كان طوني ورد آتياً من باريس حديثاً عندما قابلته للمرة الأولى منذ 25 سنة، فبدا لي شاباً طموحاً عازماً على تجاوز الصعوبات لكي يحقّق ما يصبو إليه في عالم الأزياء. كان متأثّراً جداً بمصطلحات الهوت كوتور الباريسيّة والطريقة الحرفيّة المتّبعة فيها؛ والأهمّ من ذلك أنّه كان شديد التأثر بالأسلوب الباريسي الذي يرتكز على التفاصيل، لكنّه لم يكن مؤيّداً بتاتاً لسياسة التطريز المعتمدة والمكثّفة التي كانت سائدة في بيروت والدول العربيّة في ذلك الوقت.
سار طوني ورد على هذا المبدأ، ورسم لنفسه هويّة خاصّة امتاز بها عن المصمّمين اللبنانيين. ومع الوقت توسّعت شهرته لا سيّما حين بدأ يعرض في روما خلال أسبوع الموضة الإيطالي للهوت كوتور؛ وهو الذي يحمل الجنسيّة الإيطاليّة بعد أن تزوّج الإيطالية "آنّا"، التي أنجبت له أربعة أولاد.
في العام 2007، افتتح متجرًا في موسكو، ليكون أوّل مصمّم لبنانيّ يقوم بتصدير مجموعة من الملابس إلى روسيا.
في العام 2013، قدّم مجموعته Frozen Memories في موسكو في أسبوع أزياء مرسيدس-بنز. كانت العارضات مرشّحات لملكة جمال الكون 2013، وقد ارتدين جميعهنّ فساتين طوني ورد كوتور.
المصمم طوني ورد في المعرض الذي أقامه في دار أزيائه في الأشرفيّة
في العام 2008، بدأت علامته التجارية خطًّا للأزياء الجاهزة دو لوكس، ثم تخصّص في سوق الملابس الجاهزة لفساتين الزفاف. بعد 10 سنوات من العروض في روما خلال أسابيع الموضة الإيطالية، قرّر طوني ورد تقديم مجموعاته في باريس.
اليوم في باريس، يكمل ورد مشواره من خلال عروض أزيائه الرائعة التي نشاهدها خلال أسبوع الموضة الباريسي للهوت كوتور لموسمي الصيف والشتاء.
أخيراً، حضرت "النهار" معرضه الذي أقامه في دار أزيائه الفاخرة في الأشرفيّة لتكريم والده إيلي ورد، الذي أسسّ مشغله منذ 70 سنة، ولمرور 25 سنة على مسيرته في بناء دار أزيائه الخاصّة.
لقد نظّمت أخيرًا معرضًا في دار الأزياء الفاخرة الخاصّة بك في الأشرفيّة لتكريم والدك إيلي ورد وإبراز سنوات عملك، فلماذا الآن؟
هذا لأنّ هذا العام يمثل علامة فارقة بالنسبة لنا: إنها الذكرى السنوية المزدوجة لـ25 عامًا قمت فيها ببناء دار أزياء طوني ورد، و70 عامًا منذ إنشاء Ateliers Ward، من قبل والدي إيلي وارد.
المصمّم طوني ورد مع والده خلال العمل معاً
أعرفكَ منذ فترة طويلة، لم تذكر والدك أمامي قطّ وتأثيره عليك في اختيار هذا الفن….
هذا ليس صحيحًا، حتى أنّك قابلته مرة واحدة!
لقد نشأت وأنا أشاهده وهو يصنع قطعًا جميلة من التايورات إلى ملابس السهرة. كنت أرغب في اتّباع خطواته ومواصلة هذا الإرث.
زاوية والده إيلي ورد في المعرض
لم يكن في المعرض لماذا؟
للأسف، إنه يعاني من مرض الألزهايمر الآن.
نتمنّى له الشفاء، ماذا تعلّمت من والدك؟
أراد منّي أن أكون متطلّباً في عملي وصعب الإرضاء أكثر من الزبونة نفسها.
كانت تقنيّاته في الخياطة خاصّة، وما زلت أدمجها في مشاغلنا.
هو من جيل ويليام خوري، شويتر بيار كاترا، لماذا بقي في الظلّ في ذلك الوقت؟
لم يكن أبدًا مهتماً بالعلاقات العامة في ذلك الوقت، ولا مصمّماً على الارتقاء بعمله عالمياً.
لقد كان اختيارًا شخصيًا ومبدأ آمن به: "تريدني، تعالَ لرؤيتي"؛ والأنكى من ذلك، أثّرت الحرب على هذا المسار.
هل تعتبر المرأة الخليجيّة هي التي أوصلتك إلى هذا النجاح، أم المرأة الروسية، خاصة أنّك أول مصمّم لبناني استطاع دخول هذه السوق؟
في الواقع، المرأة الأميركيّة هي أوّل من بدأت ترتدي تصاميمي قبل المرأة العربية والروسيّة. لديها دائمًا طريقة فريدة في أسلوب ارتداء ملابسي!
دار ورد مسيرة نجاح واستمراريّة (من صور المعرض)
أثناء وجودك في باريس لدراسة فنّ التصميم، قام كلود مونتانا بتمويل دراستك في Ecole de la Chambre Syndicale de la Couture Parisienne، فهل كان مدفوعًا بثقته في نجاحك في المستقبل؟
في ذلك الوقت، كان كلود مونتانا هو المدير الإبداعي لدار Lanvin، ولذا فإنّ دار لانفان في الواقع هي التي موّلت دراستي. لقد كان هذا الأمر جزءًا من نظامهم وبرنامجهم، وأرادوا تشجيعي لأن عملي أعجبهم ... لذلك استفدت من ذلك.
لمدّة سبع سنوات، درست وعملت في دور أزياء شهيرة، لا سيّما مع كارل لاغرفيلد لدى دار كلوي وجيانفرانكو فيرّي لدى دار كريستيان ديور. كيف تصف هذه الخطوة؟
إنّها القاعدة التي استندت عليها من أجل إنشاء هويّة خاصة بي، تعلّمت التفكير خارج الصندوق outside the box كما يقال بلغة الخياطة أي استكشاف أفكار إبداعية وغير عادية وغير مقيّدة أو خاضعة لقواعد أو تقاليد.
ماذا يعجبك ويلهمك في عصرنا؟
كلّ شيء ولا شيء.
ما هي أبرز مصطلحات الدار الأسلوبيّة الخاصة بك؟
أنا معروف بكوني "مهندس التفاصيل". التفاصيل مهمّة بالنسبة لي.
كالبعض من المصممين اللبنانيين، أنت تلبس شهيرات العالم، هل تلك الشخصيّات مهمّة في عمليّتك الإبداعية؟
ليس بالمقدار الذي يعتقده البعض.
هل هنّ مخلصات؟ مع مَن تشعر بالراحة أكثر؟
ليس لديّ إجابة محدّدة، فالبعض يأتي ويذهب، والبعض الآخر يرتدي ثيابي باستمرار... هذا يعتمد على الحدث أيضًا.
ويتني هيوستن في ثوب من تصميم طوني ورد في حفل الأوسكار
تواريخ الولادات الأربع لأولادي.
بعد الشهرة والمال كيف تصف نفسك؟
ربّ عائلة قبل كلّ شيء.
مجموعة كوتور خريف وشتاء 2022-2023 التي عرضت أخيراً في باريس