النهار

الأونروا أمام مأساة ثلاثيّة بسبب التصعيد بين إسرائيل وحزب الله
المصدر: أ ف ب
الأونروا أمام مأساة ثلاثيّة بسبب التصعيد بين إسرائيل وحزب الله
لازاريني متكلما خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس في نيويورك (24 ايلول 2024، أ ف ب).
A+   A-
أعلن المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني، الثلثاء، أنّ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين باتت تواجه "مأساة ثلاثية" منذ بدأت إسرائيل تشن غارات مكثفة ضد حزب الله في لبنان لأنّ هذا التصعيد زاد من الأعباء الثقيلة الملقاة على عاتقها من جراء الحرب في غزة والأوضاع بالضفة الغربية المحتلة.

تأسّست الأونروا في 1949 وهي تقدّم للاجئين الفلسطينيين في كلّ من غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان وسوريا والأردن خدمات عديدة من بينها خصوصا التعليم والرعاية الصحية.

وقال لازاريني في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "لدينا أصلا غزة، ولدينا أصلا الضفة الغربية، لذلك لدينا مسرحان للعمليات أصبحا خطوطا أمامية نشطة"، والآن "لدينا أيضا لبنان".

وأعرب لازاريني عن أسفه لأن وكالته التي تعاني أصلا من عجز مالي حادّ باتت بفعل التصعيد الراهن بين إسرائيل وحزب الله ترزح تحت ضغوط إضافية.

وأوضح أنّ الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي يتعرّض لها لبنان منذ الإثنين جعلت من هذا البلد "منطقة عمليات نشطة" ثالثة تضاف إلى منطقتي غزة والضفة.

وقال "هذا يعني أنّ ثلاث مناطق عمليات ستصبح حالات طوارئ إنسانية"، واصفا الوضع بأنّه "مأساة ثلاثية".

إزاء الغارات الإسرائيلية الكثيفة، أوقفت الأونروا بعض عملياتها في لبنان إذ حوّلت بعضا من مدارسها إلى ملاجئ لمئات اللبنانيين الذين نزحوا من جنوب البلاد حيث تتركز الضربات الجوية.

شن الجيش الإسرائيلي الاثنين ضربات مكثفة على جنوب وشرق لبنان، مما أسفر عن مقتل 558 شخصا، بحسب السلطات اللبنانية، في أعلى حصيلة تسجّل في يوم واحد منذ نهاية الحرب الأهلية في البلاد (1975-1990).

وفي مقابلته مع فرانس برس قال لازاريني إنّ "هناك الخوف من أن نتّجه نحو حرب شاملة. هناك قلق آخر يتمثّل في أن تصبح أجزاء من لبنان مثل غزة".

- موظفون مهددون -
منذ الهجوم غير المسبوق لحماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، تتهم الدولة العبرية الأونروا بتوظيف "أكثر من 400 إرهابي" في قطاع غزة، من دون أن تورد أدلة على ذلك.

وفي القطاع المحاصر حيث تُعتبر الوكالة الأممية "العمود الفقري" للاستجابة الإنسانية في غزة، قُتل 222 على الأقل من موظفيها وطال الدمار أو الضرر ثلثي منشآتها.

وأعرب لازاريني عن قلقه بالقول إنه "وفق منحى تطور الحرب في لبنان حيث يعمل لدينا آلاف الموظفين... قد يُقتل هؤلاء الموظفون أيضا".

وأضاف أنّ تحوّل لبنان إلى منطقة عمليات جديدة للأونروا "سيضع ضغوطا أكبر علينا. الاحتياجات ستزداد وسنحتاج أيضا إلى المزيد من الدعم من المانحين".

اتهامات إسرائيل دفعت حكومات عدة بينها أكبر جهة مانحة الولايات المتحدة، الى تعليق تمويل الوكالة، قبل أن تستأنف.

وأشار المفوض إلى أن "ما لدى الأونروا من المال يكفي حتى نهاية تشرين الأول".

ومع عجز قدره 80 مليون دولار لعام 2024، تنظم الأونروا مؤتمرا جديدا للمانحين هذا الأسبوع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأشار لازاريني إلى أن الهدف الرئيسي هو "ضمان قدرتنا على العمل حتى نهاية العام" والحصول على التزامات طويلة الأجل من الجهات المانحة.

وأضاف "أنا قلق للغاية بشأن عام 2025 لأن بعض المانحين التقليديين سيطبقون إجراءات تقشفية وسيخفضون" مساعداتهم الدولية، من دون أن يحدد هويتهم.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium