تتكرّس الرياضة كخيار رائج لدى مختلف الفئات العمرية، لاسيّما الشباب، وتنتشر الصفحات المعنيّة بالتحفيز والتشجيع على الرياضة عبر منصّات التواصل الاجتماعيّ، محليّاً وعالميّاً.
بالتوازي، يبرز تناول المكمّلات الغذائيّة الخاصّة بالرياضيين. فكرةٌ هي عالم بحدّ ذاتها، يتيه فيه الرياضيّ المبتدئ. لذلك، نسأل في هذا التقرير عن جدوى تناول هذه المكمّلات، وأنواعها، واستخدامات كلّ منها، وموانع استخدامها.
الرأي الطبّيّ
بدءاً، كثيراً ما يُشاع أنّ تناول مسحوق البروتين مضرّ بالكلى بالتحديد، فوظيفة الكلى بشكل أساسيّ، هي التخلّص من الفضلات والسوائل الزائدة عن حاجة الجسم، وإعادة امتصاص المواد الغذائيّة من الدم، والمساهمة في تنظيم ضغط الدم.
في هذا الإطار، وفي حديث مع رئيسة قسم #أمراض الكلى في مستشفى Bellevue، الدكتورة شادية بعيني، تورد أنّه "ليس هناك ما يثبت أنّ تناول مساحيق البروتين بكمية كبيرة يؤثّر في وظائف الكلى لدى الأشخاص غير المصابين بمشاكل في الكلى"، بحسب دراسات واسعة في هذا المجال.
لكن يتّفق أغلب الخبراء على أنّ مَن يعاني من مشاكل في الكلى، ويتناول كمية كبيرة من هذه البروتينات يتأثر سلباً في وظائف الكلى، علماً بأنّ بعض الأبحاث غير المبنيّة على تجارب حيّة، أثبتت أنّ تناول هذه البروتينات حتى من قِبل الأشخاص السليمين من أمراض الكلى، قد يؤثّر على وظائف الكلى لديهم، ما يبرهن الاتجاهات الواسعة لنتائج الدراسات.
بعيني تورد أنّ تناول كمية كبيرة من هذه البروتينات قد يؤثر على الكلى لاسيّما عند من يعانون مشاكل صحيّة، فهي تشغّل الكلى أكثر، ما يؤدّي إلى فرط في الترشيح داخل كلّ خلية من خلايا الكلية، ونكون أمام عملية مشابهة للعملية التي يؤذي فيها السكّري وارتفاع ضغط الدم، الكلى. ويمكن أن نربط إذن، أنّ "تناول مسحوق البروتين بكمية كبيرة، مشابه لمَن يعاني ارتفاعاً في الضغط أو من السكري. وعلى المدى الطويل، قد يؤثر ذلك على الكلى".
بعيني تنصح مَن يرغب في تناول هذه المساحيق، من الأشخاص العاديين، بعدم تناولها لفترة طويلة، وعدم تجاوز كمية 1.5 غرام للكيلوغرام من وزن الشخص في اليوم، وهي كمية يمكن للكلى التحكّم بها، إلى جانب تأكّد الشخص من أنّه سليم من أيّ عوامل أخرى قد تؤثر في عمل الكلى. على سبيل المثال يجب ألّا يكون الشخص من مرضى السكري أو من مرضى الضغط أو يعاني من مشاكل في الشرايين أو أيّ مشاكل تتعلّق بالكلى والدم، مع العلم بأنّ هذه النصائح لا تستند إلى تجارب مثبَتة بل إلى بعض الأبحاث النظرية.
"الرياضي يمكنه أن يصل إلى النتيجة المرجوة من دون تناول المكمّلات الغذائية إن كان يتمرّن بشكل صحيح ويحظى بغذاء يكفي حاجته اليومية من البروتينات"؛ هذا ما يقوله المدرّب الرياضي كريم عبد الصمد في حديث لـ"النهار".
ويضيف أن "الشخص الذي يمارس الرياضة منذ وقت طويل من الضروري أن يتناول المكمّلات الغذائية لكونه أصبح في مراحل متقدّمة من مراحل التمرين ويبذل فيه طاقة إضافية، فيما المبتدئ يكفيه أن يعتمد على رياضة صحيحة وغذاء مناسب".
تختلف الأهداف باختلاف الشخص، فهناك من يريد أن يخسر وزناً، وهناك من يرغب في زيادة وزنه، وآخرون يُعجبهم بناء العضلات، وبناءً على ذلك يتمّ تناول المكمّلات المناسبة؛ فهناك أنواع من البروتينات مثل الـgainer، تحتوي على نشويات أكثر، وهناك الـiso الذي يحتوي على نشويّات أقلّ، والـwhey protein للمحافظة على الوزن والشكل.
وبرأي أحمد المصري (صاحب محلّ لبيع المكمّلات الغذائية)، وفي حديث لـ"النهار"، أنّ "أساس المكمّلات الغذائية التي على الرياضي تناولها هي الـwhey protein والـcreatine، ولا بدّ منها لبناء العضل، إذ كثيرون لا يمكنهم إتمام احتياجاتهم اليومية من الغذاء بالطعام فقط".
عالم المكمّلات الغذائية واسع، وهناك فئات من هذه المنتجات هي الـ: whey protein، creatine، amino acids، multi-vitamins، testosterone boosters، fat burner.