عند النظر إلى جميع بلدان العالم، يظهر عدد لا يُحصى من الآثار، ولكن أقدم المنازل البشرية لها منزلتها الخاصة بالتأكيد!
شويروكيتيا في قبرص
في البحر الأبيض المتوسط، وبالتحديد في جزيرة قبرص، يمكن أن نلمح شيئاً من الحياة التي سبقت ظهور المدن، وذلك في قرية شويروكيتيا التي تنقلنا إلى المرحلة الممتدة ما بين 7 آلاف و3 آلاف سنة قبل الميلاد. تُعدّ هذه القرية موقعاً مهماً لفهم انتشار الثقافة والأفكار بين أوروبا والشرق الأدنى. كانت المنازل في هذه المستوطنة الصغيرة المُسوَّرة عبارة عن منازل دائرية من الطوب اللبن، ذات أسطح مستوية، تحيط بفناء تتم فيه الأنشطة اليومية للعائلة. لم يُنقِّب علماء الآثار إلا في جزء من الموقع، لكنَّهم جمعوا ملامح حياة السكان اليومية. وشمل ذلك بقايا الطعام الذي كانوا يأكلونه، والأدوات الغرانيتية والعظمية والأواني الحجرية التي كانوا يستخدمونها.
ساسي دي ماتيرا في إيطاليا
تقع مدينة ماتيرا في جنوب إيطاليا، في إقليم بازيليكاتا. أُدرجت على قائمة منظمة اليونيسكو في عام 1993 كموقع تراث عالمي، لتصبح من أشهر المعالم السياحية الموجودة في إيطاليا، وواحدة من الوجهات السياحية الأكثر إثارة للاهتمام. Sassi di Matera أو أحجار ماتيرا هي مساكن كهفيّة أو مستوطنات بشرية تعود إلى ما قبل التاريخ اكتسبت شهرة دولية كبيرة، فهي مدينة ذات تاريخ ساحر ومعقد، ومتناقض، حيث تمتزج المناظر الطبيعية بالحضارات والثقافات المختلفة، مثل الحضارة الصخرية والبيزنطية والشرقية. ظلّت ماتيرا دي ساسي مأهولة بالسكان حتى عام 1950 عندما عانى سكانها قلّة المياه وعدم وجود الكهرباء والصرف الصحي، ممّا دفع الحكومة إلى إجلاء سكان المدينة، لتتحول كهوفها إلى مطاعم سياحية وفنادق فاخرة للسيّاح، يأتون لزيارتها من جميع أنحاء العالم. تحتوي ماتيرا على العديد من الكنائس التي يعود تاريخها إلى القرنين الثالث عشر والتاسع عشر، كما تمّ فيها تصوير العديد من أفلام السينما، أبرزها فيلم "آلام المسيح"، من بطولة ميل غيبسون؟ وأعلنت كعاصمة للثقافة الأوروبية في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2014.
هارابا بالقرب من ساهيوال في باكستان
تمّ إنشاء هارابا في باكستان منذ 4600 عام تقريباً، وأصبحت مركزاً لثقافة واسعة النطاق، وتعتبر واحدةً من مهود الحضارة الخمسة. قامت حضارة وادي السند ببناء المدينة، على الرغم من أن هذه الثقافة انقرضت بحلول عام 1300 قبل الميلاد، لأن الأرض أصبحت قاحلة بشكل متزايد. في هارابا، تمّ تخصيص جزء من المدينة للمنازل القريبة من مناطق الاستحمام والمصارف والآبار. يشكل الطوب الطيني المجفف بالشمس معظم الآثار، على الرغم من أن أحدث المنازل كانت مصنوعة من الطوب المخبوز صناعياً. كانت المنازل الثرية تحتوي على مراحيض نصف مدفونة من الطين، وكانت متصلة أحياناً بالمصارف التي تقوم بعد ذلك بإلقاء النفايات في الخنادق الخارجية.
شهر سوخته في إيران
مدينة شهر سوخته في إيران تعود إلى العصر البرونزي. أنشأتها ثقافة هلمند منذ نحو 5200 عام. تفاعلت ثقافة هلمند مع حضارة وادي السند على الرغم من أن مدى اختلاطهما ليس مفهوماً جيّداً. يتّضح من الآثار أن شيئاً ما قد حدث وأدّى إلى ركود التطور الثقافي للمدينة عام 2000 قبل الميلاد تقريباً، ولكنّه من غير المعروف سبب اختفاء المدينة تماماً. لا أحد يعرف إلى أين ذهب السكان على الرّغم من أنهم على الأرجح حملوا معهم تأثيرات ثقافية إلى أماكن أخرى. الترجمة الفارسية لاسم المدينة تعني المدينة المحروقة، واكتسبتها لأنها احترقت ثلاث مرات قبل أن تختفي نهائياً. كانت هناك أربع مراحل من التطور خلال وجود المدينة، بالرغم من فقدان الكثير من التفاصيل حول الحياة اليومية للسكان. تقع جميع المنازل في جزء من المدينة مخصّص للسكن فقط. وكانت هذه المنازل، بالإضافة إلى المباني المخصّصة للاستخدامات الأخرى، مصنوعة من الطوب اللبن. تمت تغطية هذا الطوب بقشّ يحتوي على الجير.
مبنى Knap of Howar في اسكتلندا
مبنى هذه المزرعة التي تعود إلى العصر الحجري الحديث، والواقعة في جزيرة Papa Westray، ضمن جزر أوركنيي، هو أقدم مباني المملكة المتحدة. تقف الجدران على ارتفاع قدره 1.6 متر، وما زال الأثاث الحجريّ على حاله لم يتغيّر. تشير الأدلة إلى أن سكّان هذا المكان كانوا يربّون الخراف والخنازير والمواشي، وكانوا يصطادون السّمك ويجمعون الأصداف ويزرعون الشعير والقمح.
تشاتال هويوك في تركيا
هي مستوطنة قديمة من العصر الحجري والنحاسي، تقع بالقرب من قونية في تركيا، وتضم مساكن يعود تاريخها إلى 9500 عام. تمّ التخلّي عن المدينة منذ ما يزيد قليلاً عن 8000 عام، واستضافت ما يصل إلى 10000 شخص في المرة الواحدة. يبدو الأمر كالتلال من مسافة بعيدة. أما التل الشرقي فهو أقدم من التل الموجود في غربه. عندما نشأت المدينة كانت المنطقة التي تقع فيها عبارة عن أرض رطبة ذات أمطار مستمرة، ممّا يعني أن الموارد كانت وفيرة. قريباً من عام 6500 قبل الميلاد، تمّ اختراع أواني الطبخ الجديدة مع ازدهار السكان استجابة لظهور الحيوانات الأليفة. على الرغم من وفرة الموارد لبعض الوقت، أصبحت الأرض أكثر جفافاً وأكثر قسوة مع مرور الوقت. وفقاً للخبراء، لم يكن في تشاتال هويوك شوارع أو ممرات للمشاة. وتمّ بناء المنازل فيها مواجهة لبعضها البعض، وكان الناس الذين عاشوا فيها يتنقّلون فوق أسطح المنازل في المدينة، وكانوا يدخلون منازلهم من خلال فتحات في الأسطح، ويهبطون إليها عبر السلالم.
_005957.jpg?width=337&height=256&mode=crop&scale=both)
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة