في المسلسل الشهير "سكس إند ذي سيتي" (Sex and the City)، تعتبر شخصية سامانتا جونز، التي تقوم بدورها الممثلة كيم كاترال، واحدة من أكثر الشخصيات جاذبية وإثارة للجدل بسبب مواقفها الصريحة والمباشرة تجاه الجنس والعلاقات.
سامانتا تجسّد المرأة القوية والمستقلة التي تحتضن رغبتها الجنسية وتعيش حياتها بصدق وبدون خجل.
بين الدراما والكوميديا والجنس
في الفيلم الثاني من السلسلة، تواجه سامانتا تحديات جديدة مرتبطة بالعمر، خاصة مع اقترابها من سنّ اليأس، وتعاني من الأعراض المزعجة التي ترافق هذه المرحلة، مثل انخفاض الرغبة الجنسية والهبات الساخنة. ومع تفاقم هذه الأعراض، تجد سامانتا نفسها تبحث عن حلول لاستعادة حياتها الجنسية النابضة بالحيوية.
تقرّر سامانتا تجربة الأدوية الجنسية كحلّ لتعزيز رغبتها الجنسية، وتظهر المشاهد التي تتناول تجربتها هذه، سواء أكان ذلك عبر حبوب أم كريمات أو غيرها من الوسائل، بشكل كوميدي ودرامي في آنٍ واحد. وتُبرز رحلتها في استكشاف هذه الأدوية كيف يمكن للمرأة، حتّى في مراحل متقدمة من حياتها، أن تبقى متصلة بجوانبها الجنسية والشخصية.
هذا التصوير يعكس واقع العديد من النساء اللواتي يبحثن عن طرق لتحسين حياتهنّ الجنسية، سواء أكان ذلك من خلال العلاجات التقليدية أم البدائل الحديثة مثل الحبوب التي تهدف إلى زيادة الرغبة الجنسية.
الفياغرا الذهبيّة
في السنوات الأخيرة، أصبحت الفياغرا الأنثوية موضوعًا ساخنًا في الطبّ والصحة الجنسية. بينما كانت العلاجات الخاصة بتحفيز النشاط الجنسي للرجال متوفرة منذ فترة طويلة، فإنّ الأدوية التي تستهدف الرغبة الجنسية للنساء تعتبر جديدة نسبيًا في السوق. تهدف هذه العلاجات إلى تحسين نوعية الحياة الجنسية للنساء اللواتي يعانين من انخفاض في الرغبة الجنسية أو اضطرابات في الأداء الجنسي.
وفي هذا السياق، تبرز العلاجات بالهرمونات والأدوية الجنسية والعلاجات الطبيعية على اختلاف أنواعها لتقوية الرغبة الجنسية لدى النساء، لا سيّما عند الاقتراب من سنّ اليأس، وتلجأ بعض النساء إلى الفياغرا الذهبية (Gold Viagra)، وهي تسمية تجارية تُستخدم غالبًا للإشارة إلى مكمّلات أو منتجات تحتوي على مكونات يُزعم أنّها تعزز الأداء الجنسي وتحسّن الرغبة الجنسية. على عكس الفياجرا التقليدية (سيدنافيل)، التي تعتبر دواءً معتمداً ومعروفاً في علاج ضعف الانتصاب، فإنّ "الفياغرا الذهبية" ليست منتجاً معتمداً من قبل هيئات الصحة الرسمية، وقد تحتوي على مكوّنات مختلفة تماماً.
ونظرًا لكون الفياغرا الذهبية ليست منتجاً معتمداً، فإنّ هناك قلقاً في شأن سلامتها وفعاليتها. قد تكون بعض المكمّلات غير مُدرجة في قائمة المكوّنات أو لا تخضع لمراقبة الجودة الدقيقة، ما يزيد خطر وجود آثار جانبية غير متوقّعة.
غالباً ما يتمّ تسويق الفياغرا الذهبية كبديل طبيعي للفياغرا التقليدية أو كعلاج "سحري" لتحسين الأداء الجنسي، وهو ما قد يجذب الأفراد الباحثين عن حلول غير طبية لمشاكلهم الجنسية، ولكن من المهمّ التحدّث مع طبيب أو مختصّ صحي قبل استخدام أيّ منتج لتعزيز الأداء الجنسي، خاصة إذا كانت لديك حالات صحية حالية أو تتناول أدوية أخرى، مع التأكّد من التحقّق من مصداقية المنتج ومراجعاته والبحث في مكوّنات أيّ مكمّل قبل البدء في استخدامه.
الممثّلة كيم كاترال في شخصية سامانتا جونز.
علاج غير مرخّص بعد
وقد حذّرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية المستهلكين من شراء أو استخدام الفياغرا الذهبية بسبب هذه المخاوف المتعلقة بالسلامة، وإذا كنت تفكرين في استخدام أيّ مكملات لتعزيز الرغبة الجنسية أو تحسين الأداء، فمن المهمّ التحدّث مع طبيبك أو مختصّ صحّي، ويمكن للطبيب أن يوفر لك معلومات دقيقة حول الخيارات المتاحة، وأمانها، وفوائدها المحتملة، وأيّ مخاطر قد تنطوي عليها.
يسلّط إشعار إدارة الغذاء والدواء الأميركية الضوء على المشكلة الأوسع نطاقًا المتمثلة في تسويق المكملات الغذائية والأغذية التقليدية التي يتمّ تسويقها بأدوية ومواد كيميائية مخفية، وغالبًا ما يتمّ الإعلان عنها بشكل خاطئ على أنّها حلول "طبيعية بالكامل" لمختلف الحالات مثل التحسين الجنسي وفقدان الوزن وكمال الأجسام. نحثّ المستهلكين على توخّي الحذر والبحث بدقّة عن أيّ منتجات أو مكمّلات غذائية قبل استخدامها.
لا عيب في التحسين
رحلة سامانتا مع الأدوية الجنسية في "سكس إند ذي سيتي 2" تبرز رسالة مهمّة: لا يوجد عيب في السعي إلى تحسين حياتنا الجنسية. بدلاً من الشعور بالخجل أو الخوف من التغيير، يمكن للنساء أن يتعاملن مع هذه التحديات بجرأة واستقلالية. سامانتا جونز تصبح مثالاً على أنّ الشغف والرغبة الجنسية ليس لهما عمر محدّد، وأنّ البحث عن السعادة الشخصية يستحقّ الجهد والمغامرة.