النهار

طبيعة لبنان تغني سياحته… أول دروب جيولوجية في لبنان والمنطقة
فرح نصور
المصدر: "النهار"
طبيعة لبنان تغني سياحته… أول دروب جيولوجية في لبنان والمنطقة
من أول درب جيولوجي في لبنان في محمية أرز جاج الطبيعية في جبيل.
A+   A-
عندما نقول إنّ طبيعة لبنان غنية وفريدة، لا ننظم شعراً. فرغم صغر مساحته، لا تزال طبيعته تحمل الكثير من الاكتشافات. 
 
فقد أُطلق أول درب جيولوجي في لبنان في محمية أرز جاج الطبيعية في جبيل ضمن مشروع "الحد من تدهور الأراضي" المشترك بين وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. 
 
ومشروع الدروب الجديدة في جاج الذي سيضيء على الثروة الطبيعية والجيولوجية المميزة في المحمية، جاء في إطار تعاون جمعية درب الجبل اللبناني ولجنة إدارة المحمية وشركاء آخرين، وبدعم علمي من دائرة علوم الأرض في الجامعة الأميركية في بيروت.
 
وتشكّل الجيولوجيا جزءاً هاماً من مصادر غنى الطبيعة في لبنان خلال تكوينه تحت الماء منذ ما بين 150 و180 مليون سنة، وعلى اليابسة منذ نحو 15 مليون سنة. ففي حين كان لبنان مغموراً بأكمله بالمياه، نجد الآن في بعض مناطق جبال لبنان، آثار هذا الغرق على الجبال. ويتميز لبنان بهذا الغنى الجيولوجي الذي يُعدّ الوحيد من نوعه على مستوى المنطقة.
 
 
وفي إطار هذا المشروع، اختيرت منطقتا جبيل وعكار كمنطقتين نموذجيتين للعمل فيهما على مستوى حماية الغابات والحفاظ على المحميات الموجودة والوقاية من الحرائق وتنظيم الأراضي وطريقة استخدامها. في هذا السياق، تم تنظيم دربين جديدين يختلفان عن دروب المشي العادية. ويصبّ هذا المشروع في إطار عمل الوزارة على تنظيم المحميات والتسويق لها، هذا ما يقوله وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين في حديثه لـ"النهار".
 
كذلك، يمتدّ هذا العمل في منطقة مشمش في عكار، حيث سيتم افتتاح درب مشمش الجيولوجي في الربيع. وتساهم هذه المشاريع في تعزيز السياحة البيئية والريفية التي انتشرت في لبنان، بحيث تخدم الجيولوجيا قطاع السياحة بشكل كبير لما تحمله الطبيعة في لبنان من تميّز جيولوجي لناحية أنواع الصخور وقشرة الأرض وغيرها من العناصر، و"هنا نتحدّث عن وجه إضافي من وجوه التنوّع في لبنان"، وفق ياسين.
 
وجانب الجيولوجيا ليس تثقيفياً فقط، إنّما "من المهم رفع الوعي تجاهه لما يحمله من حماية لخزانات المياه الجوفية التي يجب أن يُحافظ عليها في إطار المحميات بعيداً عن العمار العشوائي ومكبات النفايات"، يوضح ياسين. 
 
والعمل جارٍ على دروب من نوع آخر غير جيولوجية أيضاً، بحسب ياسين.
 
 
الهدف من تطوير هذا الدرب "تعريف السائح خلال مشيه عليه، على هذه الآثار التاريخية والثقافية والبيئية، من خلال معلومات بمتناول يده تشرح له كل ما يراه على هذا الدرب"، يشرح المدير التنفيذي في جمعية درب الجبل، عمر صقر لـ"النهار". فالتجربة التي يعيشها السائح خلال سيره، تتضاعف قيمتها عندما يفهم أنواع الحجر المحيطة به على هذا الدرب، ولماذا يسير عليها، وسبب ألوانها وأشكالها وتكوين جبالها المختلف، وغيرها من مظاهر الطبيعة الجيولوجية الخلابة التي سيكتشفها.
 
وأرادت الجمعية المختصة في تطوير الدروب، تطوير دروب جيولوجية مختلفة عن دروب المشي المعتادة في لبنان. وقامت بتدريب أدلاء سياحيين محليين بشكل علمي، ووفّرت في هذه الدروب لوحات إرشادية وتثقيفية مع منشورات، وهي بصدد وضع QR كود على الصخر ليدخل السائح على كل صخرة ويفهم خصائصها، بحسب صقر.
 
وقد طوّرت الجمعية أربعة دروب جيولوجية هي: في محمية أرز جاج، من إهمج إلى بالوع بعتارة، من إهمج إلى العاقورة، وفي جرد العاقورة. ويختلف طولها بحيث تبدأ من 5 كلم وصولاً إلى 12 كلم، وهي درب العاقورة، الأطول بينها. وجميع هذه الدروب أصبحت جاهزة لاستقبال السياح.
 
 
وتشكّل هذه الدروب الجيولوجية وجهة سياحية جديدة تنضم إلى دروب المشي الطبيعية الأخرى. وبالقرب من منطقه جاج، في سقي رشميا، هناك بيت ضيافة، وفي إهمج والعاقورة تتعدّد المطاعم وبيوت الضيافة. ومع إطلاق الدرب الجيولوجية في جاج، زاد الطلب على ارتياد محمية جاج بشكل كبير، ومورّدي الخدمات السياحية في نشاط في المنطقة.
 
كذلك هناك مناطق عديدة في لبنان غنية بالثروة الجيولوجية هذه، يوضح صقر، مثل جبل موسى في كسروان، جرد نيحا وجزين في الجنوب، ومنطقة مشمش في جرد عكار.
 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium