أطلقت جمعية "شبكة المدن الرابطة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" بالتعاون مع مكتب عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب نزيه متى مؤتمرها السنوي الأول بعنوان "السياحة ركيزة التنمية المستدامة في قضاء عاليه"، في حرم جامعة AUST في محطة بحمدون.
وفي الإطار، أشارت كلمة النائب نزيه متى إلى أن "المجتمعات المحليّة أدّت عبر تاريخنا الحديث، دوراً ملحوظاً في عملية التنمية المناطقية، من إقتصادية واجتماعية وبالأخص سياحية، قامت بما قامت به تاريخياً وفي أغلب الأحيان في ظل غياب فاضح لدور فاعل للسلطة الحاكمة، التي تلهّت بالصفقات والمحاصصات الضيّقة بدل العمل على اعادة تكوين مؤسسات الدولة".
وقال: "من هنا، نحيي هذه المجتمعات اللبنانية المميّزة، التي اعتمدت على ديناميّة قطاعٍ خاصٍ خلاّق وناشط ومبادرات فردية فذّة.
فالشعب اللبناني لم يعتد إلا على الصمود والإصرار وخوض التحديات واطلاق المبادرات ورسم الخطط،
هكذا هو الشعب اللبناني وهكذا هم أبناء منطقة عاليه تحديداً على اختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم، كفوؤون مصرّون مبادرون منتمون الى هذه الأرض الطيبة ومتشبثون بها".
وأكّد متى على أنّ "التنمية المحليّة هي ركيزة الصمود على امتداد مساحة الوطن، منها الصناعية والزراعية والإنتاجية… أما في منطقتنا فالسياحة هي ركيزة التنمية المستدامة حيث جهد أبناء مجتمعنا على تعزيز قدرات البنى التحتية الأساسية من فنادق وبيوت ضيافة ومطاعم ومحميّات طبيعية، ونظموا المهرجانات الفنية وأطلقوا الأنشطة الثقافية والإجتماعية لمواكبة الحركة السياحية الداخلية والخارجية لا سيما العربية منها".
ولفت متى ألى أنه "من المعلوم أن القطاع السياحي في لبنان ساهم بخلق فرص عمل اضافة الى نمو قطاع البناء الذي ساهم أيضاً بخلق فرص عمل جديدة. من هنا، فإن تنمية القطاع السياحي الأساسي ستنعكس بحكم المنطق والضرورة على تنمية قطاعات أخرى تعليمية وصحية ودينية وبيئية؛ هذا القطاع الذي كان ولا يزال المدماك الأساسي وحجر الزاوية في تقوية الإقتصاد اللبناني ونمو الدخل الوطني".
وأضاف: لذلك، وكي نعيد لبنان الى سابق عهده كعلامة فارقة في هذا الشرق، على السياسة أن تُسَخر في خدمة الإقتصاد، وإلا فلا استثمار ولا تنمية وبالتالي لا سياحة فالإستقرار المنشود له عنوان واحد وهو الدولة القوية، القوية بسيادتها، وحريتها، واحترامها للقوانين والحريات العامة
كما احترام المهل الدستورية، وأهمها حالياً مهلة انتخاب رئيس للجمهورية لتبدأ معه ورشة اعادة بناء لبنان الحديث المتطور المواكب للعصر، لبنان مبادر منافس متقدم كسابق عهده".
وشملت الكلمات أيضاً عميد جامعة AUST بحمدون الذي رحّب خلالها بالحضور وأثنى على الجهود الكبيرة التي بُذِلت لتحقيق هذا المؤتمر المميّز.
وانطلقت فعاليات المؤتمر بعد كلمة النائب متى، الذي انقسم إلى عدة محاور تحدث خلالها كل من د. منى شعلان المنسقة الإقليمية لشبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حنان الهبر خبيرة تنمية محلية وتخطيط سياحي، باسكال عبدالله خبير ومستشار في مجال السياحة المستدامة، سرمد الصليبي مستثمر، سوسن بو فخر الدين المديرة العامة لجمعية الثروة الحرجية والتنمية.
يُذكر أن المؤتمر خرج بتوصيات قام بالإعلان عنها إيلي جبور، تهدف الى تفعيل السياحة في قضاء عاليه، ووضع آليات تعاون بين البلديات وأصحاب المشاريع السياحية وطرح أفكار وحلول لتنمية السياحة، حيث أعلن النائب متى في ختام المؤتمر عن جملة من المشاريع السياحية التي ستنقذ خلال هذا الصيف ودعى الجميع للمشاركة في مهرجان موسيقي يتم التحضير له حالياً على أن يقام في 8 تموز المقبل.
وحضر المؤتمر النواب نزيه متى، راجي السعد, النائب السابق أنيس نصار، جنبلاط غريزي ممثلاً النائب أكرم شهيّب، قائم مقام عاليه بدر زيدان، الأميرة حياة إرسلان، عميد جامعة AUST بحمدون الدكتور جورج رحباني، نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، منسق منطقة عاليه في حزب "القوات اللبنانية" طوني بدر، رؤساء اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار غازي الشعار والجرد الأعلى وبحمدون كمال شيّا، رئيس رابطة مخاتير عاليه زياد الأصفر، مدير منطقة جبل لبنان الرابعة في جهاز الأمن العام العقيد مازن نصرالله، رئيس مركز أمن عام عاليه الرائد ربيع ناصر الدين، رئيس لجنة تجار عاليه سمير شهيب، ممثلين عن أحزاب الكتائب والأحرار والتقدمي الإشتراكي، وحشد كبير رؤساء البلديات والمخاتير والجمعيات الأهلية والقيادات الحزبية وفعاليات المنطقة الإعلامية والثقافية والسياحية.