تقع بلدة قصرنبا البقاعية على بعد 15 كلم من زحلة عند المنحدرات الشرقية لجبل صنين، وهي تحتضن معبدًا قديمًا يُعرف بقصر البنات، وهو يعدّ ثاني أضخم معبد بعد بعلبك.
اسم قصرنبا مشتق من كلمة قصر نابو، ونابو هو إله آشوري قديم عُثر على اسمه مدوّن على أحد المخلفات الأثرية في البلدة.
يعود تاريخ بناء المعبد الذي كان يُعرف سابقاً بـ"قلعة العذارى" إلى الحقبة الرومانية، وهو يتميز بضخامته وطريقة بنائه وحجارته الضخمة. كما وأن له أسلوباً هندسياً مميزاً يجمع بين الفن الهندسي الروماني والمحلي.
يقع قصر البنات على تلة صخرية مرتفعة عن البلدة، ولقد بني فوق قاعدة ضخمة ما زالت معالمها واضحة حتى اليوم، وهو مصمم على طرازantae أي يتألف رواقه الأمامي من أربعة أعمدة ودعامتين. توجت أعمدة المعبد الضخمة بتيجان من الطراز الكورنثي زادته أناقة وجمالاً.
يتم الدخول إليه عبر درج محفور في الصخر مؤلف من أكثر من عشرين درجة. يفضي الرواق الأمامي إلى صحن المعبد الذي يؤدي عبر درج إلى قدس الأقداس الذي يقع تحته سرداب كان مخصصًا لحفظ التقديمات والأواني والمتاع المستخدمة في الطقوس الدينية الخاصة بالمعبد. يمكن الدخول إلى السرداب عبر بوابة صغيرة تقع الى يمين الدرج.
خارج المعبد، يوجد مذبح منفصل مخصص لتقديم القرابين والنذور، أما الأجزاء المنفصلة من الجزء العلوي من الواجهة المثلثة للمعبد فقد جُمعت في شكلها الأصلي ووضعت منفصلة على الأرض بجانب المعبد. وفي الكورنيش العلوي، يوجد نقش لتمثال نصفي يمثل رجلاً ملتحياً، عُرف من الكتابة اللاتينية انه يُدعى Nonianus وعلى الأرجح الكاهن الذي بنى المعبد.
في مكان قريب من المعبد، يقع مقلع الحجارة الذي يُطلق عليه تسمية المقطع. هذا المكان استخدمه الرومان لقطع الحجارة لبناء المعبد والأبنية العامة الأخرى التي كانت موجودة في محيطه. يظهر هذا المكان التقنية المتبعة سابقاً لقطع الحجارة ونقلها من المقطع إلى المعبد وباقي أنحاء البلدة.
يعدّ المعبد اليوم من المواقع الأثرية المميزة التي تستحق الزيارة والاكتشاف لما يمثله من نموذج رائع للهندسة والفنون البنائية في الحقبة الرومانية.