ينقسم لبنان بين وجهين، الأول يفرض نفسه بحكم الحرب في المناطق الجنوبية، والآخر تفرضه نفوس أهله المحبة للعيش والحياة. وما بين الوجهين، شاليهات وبيوت ضيافة تنتشر في جميع المناطق اللبنانية، "تفوّل" في المناطق الآمنة البعيدة عن الجنوب، لكن رغم الحرب، تعمل في الجنوب، لكن طبعاً بنسبة أقل بكثير.
يؤكد مؤسِّس صفحة Chalet Lebanon، جو رفقا، لـ"النهار"، أنّ حجوزات الشاليهات في لبنان بلغت بين 85 و90 بالمئة، أكثرها شاليهات خاصة للعائلات، وقد تراجعت نسبة المغتربين عن العام الماضي بحوالي 70 بالمئة، إذ أصبحوا يتوجهون إلى لبنان من أجل رؤية العائلة والأصحاب في إجازات سريعة، وبعدها المغادرة فوراً. وغالبية الحجوزات أصبحت عائلية، ويعمل أفرادها على استئجار فيلا كبيرة، للتمتع بالأجواء الهادئة والمناظر الخلابة، ولا سيما في المناطق الجبلية.
وعن الحجوزات في شهر آب، فقد زادت ما بين السنة الماضية والآن بنسبة 40 بالمئة عن السنة الماضية، بحسب رفقا. وقد أثرت الحرب جنوباً على عدد السياح الداخليين، فيما تراجعت الحجوزات في المناطق الجنوبية بطبيعة الحال.
ووفق رفقا، استمر زخم القطاع في المناطق الجنوبية غير الحدودية مثل جزين. وفي حاصبيا مثلاً، لا تزال الشاليهات يشغلها أبناء المنطقة، وفي النبطية أيضاً، حيث تنتشر الشاليهات بكثافة على مستوى الجنوب، لا تزال الشاليهات تستقبل الزبائن لكن بنسبة تدنّت كثيراً وتتركز في منتصف الأسبوع وليس في الويك-أند بتاتاً. إلّا أنّ الشاليهات على الحدود في المناطق الأخرى قد أقفلت بكاملها بسبب الخطر الموجود.
أمّا على مستوى تركّز الطلب في المناطق كافة، فيتّجه الناس إلى الشوف وجرود البترون وجبالها هرباً من الحر في الساحل، وفي شهر آب يكون الاتجاه إلى فاريا وكفرذبيان ولا سيما مع حلول مناسبات مثل عيد السيدة.
من جهته، يفيد نقيب أصحاب بيوت الضيافة رمزي سلمان، في حديثه لـ"النهار"، أن الحرب جنوباً أثرت سلباً في الأشهر الخمسة الأولى من اندلاعها، على الحركة في بيوت الضيافة. لكن بعد هذه الفترة، عادت الحركة إلى طبيعتها لتزدهر مجدّداً، فقد شهدنا في الأشهر اللاحقة ارتفاعاً وتوسعاً بمثل هذه المشاريع. وتشهد المؤسسات حجوزات لشهر آب لكن أقل من العام الماضي بالطبع. أيضاً، الحجوزات ليست المؤشر الوحيد على الحركة، فمثلاً شهرا حزيران وتموز سجلا العائدات نفسها من السنة الماضية، في المناطق الآمنة طبعاً وليس في الجنوب.
وبرأي سلمان، رغم أن قطاع بيوت الضيافة هذه السنة قد تراجع واختلف عن السنة الماضية، لكن الوضع حالياً جيد، ولم تتأثر المشاريع كثيراً، كما هي الحال في الشوف، كسروان، والبترون، حيث هذه المناطق آمنة، والحجوزات قائمة على مدار السنة. والمواطن اللبناني المغترب يزور لبنان مع عائلته، ويسعى إلى توفير الراحة لنفسه، ويقصد بيوت الضيافة، بحثاً عن متنفّس له ويصطحب معه أهله، والقيام بالسياحة الداخلية بدلاً من السفر إلى الخارج.
ويشرح سلمان أنّ هناك مؤسسات تعمل على وضع حسومات لاستقطاب عدد أكبر من الزوار في ظل حالة الترقب السائدة لدى الكثيرين نتيجة الوضع الأمني الراهن. وتتفاوت الأسعار نسبةً لموقع البيت، للمشروع القائم، وللطلب عليها.