النهار

كيف نتخلص من سموم الجسم بشكل طبيعي؟
المصدر: النهار
كيف نتخلص من سموم الجسم بشكل طبيعي؟
انظمة غذائية قاسية للتخلص من السموم.
A+   A-
 
لسوء الحظ ، أصبح مصطلح التخلّص من سموم الجسم مرادفًا لنظام غذائيّ قاسٍ، أو ما يُسمى بالـdetox diet، بعد الإفراط في تناول الطعام أو الكحول خلال الأعياد أو عطلة نهاية الأسبوع.
 
يمكن لنظام التخلّص من السموم في العام الجديد أن يضرّ أكثر ممّا ينفع. ثمة حميات غذائية قاسية تعتمد عصائر الخضراوات والفاكهة للتخلّص من السموم. أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن هذه الحميات ليست مجرّد مضيعة للوقت والمال بل تؤثر أيضاً سلباً على صحّة الجسم وأجهزته.
 
تدعو اختصاصية التغذية داليا حرب إلى إعادة النّظر في هذه الأنواع من الحميات؛ فالجسم يمتلك نظاماً داخليّاً للتخلّص من السّموم. ويؤدّي الكبد دوراً مهمّاً في إزالة السموم، إذ يقوم بتفكيك هذه المنتجات الثانوية السّامّة حتّى يمكن تصفيتها من خلال الكلى، كما أنّه يساعد أجسامنا على التخلّص من مسبّبات الأمراض مثل الفيروسات والبكتيريا والكوليسترول الضارّ، ويُساعد على تعديل هرمونات الجسم.
 
بالتزامن، تعمل الكلى على تصفية النفايات والموادّ السّامّة كمثل المنتجات الثانوية للأدوية والموادّ الكيميائيّة الضارّة من أجسامنا. بالإضافة إلى ذلك، تحافظ الكلى على توازن الجسم عبر تنظيم وتعديل السوائل، بالإضافة إلى الحفاظ على توازن درجة الحموضة في الجسم، والسّماح للخلايا بأداء وظائفها، وتعديل ضغط الدم.
 
كذلك يؤدّي الجهاز الهضمي أدواراً عديدة في إزالة السّموم حين تساعد القناة المعوية على طرد السّموم من خلال حركات الأمعاء؛ وهذا يتطلّب الحفاظ على صحة الأمعاء من خلال تناول ما يكفي من الألياف. ولا يجب أن نغفل عن أنّ الجهاز الهضميّ السليم يدعم بكتيريا الأمعاء الجيدة، بينما يساعد في تقليل نمو البكتيريا الضارّة والخميرة.
 
هل للنظام الليمفاوي دور؟ برأي حرب أن "هذا النظام يؤدّي دوراً كبيراً في إزالة السموم، وتتمثّل وظيفته الرئيسيّة بنقل خلايا الدم البيضاء (الخلايا الليمفاوية) التي تساعد على مكافحة العدوى والحماية من السّموم الضارّة.
 
 
ويقوم الجهاز التنفسيّ بدوره في المساعدة على إبعاد الجزيئات مثل الغبار والأوساخ عن رئتينا من خلال الشعيرات الصّغيرة الموجودة في داخل الأنف. أمّا الجلد وبصفته أكبر عضو في الجسم فإنّه يخلق حاجزاً يحمينا من البكتيريا والفيروسات والسّموم الكيميائيّة التي لا ينبغي أن تدخل إلى أجسامنا. ويتميّز الجلد بإجرائه عمليّة إزالة السّموم عبر آليّة التعرّق. وبالرغم من أن الكبد والكلى يزيلان السّموم فإنّهما غير قادرين دائمًا على التخلّص من جميع السموم. فعندما يتعرّق الجسم يُمكن للجلد التخلّص من السموم مثل المعادن الثقيلة.
 
كيف نتخلّص من سموم الجسم بشكل طبيعيّ؟
 
صحيح أن الجسم يُزيل السموم من تلقاء نفسه، إلا أنّه لا يزال بإمكاننا دعمه يوميًا للحفاظ على عمله. بدلاً من اتباع أنظمة غذائيّة قاسية، توصي حرب بالتركيز على ممارسات التغذية، ونمط الحياة اليوميّة الذي يدعم بشكل طبيعيّ مسارات التخلّص من سموم الجسم.
 
أوّلاً عليك التركيز على الغذاء
اتباع نظام غذائيّ متوازن غني بالطعام القوي (super food) هو الطريقة الأصحّ للمساعدة على تغذية الأعضاء. ركّز على نظام غذائيّ معتدل غنيّ بالنشويات المعقّدة (الحبوب، الأرزّ الأسمر، البرغل، الكينوا، العدس..)، الدهون الصحيّة (اللحوم الهبرة غير الدهنيّة والمصنّعة، الدجاج من دون الجلد، الأسماك، البذور، والمكسّرات النية) والبروتينات.
 
عليك أيضاً تناول الأطعمة الغنيّة بمضادات الأكسدة والألياف مع تقليل السكّر الزائد (استبداله بعسل طبيعيّ أو دبس) والأطعمة المصنّعة. يمكن للأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات والعدس والجوز والبذور أن تساعد أيضًا في دعم الهضم السليم وتقليل حركات الأمعاء أي إزالة السموم.
 
وقد أثبتت الأبحاث العلميّة وجود صلة بين تناول الأطعمة والمشروبات الغنيّة بالسكّر وضعف وظائف الكبد. يُمكن أن يساعد الحدّ من الأطعمة التي تحتوي على السكّريات المضافة، والموادّ الحافظة، والمكوّنات الأخرى التي تصرف الكبد عن وظيفته الطبيعيّة في دعم عمليّة إزالة السموم.
 
 
 
ثانياً: الترطيب
 
يتكون جسمك من 70 في المئة من الماء. إذا لم يتمّ ترطيب الجسم بشكل صحيح، فمن المستحيل أن يعمل جسمك على النحو الأمثل. وهذا يشمل عمليّة إزالة السموم.
 
تساعد رطوبة الجسم بشكل كافٍ على طرد السموم من خلال الكليتين اللتين تفرزانها عبر البول، وتزيل المنتجات الثانوية الضارّة بالخلايا، مثل اليوريا وثاني أكسيد الكربون، من مجرى الدّم.
 
ثالثاً: الرياضة
 
يعدّ تحريك الجسم يومياً طريقة رائعة لزيادة الدورة الدموية الليمفاوية والتخلص من سموم الجسم؛ وتتضمّن المشي واليوغا وغير ذلك من أنواع الرياضة. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ ممارسة الرياضة بشكل مكثّف تعزّز إفراز السموم من خلال التعرّق.
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium