النهار

رجل تسعينيّ يتمتّع بجسد شابّ... ما تأثير الرياضة على الشيخوخة؟
المصدر: "النهار"
رجل تسعينيّ يتمتّع بجسد شابّ... ما تأثير الرياضة على الشيخوخة؟
ريتشارد مورغان في 2018.
A+   A-
غالباً ما ترسم الصورة النمطية للشيخوخة رجلاً تسعينيّاً يجلس وينتظر، من دون عمل أو مشاركة. لكن النصائح والإرشادات المتعلّقة بالغذاء واللياقة البدنيّة والصحّة العقليّة يمكنها المحافظة على الجسد فتياً، خصوصاً أنّ الجسم قادر على التكيّف مع التمارين الرياضيّة، وريتشارد مورغان يؤكّد ذلك.

يبلغ مورغان من العمر 93 عاماً، وفاز بلقب بطل العالم أربع مرّات في التجديف الداخليّ، ويتمتّع بجسد ابن الـ30 أو الـ40 عاماً، وصحّته جيّدة، ونسبة الدهون عنده قليلة. أصبح موضوعاً لدراسة حالة جديدة، نُشرت الشهر الماضي في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقيّ، وتناولت تدريبه ونظامه الغذائيّ وعلم وظائف أعضائه، بحسب "واشنطن بوست".
تشير النتائج إلى أنّ مورغان نموذج لشيخوخة تتمتّع بصحّة جيّدة ولياقة بدنية رائعة، على الرغم من وجع يُعاني منه في ركبتيه. لكن اللافت أنّه لم يمارس التمارين الرياضيّة بانتظام حتّى بلغ السبعين من عمره. ومن هنا، يتساءل الباحثون عمّا فعلته التمارين الرياضيّة في أواخر حياته لجسمه المسنّ؟

دروس عن الشيخوخة من كبار السنّ النشطين
يؤكّد باحث الدكتوراه في جامعة "ماستريخت" في هولندا، وأحد مؤلّفي الدراسة، باس فان هورين، أنّ العلم يدرس كبار السنّ لفهم الشيخوخة. ولا يزال العديد من الأسئلة من دون إجابة حول بيولوجيا الشيخوخة، وما إذا كان التباطؤ الجسديّ، والانخفاض في كتلة العضلات، الذي يحدث عادة مع تقدّمنا في السنّ، أمراً طبيعيّاً، أو ربما يرجع إلى عدم ممارسة الرياضة.

لكن ما جعل مورغان مثيراً للاهتمام بالنسبة إلى الباحثين هو عدم ممارسته الرياضة أو التدريب إلّا في الـ73 من عمره. حينها، كان متقاعداً ويعاني من مشكلات صحيّة، ثمّ حضر تدريباً على التجديف مع أحد أحفاده وبدأ رحلته.
 
(ريتشارد مورغان خلال الدراسة)

انضمّ مورغان إلى الباحثين في مختبر علم وظائف الأعضاء بجامعة "ليمريك" في إيرلندا.
وحين كان يبلغ من العمر 92 عاماً دعوه إلى مختبر علم وظائف الأعضاء في جامعة "ليمريك" في إيرلندا لمعرفة المزيد، ولجمع التفاصيل حول نظامه الغذائيّ.
 
أثار اهتمامَ أستاذ الشيخوخة الصحية والأداء البدني والتغذية في جامعة "ليمريك"، وكبير مؤلفي الدراسة، فيليب جاكمان، أنّ مورغان أثبت أنّه صاحب قوّة خارقة، إذ إنّ وزنه يتكوّن من نحو 80 في المئة من العضلات، ومن 15 في المئة من الدهون، وهي تركيبة صحيّة جدّاً بالنسبة إلى عمره.
 
خلال التجربة الزمنية، بلغ معدّل ضربات قلبه ذروته (153 في الدقيقة)، وهو ما يُعدّ أعلى بكثير من الحدّ الأقصى المتوقّع لمعدّل ضربات القلب لمن هم في سنّه، بل من بين أعلى القمم المسجّلة على الإطلاق لشخص في التسعينات من عمره. واتّجه معدّل ضربات قلبه نحو هذه الذروة بسرعة كبيرة، ممّا يعني أنّ قلبه كان قادراً على إمداد عضلاته العاملة بالأكسيجين بسرعة.

كيف يتغيّر التمرين مع تقدّمنا بالسنّ
يشير جاكمان إلى أنّ هذه الدراسة تُلقي الضوء على فهمنا للتكيّف مع التمارين الرياضية عبر فترة الحياة، لكننا ما زلنا نتعلّم كيفية بدء برنامج تمارين رياضيّة في وقت متأخّر من العمر، بالرغم من أن الأدلّة واضحة على أنّ جسم الإنسان يحتفظ بالقدرة على التكيّف مع ممارسة الرياضة في أيّ سنّ.
في الواقع، تشير لياقة مورغان وقوّته البدنية إلى أنّ التمارين الرياضيّة يمكن أن تساعدنا في البناء والحفاظ على جسم قويّ وقادر، مهما طعنّا في السّنّ.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium