد قرار حكومي قضى بفرض ضريبة مالية على الاتصالات عبر تطبيق "واتساب"؛ كانت في العمق نتيجة تراكمات أعمق، وربّما... "تدّخلاتٍ أكبر."! "الدولار الواحد، يساوي 1500 ليرة لبنانية"، هذه المعادلة اعتاد عليها اللبناني منذ انتهاء الحرب اللبنانية وتثبيت سعر صرف الدولار. هذا الاستقرار، ولو كان سلبيّاً، بدأ يتزعزع في أسابيع قليلة قبل الانتفاضة، وصار يلمس اللبناني للمرّة الأولى ارتفاع سعر صرف الدولار ولو لمئات الليرات الاضافيّة، كما بدأت الثقة بين المودعين وأصحاب المصارف بالاهتزاز.  الارباك النّقدي جاء وسط أزمة اقتصاديّة خانقة وموازنة وزارية عاجزة، وتعذّر قيام الحكومة بالإصلاحات السياسية والمالية المطلوبة. وما "زاد الطّين بلّة" أن أكثر من 100 حريق التهمت أحراج لبنان في يوم 15 تشرين الاوّل (أكتوبر)، وادت الى سقوط قتلى وجرحى وخسائر ماديّة فادحة. خلال ذاك اليوم الذي عُرف بعنوان "لبنان يحترق"، لمس الشعب اللبناني مدى ترهّل الدّولة اللبنانية التي ظهرت غير قادرة على الاستجابة اللازمة لإخماد الحرائق، ناهيك باكتشاف أنّ طائرات "سيكورسكي" التي تملكها للانقاذ والاطفاء كانت معطّلة، ما دلّ الى التقصير الحكومي الكبير.شهدت الفترة المحيطة بتلك الحوادث، تحرّكات واحتجاجات عدّة، كانت غالبيّتها متواضعة العدد، وبوجه مصرف لبنان، حاملةً شعار "فليسقط حكم المصرف"، وفي ليلة 17 تشرين الأول (أكتوبر) أيضًا، بدأت المشهديّة مع أصحاب هذه التجمعات في شارع الحمراء وعند جسر الرينغ في العاصمة بيروت، لكنّ سرعان ما امتدّت الاحتجاجات وتوسّعت، فشملت مختلف المناطق، من شمال لبنان الى جنوبه مرورًا بالبقاع؛ وفي أقلّ من ساعةٍ واحدة أقفل "الأوتوستراد" عند النقاط الحيويّة لكلّ منطقة، وتزايدت أعداد المتظاهرين الذين لم يتركوا الأرض في تلك اللّيلة رغم أن وزارة الاتصالات تراجعت حينها عن قرارها الضريبي. لم يلجم تراجع الوزارة غضب اللبناني آنذاك، وتُرجم من خلال ليلة حامية شهدت أعمال عنف أمام مؤسسات الدّولة، وتكسير واجهات مصارف، واعتداءات على محلّات تجاريّة لسياسيين... وبعدما أشرقت الشّمس في اليوم التّالي، استفاق اللبنانييون على قرار جمعيّة المصارف الاغلاق الشامل، الذي امتدّ لـ12 يومًا، وهو قرار لم تتخذه المصارف طوال سنوات الحرب اللبنانيّة رغم كل المخاطر.المشهديّة والعناوينلم يترك اللبنانيون الساحات لأشهر، تلك الساحات التي عرفت مع تقدّم الايّام بـ"ساحات الثّورة"، حيث نصبت قبضة ثورة خاصّة بكلّ منطقة، ونصبت الخيم، ونظّمت الحوارات مع جمعيّات أهليّة وحقوقيّة لمناقشة مشاكل لبنان والحلول الممكنة للخروج من الأزمة.علت أناشيد الثورة في كل أنحاء الوطن، ورقص المحتجّون على أنغامها، نثروا الأرز ووزّعوا الورود واحتفلوا بالأعراس في الساحات قاصدين أن يكون "عصيانهم المدني" سلميًا في الفترات الأولى، حتّى أنّ الصحافة الأجنبيّة وصفتهم بأسعد شعب تعيس. اتخّذت التحرّكات في كثير من الأحيان طابعًا نسويًا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم