النهار

النهار

أيّ الاتجاهات هي المفضّلة للسفر في عام 2023؟
المصدر: "النهار"
أيّ الاتجاهات هي المفضّلة للسفر في عام 2023؟
تعبيرية.
A+   A-
 تملك صناعة السّفر اليوم آفاقاً جديدة، تشتمل على قائمة متزايدة من الأولويات، التي يرغب فيها السيّاح، كَمَزْج العطر الخاص بمساعدة صانع عطور محترِف في عُمان، أو اكتشاف كيفيّة إنتاج النبيذ في مزرعة عنب نائية في باتاغونيا... بل يبدو أنّ السفر الهادف هو في طليعة تفضيلات الناس، ممّا يُشكّل دافعاً لصناعة السّفر وربطاً للأشخاص بالأماكن التي لم نفكّر فيها من قبل. 
 
تقول رئيسة شركة ماريوت الدولية، تينا إدموندسون، إنّ "المستهلكين يبحثون أيضاً عن رحلات تتمحور حول العافية wellbeing، بما في ذلك البحث عن خدمة شخصيّة من أجل تعزيز رفاهيّتهم. ويؤدّي هذا إلى زيادة الطّلب على الرّحلات التحويليّة transformative، والإقامات الشاملة كلّياً في المنتجع، والخلوات الروحيّة والوجهات الناشئة غير المعروفة".
 
وقد نشرت مجلة CEO الخاصّة بالأعمال مقالاً أظهرت فيه التحوّلات في تفضيلات المسافرين، والاتجاهات الجديدة في صناعة السفر لعام 2023 وما بعده.
 
- رحلة غريبة وذات مغزى
أصبح المسافرون في عام 2023 أكثر انتقائية في اختيارهم إجازاتهم، ممّا أدّى إلى ظهور مفاهيم مثل السّفر البطيء (slow travel)، والسّفر المستدام، والخلوات الروحيّة والرفاهيّة (spiritual retreats and wellbeing)، التي اكتسبت مستويات جديدة من الأهمية.
 
وتقول نائبة رئيس المبيعات، والمديرة العامة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في Regent Seven Seas Cruises، ليزا بايل، إنّ "المسافرين يتمتّعون في جميع أنحاء العالم بشهيّة متجدّدة للسفر، لكن إلى أماكن أكثر غرابة، وفي تجارب خارجة عن المألوف. إنّهم يبحثون عن فرص للتواصل مع السكّان والأماكن والمجتمعات المحليّة، أكثر من أيّ وقت مضى".
 
وتقول إدموندسون إنّ "المستهلكين الأثرياء يخرجون من الوباء، ويعيدون تعريف الرفاهية wellbeing عبر انتقالهم من الرفاهية التي تشمل التباهي بالثروة، إلى رفاهية أكثر تأمّلًا، والتي يتمّ تحفيزها من خلال إظهار التجارب".
 
 
وأظهر "تقرير اتجاهات السفر العالمي لعام 2023" الصادر عن "أمريكان إكسبريس ترافيل"، أنّ 89 في المئة من المشاركين في الاستطلاع وافقوا على أنّهم حريصون على السّفر إلى وجهات جديدة تماماً. بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أنّ 85 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أظهروا رغبتهم في الانغماس في الثقافة المحليّة، وأراد 88 في المئة الشراء من الشركات الصغيرة المحليّة.
 
وأدى التعطش إلى التواصل مع الوجهات الأقلّ شهرة إلى تضخيم عنصر المغامرة في مسارات رحلات السفن السياحيّة، وأدّى إلى زيادة الحجوزات في الأماكن النائية.
 
والرحلات البحرية حول العالم، والتي يزداد الطلب عليها، هي اتجاه من المرجّح أن يستمرّ، حيث يقوم المزيد من المسافرين باستكشاف العالم عبر سفينة سياحيّة فاخرة.
 
- الريادة في العمل الرقميّ
يمكن للفنادق أيضاً إثراء تجربة النزيل عبر التكنولوجيا، ممّا يترك مجالاً أكبر للموظفين للتركيز على الجوانب الإنسانيّة لتقديم خدمة لا تُنسى.
 
وبحسب إدموندسون، "من المهم أكثر من أيّ وقت مضى بالنسبة لنا الريادة في الفضاء الرقميّ، لتعزيز روح الابتكار واستخدام التكنولوجيا بطريقة تسمح لنا بتقديم تجربة مخصّصة للضيوف من البداية إلى النهاية"، من تطبيقات الأجهزة المحمولة وروبوتات الدردشة لخدمة العملاء، إلى الواقع المعزَّز الذي يمكّن المسافرين من مشاهدة غرف الفنادق قبل إجراء الحجز، إذ يمكن أن تؤدّي التكنولوجيا إلى تجربة أكثر سلاسة وأقلّ إجهاداً. 
 
 
- الاستثمار في الجودة لفترة أطول
مع ظهور العمل من بُعد، يأتي المسافر الذي يجمع بين العمل والوقت الشخصيّ، في حين أنّ معظم المسافرين يخطّطون عادة لرحلاتهم حول أيام العطل الرسميّة وعطلات نهاية الأسبوع، إذ أدت هذه المرونة الجديدة إلى إطالة مدّة الإقامة وزيادة الطلب على الأجنحة الفرديّة.
 
ووفق إدموندسون، "أدّت الرغبة المكبوتة في السّفر، جنباً إلى جنب مع المرونة المكتشفة حديثاً، عندما يتعلّق الأمر بالعمل من بُعد أو بالتعلّم، إلى بقاء المسافرين لفترة أطول. فرحلة عطلة نهاية الأسبوع لم تعد من الجمعة إلى الأحد، بل من الخميس إلى الإثنين".
 
نظراً إلى أنّ الأجيال الشابة تتبنّى على نحو متزايد روح الاستثمار في أسلوب حياة فاخر، أدّى ذلك إلى جعل شركات السفر على أُهْبَة الاستعداد لتلبية احتياجات هذه الفئة العمريّة الأصغر سنّاً.
 
من النتائج الرئيسية في "تقرير اتجاهات السفر العالمية لعام 2023" أنّ 84 في المئة من الجيل الشاب، يفضّلون استثمار أموالهم في عطلة أحلامهم بدلاً من السّلع الفاخرة.
 
 
- المرونة والابتكار المدمجان
مع صعود روح الاستكشاف المنفرد والسّفر العائليّ متعدّد الأجيال، يُعدّ التمكّن من تلبية احتياجات هاتين المجموعتين أمراً بالغ الأهمية.
 
وتقول إدموندسون إنّه في ضوء مجموعة Ritz-Carlton Yacht التي تمّ إطلاقها حديثاً، فإنّ المنافسة تشعل الابتكار. سواء كانت شرفة خاصّة تطلّ على نهر، أو امتداداً للعلامة التجارية، مثل مجموعة اليخوت، فإن توسيع نافذة الاحتمالات أمام الأشخاص لاستكشاف العالم يجب أن يكون في قمّة اهتماماتهم.
 
والضيوف اليوم يبحثون عن تجارب أكثر قابليّة للتخصيص. لذلك، يُسمح للمسافرين بالمرونة في اختيار وسائل الراحة على متن الطائرة التي يرغبون في تضمينها في أجرة الرحلات البحرية الخاصّة بهم.
 
ووفقاً للرئيس التنفيذي في Voyages Indigenous Tourism Australia كاميرون سميث، تحظى تجارب السياحة الخاصة بالسكان الأصليين بشعبية بين المسافرين المحليين والدوليين على حدٍّ سواء. وتُعدّ جولات المشي المصحوبة بمرشدين في Uluru، أو جلسات صيد الأدغال في منتجع Ayers Rock، هي المفضّلة بين السيّاح الذين يستمتعون بالتفاعلات الشخصيّة مع أعضاء فريق السكّان الأصليين.
 
تجذب مثل هذه التجارب مجموعة سكانية واسعة، وهي بداية رائعة للمحادثات، نظراً إلى أنّ ما يقرب من نصف المشاركين في "تقرير اتجاهات السّفر العالميّة لعام 2023" يعتمدون قرارات سفرهم على توصيات شفهيّة من الأصدقاء والعائلة.
 
الكلمات الدالة