باتت النوادي الرياضية تحتل جزءاً مهماً من حياة المواطنين وخصوصاً الشباب منهم. ومعلوم الجانب الصحي الذي تعكسه الرياضة، بدنياً وفكرياً وجوهرياً على حياة الإنسان.
ومع وجود اتجاه لدى الكثير من الناس لإنقاص وزنهم، تطرح بعض التقارير سؤالاً يتعلق بمدى إمكانية المدرّبين الشخصيين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي أن يحلّوا محل المدرّبين البشريين؟
بحسب مقال نشرته BBC، يقول فارون بهانوت، الرئيس التنفيذي لشركة برمجيات اللياقة البدنية ذات الذكاء الاصطناعي Magic AI إنّه لم يسبق له أن دخل صالة الألعاب الرياضية من قبل، وعندما فعل، وجد الأمر مخيفاً ومكلِفاً وغير مريح.
عندما قيل لبهانوت قبل بضع سنوات إنه بحاجة إلى إنقاص وزنه أو مواجهة مشاكل صحّية، قام بتغيير حياته بمساعدة مدرّب شخصي - إنساني. لكن اتضح له أنّ النصيحة التي يقدّمها روبوت الدردشة للياقة البدنية الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، والمتاح للأشخاص في منازلهم، يمكن أن تجعل نمط الحياة الصحي أكثر سهولة.
وفي عام 2021، أنشأ شركة Magic AI منتجها الرئيسي، المرآة السحرية، وهي عبارة عن مرآة تعمل باللمس وتشغل أيضاً مقطع فيديو لمدرّب يعمل بالذكاء الاصطناعي على شكل بشري.
وعندما تقوم بتسجيل الدخول، تدخل جميع معلوماتك البيومترية، ثم ينشئ الذكاء الاصطناعي برنامجاً شخصياً، تماماً مثل المدرّب الشخصي البشري.
ويمكن لمدرب الذكاء الاصطناعي التحدّث إليك عبر مكبّرات الصوت، وباستخدام الكاميرات لتتبع حركات التمرين، فإنّه يقدّم تعليقات واقتراحات فورية، ويبتكر التدريبات الجديدة.
ويأتي ذلك مع استمرار ارتفاع استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاعات اللياقة البدنية والرفاهية العالمية. وقد قدّر أحد التقارير أن قيمة السوق بلغت 7.8 مليارات دولار في عام 2022، وتوقّع أن تقفز القيمة إلى 35.6 مليار دولار بحلول عام 2030.
ويتضاعف عدد تطبيقات اللياقة البدنية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، وتشمل Aaptiv وFitnessAI وFitbod وFreeletics وVI Trainer وWhoop. وفي الوقت نفسه، يُقال إنّ بعض الأشخاص يطلبون من برنامج الدردشة الآلي الشهير ChatGPT الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي تصميم تمارين لهم.
ويشير الارتفاع في تطبيقات اللياقة البدنية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي إلى أنّ بعض الأشخاص يشعرون براحة أكبر في التفاعل مع جهاز الكمبيوتر مقارنة بالتفاعل مع الإنسان. لكن السؤال، هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعطي الحوافز التي يعطيها أو تنتج عن التفاعل البشري؟ لا تعتقد معلّمة البيلاتس واختصاصية العلاج الطبيعي إستير فوكس ذلك. وتقول: "يريد الناس التحدّث إلى شخص يعرفونه ويثقون به. والذكاء الاصطناعي ليس شيئاً أرغب في استخدامه بشكل خاص".
ووفق فوكس، إنّ الطريقة للحصول على النتائج هي من خلال التواصل مع الناس، "فعندما يشعر الناس بأنه يتم سماعهم وفهمهم، فإنهم يستمعون إليك ويفعلون ما تريد، إنها تجربة إنسانية للغاية، وهناك الكثير من الذكاء العاطفي الذي يدخل في مجال الصحة واللياقة البدنية والذي لا يمكنك استبداله بالذكاء الاصطناعي".
على النقيض من ذلك، تُعدّ العدّاءة البريطانية الحائزة الميدالية البرونزية الأولمبية ديزيريه هنري أحد أصوات وأجساد مدربي الذكاء الاصطناعي الذين يظهرون على شاشة مرايا اللياقة البدنية Magic AI. وتقول: "حتى إن كنت تمارس التمارين الرياضية في المنزل بمفردك، فستشعر كأن هناك مَن يدعمك خلال الجلسة".
هذا، ويقول بهانوت إنّ الفكرة لا تتمثل في استبدال الصالات الرياضية، بل العمل جنباً إلى جنب معها، "مثل Netflix والسينما وتوصيل الطعام والمطاعم. ويقدّم الذكاء الاصطناعي خياراً آخر للأشخاص الذين يقدّرون المرونة والراحة".
وفيما معظم تطبيقات الذكاء الاصطناعي للياقة البدنية مصمّمة لممارسة الرياضة بشكل فردي، فقد افتُتحت الآن أول صالة ألعاب رياضية حيث يمكن للأشخاص ممارسة التمارين معاً، وكلهم مدربون على أيدي مدربين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي.