العمر المديد هو أمنية كلّ منّا، بالرغم من أن الأمر ليس بيدنا. لكن الطب يمنحنا أملاً، ويقرّر أنّ خمس دقائق يومياً قد تكون كلّ ما يتطلّبه الأمر لإضافة سنوات صحيّة إلى حياتك.
ثمة عادات يوميّة بسيطة يمكن أن تساعد في إطالة عمرك وتحسين صحتك، على ما يقول الدكتور كين فو، الطبيب المتخصص في مكافحة الشيخوخة والطب التجديدي. وقال لـBusiness Insider إنّ إجراء تغييرات بسيطة على روتينك، مثل ممارسة الرياضة والنوم، يُمكن أن يساعد في تحسين صحتك على المدى القصير، وفي إطالة حياتك، من دون أن يستغرق الكثير من الوقت.
ووفق فو، فإن الطريقة المفيدة لإجراء تغييرات صحيّة هي تقنية "تكديس العادات". فبدلاً من البدء بعادة جديدة من الصّفر، يمكنك دمجها مع جزء موجود في روتينك لمساعدتها على الاستمرار.
تشمل المحفّزات المحتمَلة لعادة جديدة التقاطَ هاتفك أو تناول القهوة أو حتى أخذ استراحة في الحمام. إذ يمكنك ربط العادات الحالية بالتغييرات الصحيّة، مثل جلسة تمرين سريعة، ولحظة من التنفّس العميق، وغير ذلك.
وتشير الأدلة إلى أنّ التأمل يرتبط بانخفاض التوتر، ومع مرور الوقت، يحسّن الصحة العقلية والجسدية. ويمكنك البدء بالتدرّب على تصفية ذهنك والتركيز على اللحظة الحالية في أقلّ من دقيقة بوساطة "التأمّل الجزئيّ". وأحد أساليب التأمّل هو تمرين بسيط للتركيز على أنفاسك أثناء الشهيق مع العدّ لأربعة، والثبات عند العدّ حتى سبعة، والزفير عند العدّ حتى ثمانية.
وتشير الأبحاث إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام قد تكون واحدة من أفضل الأدوات المتاحة لمكافحة الشيخوخة. فقد وجدت الدراسات الحديثة أن الفترات القصيرة من النشاط البدنيّ يمكنها أن تؤتي ثمارها أيضاً. وتخصيص بضع دقائق للتحرّك يمكن أن يساعدك أيضاً على أن تكون أكثر تركيزاً وإنتاجية في العمل، فخمس دقائق فقط سوف تنشّط طاقتك.
يُمكنك الاستفادة من فترات الراحة أثناء ممارسة التمارين الرياضية طوال اليوم عندما تريد تصفية ذهنك أو منح نفسك شحنة قوة. لذا، جرّب حركات مثل القرفصاء أو الجلوس على الحائط أو المشي السّريع.
فإن كنت تواجه صعوبة في الحصول على قسط كافٍ من النوم، ركّز على التوقيت بدلاً من مجرّد المكوث لساعات في السرير.
كذلك، ليس سراً أنّ النوم هو حجر الزاوية في الصحّة. ففي حين أن إيجاد المزيد من الساعات في اليوم قد يكون أمراً صعباً، فإنّ التركيز على الاتساق قد يحسّن نومك حتى لو لم يكن بإمكانك بالضرورة قضاء وقت إضافي في السرير. فأفضل شيء يمكنك القيام به لجدولة نومك هو التأكد من أنك تنام وتستيقظ في نفس الوقت، حتى في عطلة نهاية الأسبوع، إذ وجدت دراسة حديثة أنّ جدول النوم المنتظم قد يكون أكثر أهمية من مدّة نومك عندما يتعلّق الأمر بالصحّة العامّة وطول العمر.
وتشير الأبحاث إلى أنّ التفاعل الاجتماعي هو جزء أساسي في مساعدة بعض الناس على العيش حياة أطول وأكثر صحّة. فقد وجدت بعض الدراسات أنّ الشعور بالوحدة يمكن أن يكون خطيراً على صحتك مثل تدخين السجائر.
وفي ظل جدول أعمال مزدحم، يمكنك الاكتفاء بإرسال رسالة سريعة إلى شخصين مهمّين في حياتك، أو شكرهما على شيء ما أو إخبارهما بمدى ما يعنيانه بالنسبة لك. فالعثور على لحظات صغيرة للتواصل يمكن أن يرفع من مستويات الأوكسيتوسين لديك، وهو هرمون مرتبط بسلوك الترابط الاجتماعي، مع توفير تأثيرات مضادّة للأكسدة ومضادة للالتهابات.
إلى ذلك، اِبدأ بممارسة الامتنان لتقليل التوتر وتحسين صحتك العقليّة. أدرج ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان لها، ويمكن أن تكون بسيطة مثل رائحة قهوة الصباح، أو ذات أهمّية مثل صحّة عائلتك. ومع مرور الوقت، يمكن لقوائم الامتنان الصغيرة أن تساعدك على أن تُصبح أكثر وعياً وتقديراً للعالم من حولك.
وتشير الأبحاث إلى أن الامتنان لا يحسن الصحة العقلية فحسب، بل يمكنه حماية صحتك الجسدية بفضل عوامل مثل خفض ضغط الدم.
أمّا العادة الأخيرة التي يوصي بها فو، فهو الشعور بالهدف في الحياة، لأنه مفتاح العيش لفترة أطول، إذ يمكنك البدء بقضاء بعض الوقت كلّ يوم في التفكير في ما تحبّه. فالأشياء التي تفعلها في حياتك، والتي تجعلك تشعر بأنك على قيد الحياة، تسبّب تغيّرات كيميائيّة حيوية تطيل حياتك. ويمكن أن يكون هذا إطاراً قوياً حقاً ليس فقط لإضافة المزيد من السنوات إلى حياتك، بل المزيد من الحياة لسنواتك.