النهار

لبنانيون يستعيدون عاداتهم بالسياحة الخارجية... وتركيا تتصدّر الوجهات المقصودة
فرح نصور
المصدر: "النهار"
لبنانيون يستعيدون عاداتهم بالسياحة الخارجية... وتركيا تتصدّر الوجهات المقصودة
اسطنبول.
A+   A-
تعرّض قطاع السفر في لبنان لضربتين، عالمية بسبب انتشار كورونا، ومحلية بسبب الأزمة الاقتصادية منذ أربع سنوات، بدأ يخرج منهما اليوم مع موسم السياحة 2023. الأرقام تثبت أنّ اللبنانيين يستعيدون عاداتهم بقضاء الإجازات خارج لبنان، ولو بأقلّ الأكلاف.
 
يورد رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر في حديثه لـ"النهار" أنّ تركيا بعاصمتها ومدنها الساحلية تتصدّر وجهات السفر المفضّلة لدى اللبنانيين لأسباب عديده أوّلها غياب الحاجة لتأشيرة دخول إليها، والعروض الكثيفة للباقات السياحية بالسفر مباشرة إلى مدنها الساحلية بأسعار جيدة، إضافة إلى تراجع قيمة الليرة التركية، إلى جانب كثافة عدد التجار اللبنانيين الذين يقصدون تركيا لاستيراد المنتجات المختلفة.

وجرت العادة أن يسافر لبنانيون إلى وجهات سياحية أخرى مثل اليونان، لكن هذه الوجهات تراجعت بعد انتشار كورونا الذي تزامن مع الأزمة الاقتصادية في لبنان. فبعد كورونا، تضاعفت أسعار الفنادق في أوروبا، ما يفوق قدرة اللبنانيين، لذلك، غابت العروض والباقات للسفر إلى اليونان من قِبل منظّمي الرحلات، بينما نجد في تركيا مروحة أسعار فنادق واسعة جداً.


وفيما يؤكد عبود أنّه هذا الصيف يتّجه أكثر من 150 ألف لبناني إلى الشاطئ التركي، في المقابل، تراجع اختيار اللبنانيين أوروبا للسياحة بالمقارنة مع عام 2018، بنسبة كبيرة. ففي ذلك العام، كان عدد اللبنانيين الذين سافروا خلال الإجازات على مدى السنة للسياحة، حوالي 350 ألف شخص إلى العالم كلّه، لكن هذه النسبة تراجعت طبعاً، وهذا العام لن يتعدّى عددهم 200 ألف.
 


هل تُعدّ السياحة في تركيا أرخص من السياحة في لبنان؟ برأي عبود، هذا المفهوم الذي يشاع غير دقيق، فالأمر نفسه بالنسبة إلى البلدين لناحية وجود مروحة أسعار واسعة من الرخيص حتى الغالي على مستوى الخدمات السياحية ولا سيما الفنادق.


لكن الفارق أنّه في تركيا العرض والطلب أقوى نظراً إلى تنوّع الخيارات. وما يرخّص الرحلة إلى تركيا هو الباقات التي يقدّمونها بينما الرحلات الفردية للشخص خارج هذه الباقات تكون أغلى حتماً.

وبينما زاد الوعي تجاه السياحة الداخلية في لبنان لكن لا يزال السفر جزءاً من عادات بعض اللبنانيين التي لم تتغيّر، ومنهم مغتربون يقصدون لبنان كوجهة أولية لقضاء إجازة الصيف ومنه يتّجهون بضعة أيام إلى تركيا، وهذا الأمر هو ظاهرة الآن.


وعن الأردن كوجهة سياحية للبنانيين نظراً للباقات الهائلة فيه، يؤكّد عبود أنّ عدد الأردنيين الذين يأتون إلى لبنان يفوق بكثير عدد اللبنانيين الذين يسافرون إلى الأردن للسياحة.
 
ماذا يقول أصحاب الوكالات؟

"تركيا هي الوجهة السياحية الأولى من قِبل اللبنانيين"، بحسب ما يورد صاحب وكالة "بركات" للسياحة والسفر محمد بركات في حديثه لـ"النهار". وأولى مدنها المقصودة هي مرمريس، بحيث تكلفة السفر إليها اقتصادية وهي مقصد الشباب والشابات. أمّا وجهة العائلات فهي أنطاليا، وهي المفضّلة والمطلوبة أكثر لكونها الجهة العائلية الأولى على مستوى المنطقة وأوروبا، إضافة إلى أنّها تتضمّن جميع مستويات التكاليف، إذ تتراوح مروحة أسعار الباقات على أنطاليا من 333 دولاراً وصولاً إلى 2500 دولار لثلاث ليالٍ. أمّا بودروم فهي مقصد الثنائيات. كذلك، الطلب كبير على شرم الشيخ لكونها وجهة سياحية ذات كلفة مقبولة، إلى جانب قبرص واليونان.

 

أمّا في الوجهات الأوروبية، فالطلب كبير على إيطاليا، تليها إسبانيا وفرنسا. كذلك، الطلب كبير على الدول التي لا تحتاج إلى تأشيرة دخول، ولا سيما من قِبل العروسين اللذين يودّان تمضية شهر العسل، مثل بالي والمالديف وماليزيا. أيضاً، الطلب كبير على المكسيك وكوبا، والقليل منه على الأردن.

وبتقدير بركات، "هذا العام هو بداية عودة الرحلات السياحية من لبنان وقطاع السفر إلى طبيعته". فمقارنةً بالعام الماضي، أعداد المسافرين اللبنانيين للسياحة في الخارج بدأت تزداد، لكن طبعاً لم نصل بعد إلى مستويات السفر ما قبل 2019.

 

من جهتها، تلتقي مديرة وكالة "تانيا" للسياحة والسفر إيميه الأشقر مع كلام بركات، وتؤكّد في حديثها لـ"النهار" أنّ تركيا تتصدّر الوجهات السياحية لدى اللبنانيين هذا العام، تليها قبرص وفرنسا. وتنشط الحركة إلى شرم الشيخ والغردقة في مصر.

الطلب كبير للذهاب إلى فرنسا خلال الصيف وقضاء الإجازة في الكوت دازور. ومن المعروف أنّ زوّار هذه المنطقة هم من الطبقة الميسورة والثريّة.

 

وبحسب الأشقر، نتحدّث حالياً عن حوالي 30 إلى 40 في المئة من المسافرين اللبنانيين الذين كانوا يسافرون قبل الأزمة. أمّا بالمقارنة بين العام الماضي والحالي من الفترة نفسها، فالطلب على السفر للسياحة خارج لبنان هو نفسه. لكن ما اختلف هو أنّه في العام الماضي كانت طبقة محددة فقط القادرة على السفر، بينما هذا العام، نشطت حركة سفر الموظفين.

 

وتتّجه الطبقة المتوسطة أكثر إلى أوروبا، وفق الأشقر، بينما الطبقة ما دون المتوسّطة، وجهتها الأولى هي تركيا أو قبرص.

 

تتفوّق السياحة الداخلية في لبنان على السياحة الخارجية من قِبل اللبنانيين، ولا سيما أنّ في لبنان هذا العام عناصر ترفيه جاذبة جداً، برأي الأشقر. وهناك جزء من اللبنانيين الذين يرغبون في الاستفادة من النوعين من السياحة ما بين قضاء نصف الإجازة في لبنان مع ذويهم والنصف الآخر في الخارج. وتلاحظ الأشقر أنّه في العام الماضي مثلاً، كانت مبيعات التذاكر إلى خارج لبنان في تموز أعلى منها في آب ومرتفعة عن هذا العام، أمّا حالياً فالوضع معكوس.

 

 

 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium