يبرز اتجاه جديد في عالم مع ارتفاع درجات الحرارة، يُعرف بالـ "Coolcation"، أي البرودة والإجازة، فالكلمة تأتي من الجمع بين الكلمتين بارد وإجازة. ماذا يعني هذا الاتجاه؟
هو واحد من أحدث اتجاهات السفر في مرحلة ما بعد كوفيد، حيث يبحث الأشخاص عن أماكن ذات مناخ أكثر برودة لقضاء العطلات، خاصة خلال أشهر الصيف الأكثر حرّاً. وقد صنف موقع Condé Nast Traveler المختص بالسفر، الـcoolcation بأنها واحدة من أكبر اتجاهات السفر المتوقعة في عام 2024، فموجات الحرّ تجعل العطلة الصيفية في النرويج تبدو أكثر جاذبية من إجازة في صقلية أو جنوب فرنسا.
وفي حين تشهد بعض وجهات السفر الشهيرة ارتفاعاً في درجات الحرارة، فإن ذلك يجعلها عاجزة عن توفير الراحة للبعض، وهي مثل إيطاليا وإسبانيا اللتان شهدتا موجات حرّ قياسية في السنوات الأخيرة.
قد تعاني العديد من الوجهات الشهيرة، خاصة في النقاط الساخنة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، وبعض الأماكن التي لم تكن حارة تاريخيّاً، درجات حرارة عالية، مثل الريف الإنكليزي واسكتلندا، وحتى جبال الألب السويسرية، حيث تغيب عنها الفنادق أو المطارات المكيّفة، في الأغلب.
السويد والنرويج في طليعة الوجهات الباردة صيفاً!
اختيار وجهة أكثر برودة يمكن أن يكون وسيلة للهروب من أماكن الإقامة شديدة الحرارة. لذا، يتجنّب العديد من المسافرين وجهات البحر الأبيض المتوسط في الآونة الأخيرة. ويأتي في طليعة الوجهات الباردة النرويج والسويد. وفي عام 2023، ارتفع عدد ليالي المبيت للأجانب في النرويج، وسجّل رقماً قياسياً في آب، وكذلك في السويد.
وكشف استطلاع للرأي، أجري في ألمانيا لصالح وكالة الترويج المسمّاة "زر السويد"، عن أن اثنين من كل خمسة ألمان يخططان لتغيير عادات سفرهما بسبب حرارة الصيف في جنوب أوروبا، لصالح وجهات جديدة خارج البحر الأبيض المتوسط. فبدلاً من هذه الشواطئ المزدحمة والحرارة الشديدة، يفضّل الكثيرون الآن السباحة في بحيرة أو مضيق بحريّ أو استنشاق الهواء النقيّ أثناء التنزّه في الجبال في عزلة نسبيّة. ويتأثر هذا التغيير في تفضيلات المسافرين بحوادث مثل الإغلاق الجزئي للأكروبوليس بسبب موجة الحر في حزيران، فضلاً عن حرائق الغابات في أماكن أخرى في جنوب أوروبا.
ويتجه المزيد من السياح من وسط وجنوب أوروبا إلى أوميو في السويد، بفضل طقسها الذي تبلغ حرارته 17 درجة مئوية في شهر تموز. وكان الزائرون من هولندا من بين الذين اختاروا السويد بدلاً من إسبانيا، على سبيل المثال.
وشهدت السويد زيادة في عدد مشتري المنازل الأجانب في جميع أنحاء الدولة الواقعة في شمال أوروبا بنحو 10.5 ملايين نسمة. ويعود ذلك أيضاً إلى تغيّر المناخ.
أماكن باردة وأقلّ ازدحاماً!
ليس عليك أن تنتظر في الطابور لدخول المعالم السياحيّة. لذا، فكّر في الذهاب برحلة خارج مواسم الذروة. على سبيل المثال، يمكنك السفر إلى إيطاليا أو اليونان خارج أشهر الصيف، مع الاستمتاع بحمام السباحة في الفندق والأنشطة الخارجية الأخرى في ظلّ درجات حرارة الخريف المعتدلة. ويمكنك تجربة البرتغال في آذار، قبل وصول مهرجانات الصيف ورواد الشاطئ. وتستفيد من الوصول بشكل أفضل إلى السكان المحليين والسفر حتماً إلى وجهات جديدة كانت في السابق بعيدة عن تفكيرك.
بعض المدن المناسبة لرحلتك: ريكيافيك في إيسلندا، أدنبرة في اسكتلندا، بيرغن في النرويج، سانت موريتز في سويسرا، هوبارت في أوستراليا.
كيف تخطّط لـ"رحلة باردة" أوCoolcation ؟
- فكّر في قلب الفصول. في أواخر الربيع وأوائل الصيف في نصف الكرة الشماليّ، اختر مكاناً في نصف الكرة الجنوبي، حيث ينتهي فصل الخريف، ويقترب فصل الشتاء، ودرجات الحرارة تكون أكثر اعتدالاً والحشود أقلّ.
- اختر الدول الاسكندنافية والوجهات الشمالية مثل النرويج والسويد والدنمارك وفنلندا وإيسلندا، والتي تكون أكثر برودة قليلاً من الوجهات الشهيرة الأخرى.
- خطط وفقاً لروزنامة الفعاليات والمهرجانات في الوقت الذي تسافر فيه.
- ضع في اعتبارك مواقع الطرق غير المألوفة أو الأماكن خارج موسمها، حيث قد تكون وسائل النقل أقلّ ازدحاماً.
- اذهب في أشهر الصيف إلى الأرجنتين أو تشيلي.
- اختر وجهات خارج أشهر الذروة.