حين تتعرض النساء لأعراض مثل ضيق التنفس والتعب وعسر الهضم، غالباً ما يقول الأطباء إنّ السبب هو التوتّر. والأسوأ من ذلك، يتم تشخيصهن بنوبة ذعر أو فيروس، ولا يعلمن أنهن يصبن بنوبات قلبية قد تؤدي في بعض الحالات إلى الموت.
هناك جيل جديد من رائدات الأعمال عازمات على معالجة هذه التشخيصات الخاطئة التي تؤدي الى تأخير الرعاية، وتُعدّ من بين الأسباب التي تجعل النساء أكثر عرضةً للوفاة بسبب النوبات القلبية بمقدار الضعف مقارنة بالرجال.
وبحسب "واشنطن بوست"، تعمل بعض رائدات الأعمال والعلماء في أميركا على تطوير أجهزة جديدة أكثر ملاءمة للنساء، من حمالة الصدر التي تحولت إلى جهاز مراقبة القلب، إلى جهاز قياس ضغط الدم الذي يكشف العلامات المبكرة لمرض الشريان التاجي. ويستخدم آخرون التطبيقات الرقمية بمساعدة الذكاء الاصطناعي لتثقيف النساء حول المخاطر التي يتعرضن لها بسبب مجموعة من الظروف التي يمكن أن تقتلهن.
من جهتها، تؤكد مؤسسة شركة "Hello Heart" مايان كوهين، أنها تقدّم أجهزة قياس ضغط الدم من خلال تقنية بلوتوث، وتضيف: "لا يمكن أن يكون سبب الوفاة لدى النساء مشكلة يمكن تجنّبها، من هنا علينا تدريب ومساعدة النساء والرجال على تقليل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية".
ويُطلق على العديد من هذه الشركات اسم "FemTech "، لأنها تستخدم التكنولوجيا لمعالجة المشكلات الصحية التي تؤثر على النساء بطرق غريبة، بدءاً من تغيرات الدورة الشهرية وانقطاع الطمث، وصولاً إلى الأمراض المزمنة. وأُطلقت هذه الشركات بسبب قلّة الدراسات التي تهتم بالنساء المصابات بأمراض، بل أيضاً في كثير من الأحيان لا يتم تشخيصهن وعلاجهن بشكل كافٍ.
أمراض القلب هي السبب الأولي لوفاة النساء
تقول مديرة أبحاث صحة القلب والأوعية الدموية النسائية في جامعة "جونز هوبكنز الطبية"، إيرين ميشوس، إنّ "الافتراض بأن النساء أقل عرضة للخطر، أو أن أمراض القلب لا تؤثر على النساء قبل انقطاع الطمث، غير صحيح. هناك نوع معين من النوبات القلبية ينتشر لدى النساء تحت سن 45 عاماً. ولهذا السبب نحتاج إلى البدء في التفكير بالوقاية في وقت مبكر".
وتتشارك النساء عوامل الخطر نفسها مع الرجال، مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار، والسكري، والسمنة، والتدخين، والاكتئاب، ونمط الحياة غير المستقر. ولكن لديهن مخاطر واضحة تتعلق بالحيض المبكر أو انقطاع الطمث، والحالات الالتهابية مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومتلازمة المبيض المتعدد الكيسات. يمكن أن تشكل مضاعفات الحمل، مثل سكري الحمل والولادة المبكرة وتسمم الحمل، مخاطر قلبية على المدى الطويل.
وتلفت ميشوس إلى أنّ "حتى بعد مرور 50 عاماً على الحمل المصاب بالتسمم، تكون المرأة معرضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات المبكرة مقارنة بالنساء اللاتي لم يعانين من هذه الحالة".
والخبر السار هو أنه يمكن الوقاية من معظم أمراض الشريان التاجي أو السيطرة عليها من خلال تغيير نمط الحياة والعلاج، إذا تم اكتشافها مبكراً.
حلول من قبل النساء للنساء
تؤكد مؤسِّسة "FemHealth Insights" بريتاني باريتو أنّ "النساء في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يعملن ويموّلن حلولاً صحية للمرأة.
من جهة أخرى تقوم شركة "Bloomer Tech" الناشئة التابعة لأليسيا تشونغ رودريغيز وأسيل حلبي، بتطوير "Bloomer Bra"، وهي قطعة ملابس داخلية يومية أعيد تصميمها لتتبع البيانات المتعلقة بقلب مرتديها والرئتين والهرمونات وعملية التمثيل الغذائي. لا يقتصر هدف تشونغ رودريغيز على تمكين التشخيص والمراقبة بشكل أفضل فحسب، بل أيضاً على تسريع عملية جمع البيانات الطبية لدفع تطوير علاجات ونماذج رعاية جديدة للنساء المصابات بأمراض القلب.
وقامت هي وزملاؤها بتطوير وتسجيل براءة اختراع واختبار دوائر مرنة قابلة للغسل لتحويل قطع الملابس إلى أجهزة يمكنها نقل كميات كبيرة من المعلومات إلى الهاتف الذكي الخاص بمرتديها من خلال تطبيق يدعم تقنية بلوتوث ويمكن مشاركتها مع الأطباء.
وتلقت الشركة مؤخراً دعماً يصل إلى المليوني دولار من المعاهد الوطنية للصحة لإجراء دراسة سريرية، والتي يعتقد تشونغ رودريغيز أنها ستسرع من اعتماد الجهاز. وتضيف: "كلما زاد عدد النساء اللاتي يرتدين هذا الجهاز الطبي، زاد فهمنا لعلم وظائف الأعضاء الأنثوي، وسنكون قادرين على تطوير مؤشرات حيوية رقمية خاصة بالمرأة والتي تمنحنا طرقاً أفضل لتشخيص وعلاج جميع حالات القلب الفريدة أو غير المتناسبة أو المختلفة".
شركة أخرى، وهي "Cordex Systems "، لكاثي إي. ماجلياتو والمهندس مايكل ويت، اخترعت جهاز ضغط دم "ذكي" يمكنه الكشف عن العلامات المبكرة لتصلب الشرايين من خلال تغييرات طفيفة في بطانات الأوعية الدموية - وهي عملية تجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.