النهار

عروس البقاع زحلة... آثار وطبيعة ومزارات دينية ومازة وعرق زحلاوي
فرح نصور
المصدر: النهار
عروس البقاع زحلة... آثار وطبيعة ومزارات دينية ومازة وعرق زحلاوي
مشهد عام من زحلة.
A+   A-

عروس البقاع، دار السلام ومربى الأسود، زحلة. لطالما اعتُبرت هذه المدينة العريقة همزة وصل تجارية بين بيروت، دمشق، بغداد والموصل، خصوصاً بعد إنشاء الخط الحديدي في العام 1885. تتميّز زحلة ببيوتها القديمة ذات القرميد الأحمر والقناطر. وتتركّز صورة زحلة المناطقيّة والعالميّة على منتجاتها من عرق ونبيذ ومازة شهيرة وكعك بالحليب، فهي عاصمة المنتجات الزراعيّة الغذائيّة والقطب الزراعي على الصعيدين المحلي والشرق أوسطي. 

 

في الحديث عن زحلة نتحدّث عن مدينة زحلة وجوارها. وتتميّز المنطقة بمختلف أنواع السياحة من التراثية إلى البيئية إلى الدينية إلى الطعام.

بيار- جوزيه شرو أحد المسؤولين عن صفحة Live Love Zahleh، في حديثه لـ"النهار"، يؤكّد أنّ هذه السنة تميّزت بتسليط الضوء على الخمّارات الصغيرة والجديدة، إلى جانب الحركة الواسعة التي تشهدها النشاطات المرتبطة بالطبيعة، مثل الـHiking والـescalade والـrappel والـcamping.

والرحلات التي تتضمّن هذه النشاطات تكلّف ما يقرب من 200 ألف ليرة. ومن دون rappel، تُصبح تكلفة الرحلة نحو 100 ألف ليرة، تتضمّن سياحة في منطقة نهر البردوني وسيّدة زحلة لرؤية المدينة من زاوية رائعة.

 

View this post on Instagram

A post shared by Live Love Zahleh (@livelovezahleh)

 

يقوم الأدلاء السياحيّون برحلة بيئيّة على مسار يربط زحلة بالمناطق المجاورة مثل الفرزل ونيحا والكروم، إلى جانب مشاركة التجارب والنشاطات الزراعية، بحسب موسمها، مثل قطف الكرز والكرمة. كذلك، يجري التحضير لعدّة مهرجانات في المدينة للأولاد والعائلات، بحسب شرو.

 

ويمكن لمن أراد قضاء يوم كامل في زحلة أن يدفع أقلّ تكلفة - وفق شرو - إذ يمكن تناول الغداء مثلاً بمبلغ 100 ألف ليرة للشخص في أحد أشهر المطاعم. أمّا عن الرحلات السياحية، فيجري تحضير نقطة للاستعلامات عن السياحة في زحلة، عند مدخلها، بالتعاون مع وزارة السياحة، وتوزيع دليل سياحيّ يسمح بالقيام على انفراد ومجّاناً بأيّ رحلة، أو برفقة دليل سياحيّ مقابل بدل بسيط. وقد درّبت البلدية عدداً من الأدلّاء لهذه الغاية.

 

نعرض تالياً أشهر النشاطات والمعالم السياحية التي يمكن زيارتها وتجربتها في زحلة:

View this post on Instagram

A post shared by Live Love Zahleh (@livelovezahleh)

 

زيارة الخمّارات وتذوّق النبيذ والعرق

لأن زحلة تشتهر بإنتاج النبيذ والعرق، يمكن القيام بجولة على الخمّارات ومصانع الخمر المحلية، والاستمتاع بوجبة غداء فريدة في أحد المصانع. تقدّم جميع المصانع زيارات إرشادية على مدار العام، وجولات على الكروم والأقبية الخاصّة بها لاكتشاف جذورها وفلسفاتها، وتنتهي الرحلة بتذوّق منتجاتها. يقارب سعر الجولة والتذوّق نحو 200 ألف ليرة، وفي بعض الأماكن يكون مجّانياً. 

 

المواقع الأثرية

على بُعد 10 كلم من زحلة، تقع نيحا، التي نجد في وسطها معبداً رومانيّاً ضخماً للإله السوري الفينيقيّ "هادارانيسن"، وإله الرعد والبرق والمطر، بجوار معبد أصغر بكثير غير مرمّم، مكرّس لـ"أترغاتيس"، إلهة الخصوبة.

 

أمّا الفرزل فهي إحدى أقدم قرى البقاع، وتسحر المتنزّهين والمغامرين بكهوفها الرائعة، وبكتلها الحجريّة الكبيرة ذات النقوش، التي بقيت شاهدةً على معبد روماني. تقع الكهوف الطبيعية جزئياً في وادي الحبيس، أو وادي الناسك كما يسمّيه القرويون. يمكن استكشاف العديد من الملاذات المنحوتة في الصخر، التي تعود إلى العصر الروماني والبيزنطي. وفي قاعدة الكهوف، توجد مقاهٍ حيث يمكن للزوّار تناول الطعام.

قلعة عنجر الغنيّة عن التعريف تمثّل حقبة وحضارة الأمويي وتقع وسط أغنى الأراضي الزراعية في لبنان، وتتمتّع بموقع استراتيجي على طرق التجارة المتقاطعة. تضمّ القلعة اليوم مسجداً وثلاثة قصور ومنطقة سكنية وحمّاماً عاماً.

 

السياحة الدينية

لُقّبت زحلة بـ"عاصمة الكثلكة في الشرق" وبـ"مدينة الكنائس"، لكونها تحتوي على نحو 50 كنيسة، وتُعدّ أكبر مدينة مسيحيّة في الشرق. فهي تشتهر بالعديد من المزارات الدينية والكنائس فيها.

يُمكن زيارة كنيسة ودير مار إلياس، الذي بُني في العام 1755، بينما بُنيت الكنيسة المعروفة أيضاً باسم المخلصيّة في العام 1720، وكانت ثاني كنيسة بُنيت في زحلة. لكن أقدم تلك الكنائس سيّدة زلزلي، وتم بناؤها في العام 1700 وتقع في قلب المدينة.

View this post on Instagram

A post shared by Live Love Zahleh (@livelovezahleh)

هناك أيضاً منصّة عرض رائعة تطلّ على المدينة، يتوّجها تمثال برونزيّ للسيّدة العذراء، يبلغ ارتفاعه 10 أمتار. يمكن رؤية هذا الموقع الديني من كلّ بقعة من المدينة تقريباً، ويزوره أشخاص من جميع الأديان، لأنّه من بين أفضل خمس وجهات للحج في لبنان.

 

 

المطاعم حول نهر البردوني

تتميّز المدينة بواديها الذي يجري فيه نهر البردوني، حيث تنتشر المطاعم على ضفافه، كما يمكن التنزّه على طول النهر. 

تناول البوظة العربية الشهيرة 

لا بدّ من تناول العشتا، وهي الآيس كريم العربي التقليدي مع المسكة والسحلب وخثارة الحليب بالنكهات المختلفة؛ وهي بوظة أصيلة مصنوعة يدوياً في زحلة، وتتوارث صناعتها إحدى العائلات منذ ثلاثة أجيال.

 

التنزّه بين العمارة التراثية والمدينة القديمة

في المدينة القديمة، يمكن التجوال في سوق البلاط (أو سوق القرميد) حيث اعتاد المسافرون القدامى من/إلى سوريا وبغداد وفلسطين التجارة بسلعهم.

وفي سوق حوش الزراعنة، الذي كان يجمع بين الحرفيين والمتاجر والقوافل، مركز تجاريّ مهمّ لتجارة البضائع. ويقع بالقرب منه دير سيدة زحلة، الذي تم بناؤه في العام 1720، ويضمّ أكبر برج جرس في لبنان.

في زحلة يمكننا رؤية معالم منزل جحا الذي تمّ تجديده، ويعود إلى القرن السابع عشر. وعلى الرّغم من كونه منزلاً خاصّاً اليوم، فإن بالإمكان الاستمتاع بجولة حوله في النفق أسفله لمسافة 1400 متر تحت الأرض للوصول إلى كنيسة ودير مار إلياس. 

View this post on Instagram

A post shared by Live Love Zahleh (@livelovezahleh)

 

تعلّم الحرف اليدوية

يُعدّ العرق المقطَّر من العنب واليانسون أفضل من المشروبات الكحولية القوية المماثلة في البلدان الأخرى. وفي نيحا، يصنع أحد المصنّعين اليدويّين العرق في معمل العائلة. 

 

 

 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium