على مسافة ساعة ونصف الساعة من بيروت، تصل إلى منطقة تشبه الحلم، مخبأة في البقاع الغربيّ: عمّيق. منطقة تحتضن محمية المياه العذبة الأكبر في لبنان، وتشتهر بمحيطها الطبيعيّ الخلّاب وتنوّعها البيئي، حيث السكينة والجمال فقط. كذلك، منطقة البقاع الغربيّ هي واحدة من أجمل المناطق في لبنان، المعروفة بمناظرها الريفية الخلابة، بسهولها وجبالها. وهي مقصد حقيقيّ للسياحة البيئية -الريفية بكلّ نشاطاتها ومعالمها، من الطعام الريفيّ، إلى تجربة جزء من الحياة الريفية، إلى التنزّه والمشي في مسارات الجبال والجرود الرائعة، إضافة إلى النشاطات التي تدور في فلك المحميّات والبحيرات.
السير في درب محميّة عمّيق، مراقبة الطيور، ورؤية الحيوانات
محميّة عمّيق هي أكبر الأراضي الرطبة بالمياه العذبة في لبنان، وبقايا المستنقعات والبحيرات الأكثر اتّساعاً التي كانت موجودة في سهل البقاع. أهمية هذه المحميّة تكمن في أنّ ينابيعها تنبع من جوف أراضيها، وهي مركز ارتكاز لحركة الطيور في الشرق الأوسط، وهي ثاني أهمّ خطّ لحركة الطيور في العالم بين أفريقيا وأوروبا الشرقية، وتُصنّف من بين أهمّ المناطق ذات التنوّع البيولوجي في لبنان.
وشقّ القيّمون على المحمية مساراً في داخلها للحفاظ على المياه والحياة البرية داخلها، ليصبح هذا المسار أهم مسار للسير hiking في إطار السياحة البيئية، حيث يمكن رؤية الحيوانات المتنوّعة والتمتّع بأبهى المناظر.
وبينما هي ملاذ للطيور المهاجرة والحيوانات البرية، تزدهر فيها ممارسة هواية مراقبة الطيور، وهو نشاط يرغبه الكثيرون في لبنان، بحسب مدير محميّة عمّيق، عبد الله حنا.
ويبلغ ثمن الدخول إلى المحمية 50 ألف ليرة للكبار، بينما متاحة مجّاناً الأولاد. وهذه "الدخولية" تسمح للزائر بالتجوّل في كامل عمّيق وليس فقط في المحميّة، والمرور بمزرعة الخيل والإوز والبطّ، والتنزّه في الجبال.
يمكن أيضاً استئجار حافلة للمجموعات للسياحة الزراعية، بحيث يتجوّلون في سهل عمّيق ويرون حصاد القمح وقلع البطاطا وقطف العنب والفاكهة.
وفي عمّيق أيضاً، يعزّز القيّمون مفهوم تنمية الريف، عبر تجربة ضيافة ريفية في "طاولة عمّيق"، وهي تجربة تخلو من أيّ منتجات مستورَدة، حتى من بيروت، فجميع المنتجات والمأكولات والمعدات، وحتى الموارد البشرية، هي من البقاع الغربيّ. وتطهو سيدات عميق الطعام الريفي التراثي، ويتوفّر النبيذ والبيرة والعصائر والمشروبات المحلية والبلدية حصراً. و"الطاولة"، المطلّة على الوادي الخصب وجبل حرمون، هي مشروع بإدارة "سوق الطيب"، وتستقبل الزوار للفطور والغداء بـ"بوفيه" مفتوح بكلفة 33 دولاراً للكبار ونحو 20 دولاراً للصغار، من الجمعة حتى الأحد.
كما تمّ تنفيذ مشروع "بيت عميق"، وهو كناية عن بيت ضيافة مكوَّن من 3 غرف بسعر 110 دولارات لليلة الواحدة مع فطور.
وتالياً بعض النشاطات السياحية المتنوّعة التي يمكن القيام في البقاع الغربيّ، حيث ينتشر عدد من بيوت الضيافة أيضاً.
hiking وسياحة زراعية-ريفية في بلدات البقاع الغربيّ
الـ hiking في دروب البقاع هو من أكثر النشاطات شيوعاً في المنطقة. وإلى جانب الـ hiking في عمّيق، هناك مسارات سير متعدّدة في بلدات بقاعية مثل خربة قنافار وعين زبدة وعيتنيت وباب مارع (مسار جبليّ يطلّ على بحيرة القرعون)، وهناك مسارات تربط هذه البلدات كلّها ببعضها. وخلال هذا السير، تصادف منازل مهجورة وكنائس قديمة وينابيع مياه.
وتوضح الخبيرة في السياحة الريفية، بترا شديد، أنّ هناك دروباً غذائية في جميع القرى المذكورة، بحيث يمكن للزائرين التعرّف على المزارعين والمشاركة بموسم القطاف وتناول الطعام في بيوت الضيافة، وتعلّم إنتاج المنتجات الغذائية الريفية من مربيات وأجبان على يد مصنّعين محليّين يدويّين، إضافة إلى درب الماعز حيث يسير الزوار مع الراعي والقطيع. هذه النشاطات التي تمتدّ على يوم واحد مع فطور وغداء وتعلّم تصنيع المنتجات الريفية، تبلغ نحو 25 دولاراً من دون كلفة النقل.
آثار كامد اللوز
لمحبّي الآثار، لا بدّ من زيارة كامد اللوز لدى تواجدهم في البقاع الغربيّ. فهي من المواقع الأثرية الاستثنائية في العالم التي تعود الى العصور الحجرية والبرونزية. ويزخر الجبل الذي تقوم عند سفحه بالمدافن والمغاور المنحوتة في الصخر وبالكتابات الآرامية. وقد ازدهرت كامد اللوز عبر التاريخ القديم، ولاسيّما في العصر البرونزي الحديث، بسبب موقعها الجغرافي وبوصفها نقطة التقاء للطرق التي تربط الساحل الفينيقيّ بالداخل.
زيارة الخمّارات wine tour
يشتهر البقاع بضمّه عدداً كبيراً من الخمّارات، حيث تزدهر زراعة العنب. في إحدى الخمارات الشهيرة، يمكنك الاستمتاع بتذوّق النبيذ، والقيام بجولة بصحبة مرشد في مزارع الكروم، والتعرّف على مراحل تصنيع النبيذ بمبلغ يتراوح بين 125 و340 ألف ليرة، بحسب اختلاف مدّة الجولة ونوع النبيذ المعروض، وإذا كانت الجولة برفقة مرشد، أو إذا كنت داخل الخمارة أو في الكروم.
بحيرة القرعون
يمكنك مشاهدة أفضل منظر بانوراميّ لبحيرة القرعون، وحقول البقاع الغربيّ من طريق كفريا – معاصر، والاستمتاع بمنظر رائع من صغبين أو باب مارع أو أيّ قرية أخرى حول البحيرة. وحول القرعون عدد من المطاعم التي يمكن زيارتها والاستفادة من منظر البحيرة الجميل خلال تناول الغداء.
تذوّق البوظة المصنوعة من حليب الماعز في صغبين
هي بوظة حرفية، اشتهر بتصنيعها جوزيف مسروعة الذي ورث تقليد صناعة البوظة من والده، واحتفظ بهذه الوصفة الأصليّة لعقود.
زيارة متحف زكي ناصيف في مشغرة
هو منزل الراحل الكبير زكي ناصيف، الذي تمّ تجديده وتحويله إلى متحف في عام 2016.