مع حركة الوافدين المغتربين الكبيرة المرتقبة إلى لبنان خلال فترة الأعياد، نشهد حركة لافتة لسياح لبنانيين يسافرون خلال هذه الفترة. وقد تصدّرت شرم الشيخ الوجهات السياحية، لعوامل عديدة. وبعد فترة الأعياد، ومع موسم الصيف، يتوقع المعنيون أن تتصدر تركيا وجهات السفر لدى اللبنانيين.
يبدو أن اللبنانيين يرغبون في موسم صيف مبكر، ويتوجّهون إلى البلدان الدافئة حالياً. أولى الوجهات السياحية في فصل الربيع، "وخلال فترة الأعياد المسيحية والمسلمة هي شرم الشيخ – مصر، فحوالي 80 في المئة من السياح اللبنانيين يتجهون إليها، وقد بدأت هذه الحركة مع بداية الأعياد وحالياً الضغط رهيب"، تفيد مديرة وكالة "تانيا" للسياحة والسفر، إيمي الأشقر، في حديثها لـ"النهار".
وهذا الطلب الكبير يعود إلى عوامل عديدة على رأسها الطقس الجميل حالياً، إضافة إلى عدم الحاجة للاستحصال على تأشيرة مسبقة للدخول، إلى جانب توفّر ميزانيات لجميع الطبقات في ما يتعلق بتكاليف السفر، وعلى رأسها خيار الفندق. ومعظم المسافرين هم من العائلات، ويتوجّهون إلى المنتجعات التي توفر ألعاباً للأطفال.
إلى هذه العوامل يُضاف قرب المسافة من لبنان إلى شرم الشيخ وميزة السفر برحلات مباشرة إليها وبشكل يومي وفي عدة أوقات من اليوم، إذ يصل عدد الرحلات من بيروت إلى شرم الشيخ يومياً إلى نحو ست رحلات وهي جميعها "مفوّلة".
أمّا ثانية الوجهات السياحية للبنانيين حالياً، فهي دبي - الإمارات العربية المتحدة.
وتتصدّر هاتان الوجهتان السياحة حالياً "لأنّ الناس متعطشون للاستمتاع بطقس صيفي، ومستعجلون للبدء بموسم الصيف في وقت مبكر"، بحسب الأشقر.
وفيما لا يخلو الأمر من سياحة في فرنسا ولندن وتركيا خلال هذه الفترة، فإنّ موسم البحر في تركيا لم ينطلق بعد، لذلك فإنّ الطلب عليها حالياً قليل.
أمّا عن تكلفة باقات الرحلات إلى شرم الشيخ لدى إحدى وكالات السفر المعروفة، فتبدأ من 330 دولاراً للشخص الواحد. لكن هذا السعر غير ثابت، وقابل للتغيّر بناءً على أعمار الأشخاص المسافرين أولاً. فعموماً، لا يُحتسب الولد البالغ من العمر أقل من 12 عاماً في تكاليف الفنادق مثلاً، إن كان طفلاً واحداً مع أهله، أو قد تُحتسب نسبة معينة من سعر حجز الكبار، لتسديد تكلفة نزول الطفل في الفندق. وثانياً، يختلف السعر باختلاف مستوى الخدمات التي يريدها الزبون من الفندق إلى درجة السفر، وغيرها.
فمثلاً لعائلة مكوَّنة من أربعة أشخاص، يمكن أن تكون تكلفة هذه الرحلة نحو 1500 دولار، ويمكن أن تصل إلى 15,000 دولار بحسب الخدمات المختارة.
أمّا باقة السفر إلى دبي، فتبدأ من حوالي 700 دولار للشخص الواحد. وسواء في الرحلة إلى دبي أو إلى شرم الشيخ، نتحدّث عن رحلة من خمس إلى ست ليالٍ.
بعد موسم الأعياد، وخلال فترة الصيف ابتداءً من شهر حزيران، ستتصدّر الشواطئ التركية في أنطاليا ومرمريس وجهات السفر لدى اللبنانيين. وتلي تركيا، قبرص، وبعدها أوروبا ولا سيما اليونان. فتذكرة السفر إلى تركيا في حينها تبدأ من 180 دولاراً تقريباً، ولا يحتاج الدخول إليها لأي تأشيرة، إضافة إلى تعدّد الرحلات اليومية إليها.
ولا نغفل عن الطلب على الدول الأوروبية صيفاً.
في السياق نفسه، يورد صاحب وكالة "بركات" للسياحة والسفر، محمد بركات، لـ"النهار"، أنّ الطلب الهائل في الأعداد حالياً هو على شرم الشيخ، فالرحلة إلى هناك تُعدّ رخيصة جداً في هذا الوقت من السنة، تليها تركيا، حيث يقصد الناس مدن أنطاليا وإسطنبول. وتأتي دبي بين الوجهات السياحية المقصودة أيضاً.
أيضاً، يرغب لبنانيون بالسفر إلى أوروبا في هذا الوقت من السنة، للطقس الجميل الذي يكون هناك. كما أنّ هناك طلباً من الـcouples والمتزوجين الجدد لقضاء شهر العسل في سريلانكا وبالي والمالديف.
ويلفت بركات إلى أنّ هناك إقبالاً للسفر إلى قطر. ويعود الأمر إلى عوامل مثل قرب المسافة الجغرافية وعدم الحاجة إلى الاستحصال على تأشيرة دخول، إلى جانب الأماكن السياحية المستحدثة في الدوحة، مثل جزيرة بنانا، التي تشبه إلى حدّ كبير جزير المالديف، والتي أصبحت وجهة مقصودة للعرسان.
صيفاً، وبعد فترة الأعياد، تكون الوجهة السياحية الأولى لدى اللبنانيين الشواطئ التركية مثل أنطاليا ومرمريس وبودروم.
باقات وأسعار
تختلف أسعار الباقات ما بين وكالة سفر وأخرى بناءً على الخدمات التي توفرها كلّ منها.
في هذا الإطار، توفّر إحدى الوكالات باقات سفر إلى شرم الشيخ خلال عيد الفطر لعائلة مكوّنة من أربعة أشخاص (والدان وطفلان)، لمدة خمسة أيام، تراوح بين 2600 دولار 2900 دولار و3900 دولار، بحسب الفندق المختار.
وتوفر وكالة سياحة وسفر حديثة تنشط عبر مواقع التواصل، عرضاً لعيدي الفطر والفصح لرحلة إلى شرم الشيخ، بباقة بتكلفة 555 دولاراً لمدة ستة أيام. ولعيد الفطر، تنظّم باقة إلى اسطنبول لمدة خمسة أيام بـ420 دولاراً.