لطالما شكّل تساقط الشعر مشكلة لدى النساء كما الرجال. ولعلاج هذه المشكلة فإن بعض الناس يلجؤون إلى مستحضرات ومنتجات وعلاجات عديدة طبية وشعبية في جميع أنحاء العالم. لكن آخر الوصفات الشعبية التي سمعنا بها مؤخراً هي استخدام الفياغرا موضعياً لتقوية الشعر وتفادي تساقطه.
"تأتي إلى الصيدلية سيدات كثيرات يطلبن حبوب الفياغرا، ولدى سؤالنا باستغراب عن هذا الطلب يكون جوابهن أغرب، نستخدمها لتقوية شعرنا"، هذا ما تقوله الصيدلانية الدكتورة لبنى الشامي في حديثها لـ"النهار".
وتنقل الشامي شهادات تلك السيدات بأنّهن يقمن بطحن حبوب الفياغرا ويضعن المسحوق في عبوة الشامبو للاستخدام الموضعي أثناء الاستحمام. وإحدى السيدات أكّدت للشامي، أنّ نوعية شعرها اختلفت تماماً منذ أن بدأت بهذه الطريقة.
"لكن لا أعرف مصدر هذه الوصفة ولم أعلم بها سوى من الزبائن، ولم أرها حتى على منصات التواصل، إنّما تتناقلها السيدات "، تقول الشامي، إنّما مؤخراً بدأنا نسمع بها كثيراً نظراً لأهمية مشكلة تساقط الشعر لدى السيدات، بالتالي يرغبن بتجربة أي شيء لمعالجتها.
لكن هل لاستخدام الحبة الزرقاء لتقوية الشعر أساس علمي؟ وماذا عن تداعيات هذا الاستخدام؟
وظيفة المكوِّن الأساسي لحبوب الفياغرا هو توسعة شرايين الدم في الجسم، ولها استخدامات عديدة، "لكن ليس هناك أي دراسات تؤكد فعاليتها لناحية وقف تساقط الشعر، سواء كانت على شكل حقن أو حبوب أو استخدامها موضعياً على الجلد"، هذا ما تشرحه الدكتورة مايا الهبر، اختصاصية الأمراض الجلدية، في حديثها لـ"النهار".
وبشكل علمي وطبي، على التسويق لأي علاج ووضعه في متناول الناس كعلاج فعال، أن يمر بعدة مراحل، تبدأ بالدراسات المخبرية وبعدها الاختبارات على الإنسان بموازاة دراسة آثاره الجانبية.
وفي ما يتعلق باستخدام الفياغرا لتقوية الشعر، هناك دراسات بدائية جداً أُجريت على هذا المستوى، ولا تزال دراسات مخبرية ولكن ليس على الإنسان. وخلُصت إلى أنّ الحبة الزرقاء قد تساعد في تحسين تدفق الدم ليصل إلى جلدة الرأس ويقوي بصيلات الشعر وينميه، "لذلك نقول من الناحية العلمية، قد يكون للحبة الزرقاء إفادة في تقوية الشعر لكن من الناحية الطبية لا يسعنا أن ننصح به بعد كعلاج لتساقط الشعر"، وفق الهبر.
هل من آثار جانبية لاستخدام الفياغرا على الرأس لتقوية الشعر؟ تجيب الهبر: "موضوعياً، لا يحمل هذا الاستخدام آثاراً جانبية كبيرة، فالجزء الذي يدخل منه إلى الدم هو بسيط جداً". لكن، "كأطباء لا يمكننا أن نجزم ألّا أعراض جانبية له بتاتاً، فمن الممكن أن نجد حالة من بين ألف حالة قد امتصت كمية أكبر من هذه المادة على جلدتها، ما يؤثر بالتالي على الشرايين وعلى القلب والرئتين، فالمضاعفات تحصل في حالات نادرة".
ما هي أهم العلاجات لمنع تساقط الشعر؟
لتساقط الشعر أسباب عديدة وفق الهبر:
- حالات الضغط القوية أو بعد إجراء عملية جراحية كبيرة أو بعد الإصابة بمرض معين أو خسارة وزن كبيرة. وهي حالات يتساقط فيها الشعر لكنّه ينمو من جديد.
- نقص الفيتامينات، لذلك يجب إجراء تحاليل لفحص مخزون الحديد والفيتامين D والغدة الدرقية.
- العامل الوراثي.
لذا، علاج التساقط يقوم على علاج هذه العوامل الثلاثة وفق الهبر. فتحليل الدم يجب أن يكون بشكل سنوي مع مراعاة تناول الحديد والفيتامين D، أو تناول فيتامينات تقوية الشعر التي تحتوي على البيوتين، سنوياً، فهي تساعد على تقويه الشعر، إلى جانب مراقبة عمل الغدة الدرقية.
أمّا لعلاج العامل الوراثي، فلا بدّ من استخدام علاجات موضعية وأكثر قوة مثل دواء المينوكسيديل الذي يعالج المشكلة الوراثية في تساقط الشعر.
إضافة إلى هذه العلاجات الدوائية، هناك علاجات عيادية تساعد في تفادي تساقط الشعر، مثل حقن البلازما والخضوع لجلسات اللايزر لجلدة الرأس، والـ microneedling، والـ mesotherapy.
وتنصح الهبر لعدم تلف الشعر بالأمور الآتية:
- عدم الاستحمام بمياه ساخنة.
- تسريح الشعر، لاسيما لمَن شعرهن طويل أو مجعَّد بالبدء من الأسفل إلى أعلى وبهدوء.
- عدم رفع الشعر وشدّه بقوه الى الأعلى والوراء.
- تفادي الهواء الساخن مثل استخدام السيشوار.
وتؤكد أنّه يمكن الاستحمام يومياً، وهو أمر لا يؤذي الشعر بتاتاً على عكس الفكرة الرائجة. كما أنّ استخدام زيت إكليل الجبل المنتشر حالياً قد يساعد أيضاً في تقوية الشعر.