أثار خبر وجود آثار لدعسات ديناصورات في لبنان ضجة كبيرة، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة أن البعض خال أنّه خبر يصبّ في خانة الأخبار الكاذبة. لكن الخبر هو حقيقة، إذ وجّهت المديرية العامة للآثار في وزارة الثقافة كتاباً إلى محافظ جبل لبنان محمد مكاوي لفتت فيه إلى اكتشاف معلم جيولوجي لمسار أقدام ديناصورات في عقارات في منطقة غوسطا.
وأشارت المديرية في كتابها إلى أنّ آثار الديناصورات تمتدّ على حائط بطول أكثر من 500 متر، وهي عائدة إلى العصر الجزيني، أي منذ حوالي 125 مليون سنة.
وكانت "النهار" قد تحدّثت عن موضوع آثار الديناصورات في لبنان، وأضاءت عليه في مقال سابق، حيث تبيّن اكتشاف أسنان وعظام للديناصورات ما بين منطقتي غوسطا وجزين.
لكن بالعودة إلى كتاب المديرية العامة للآثار، يوضح خبير الأحفوريات ورئيس الجمعية اللبنانية لدراسة الأحفوريات، داني عازار، لـ"النهار"، أنّ "هذا الاكتشاف ليس جديداً، وقد نشرته الجمعية بمنشور علمي عام 2019".
ويشرح أنّ الضجّة التي أُثيرت أخيراً حوله، تعود إلى كون سكّان العقارات حيث توجد هذه الآثار، تواصلوا مع الجمعية للمساعدة في حماية الآثار ومنع مرور طريق من هناك.
وعن أهمية هذا الاكتشاف، يوضح عازار أنّ "الأهمية تعود إلى قِدم وجودها، وهو عمر يناهز حوالي 125 مليون عام، وكانت المنطقة حينها بحيرة شاطئية وممراً بحرياً للوصول إلى اليابسة، حيث مرّت الديناصورات، وهي تنتمي إلى 3 فصائل مختلفة من الديناصورات".
ويرى عازار أنّ من الضروري الحفاظ على هذه الآثار، "فبالنسبة إلى هذا العمر، أي 125 مليون عام، هو أمر نادر بحدّ ذاته، إضافة إلى أنّه على صعيد الوطن العربي، هذا العمر هو الأثر الوحيد لدعسات ديناصورات، أي إنّ لبنان يتميّز عن باقي الدول العربية بهذا الإرث".
وهناك دراسة أخرى، بحسب عازار، على هذه الآثار، ستُعنى بمقاساتها وبتفاصيل أخرى. ويجب الحفاظ على هذه المعالم الجيولوجية، فالبيانات التي تحملها هذه الآثار لها قيمة لا تُقدَّر بثمن ويمكن أن تكون معلماً سياحياً، وفق عازار. وينوّه بدور وزارة الثقافة في السعي إلى حماية هذا المعلم، مشيراً إلى أنّ ثمة دراسة لسبل حماية هذا الموقع.