رغم تدحرج لبنان نحو الهاوية، ما زال شبابه يحقّقون النجاح تلو الآخر في كلّ الكرة الأرضيّة، فثقافاتهم المتنوّعة وقدراتهم الإبداعيّة جعلت من صيتهم صدًى عالياً لقدرات لبنان الكبيرة، إلى درجة طغت فيه على الفساد والفاسدين.
وبمزيج من التميّز الحرفي والهندسة المعماريّة، تمّ إطلاق العلامة التجارية ATIIMU مؤخراً، خلال أسبوع الموضة في ميلانو، وهي مجموعة من الأحذية ذات الكعب العالي المزيّنة بحجر الزمرد، والتي لاقت الكثير من الإعجاب لدى الإيطاليين. هذه العلامة التجاريّة الجديدة للأحذية تعود الى المهندس المعماريّ اللبناني الشاب عطيّة ناهض موسي، الذي استوحى مجموعة THE REVEAL من المجوهرات والضوء والشفافية، واستخدم المصطلحات المعمارية لتقديم إبداعاته. عشرة أحذية جلديّة مطليّة، بكعب عالٍ، ومزيّنة بالسلاسل مع أشكال تتبّع اتجاهات الموضة.
يمكن أن يعود هذا النجاح في ميلانو الى الجودة والشكل الشبيهين بالجواهر لأحذية موسي المزيّنة بالأحجار الكريمة الزمرديّة، والتي طوّرها باستخدام المبادئ المعمارية. وهو يقول للنهار: "كنت أرغب في إنشاء تصاميم تجسّد ميزة الديمومة، من خلال مصطلح يطلق عليه The Spark أي "الشرارة" في الهندسة المعماريّة، كونه مصطلح تصميمي يتميّز بشكل الكمثرى المثالي المفصّل من 40 قصّة عاموديّة. منفّذ بالأكريليك العالي الجودة، وقد تمّ استخدام قالب مخصّص ومصقول يدويًّا لكي يشعّ الضوء من جانب الى آخر".
يشرح لنا عطيّة بأنّ أحذية Atiimu مصنوعة في إيطاليا من قبل أفضل الحرفيين في مجال الأحذية الفاخرة في العالم. ظهرت المجموعة لأوّل مرّة في كانون الثاني، في الوقت المناسب تمامًا لأسبوع الموضة لخريف / شتاء 23/24 في باريس وميلانو.
لم تكن الطريق سهلة ومعبّدة للمهندس الشاب عطيّة موسي، فأصحاب المصانع الإيطاليون الذين قصدهم يتعاملون مع أهمّ الماركات العالميّة من جيمي شو الى كريستيان لوبوتان الى جيانفيتو روسي الى سيرجيو روسي... لكنّه تمسّك بالأمل الى أن قابلهم وأراهم المشروع الذي اقتنعوا به وأعجبوا به."
قد يتساءل المرء لماذا هذا المهندس اللبنانيّ الشاب أطلق هذا الخطّ الأنثوي الى جانب عمله، يقول لنا موسي:" أنا درست الهندسة المعماريّة في الألبا Alba ثمّ ذهبت الى إيطاليا في دورة من 6 أشهرعن المنتوج. لكن في داخلي، كنت أحلم بإطلاق خطّ فن تصميم الأحذية الأنثويّة لأنّني أحب الأحذية في أرجل النساء".
وعن سبب إطلاق ماركته Atiimu من ميلانو، يقول: "لا شكّ أنّني فخور بأنّني لبنانيّ، ولكنّني أردت أن تكون قاعدة الانطلاق من عاصمة عالميّة للموضة، ولأنّ ميلانو مشهورة عالمياً بالموضة والجلديّات، فاخترتها دون تردّد لتكون مركز انطلاقتي."
يقول عطيّة موسي بأنّه اختار الزمرّد كحجر قيّم لتزيين الحذاء، لأنّه أراد من خلاله أن تكون لديه بصمة خاصّة به كما عمد مصمّم الأحذية الفرنسي العالمي كريستيان لوبوتان الى استعمال النعل الأحمر Red sole كرمزه الخاصّ، لكنّه يؤكد بأنّ مجموعته الفاخرة ليست كلّها مزيّنة بالزمرّد، كما أجاب، حين سألناه عن القالب المريح للحذاء، كونّنا نعلم تماماً أنّ غالبيّة الأحذيّة ذات الشكل الجميل لا تريح رجل المرأة باستثناء الأحذية الإيطاليّة: "أنا أحاول قدر الإمكان الدمج بين الشكل والقالب المريح لذا اخترت إيطاليا للتنفيذ."
واعترف بأنّه معجب كثيراً بتصاميم Christian Louboutin رغم أنّه يضع في أولويته مظهر الحذاء قبل القالب المريح، لكنّه يضيف: "لكلّ الماركات العالميّة أحذية مريحة وأخرى غير مريحة، والكثير من النساء يهتممن براحة أرجلهنّ على حساب الشكل."
اتكّل عطيّة موسي على نفسه وعلى أهله في التمويل، لأنّه اعتبرالمشروع خاصّاً به ويمثّل شغفه بتصميم الحذاء، وهو حالياً الى جانب عمله في الهندسة المعماريّة التي لن يتخلّى عنها أبداً، أوكل شركة معيّنة للدخول الى الأسواق العالميّة، ولاسيّما العربيّة، والاتّصال بالنجمات العالميّات واللبنانيّات والعربيّات لبدء التعامل معهنّ. وهو يحلم أن يتوسّع عالميّاً وينتشر لكي يدخل قطاع الجزادين والأكسسوارات وربما الألبسة.
ATIIMU هي دار للأحذية والأكسسوارات الفاخرة تأسّست في إيطاليا. مشبع بمنظور معماري، يستكشف المؤسّس عطية ناهض موسي قطع الموضة كرموز خالدة للتاريخ التطوّريّ لمنتعليها.
من خلال دمج التصميم الرقميّ مع الحرفية التقليديّة، يوازن ATIIMU بين اللمعان الرقيق للكريستال مع عناصر أساسيّة تجسّد لغزاً، كما يقدّم الدار ترياقًا للرتابة بحثًا عن الحمض النووي للأناقة المستقطبة. يقول "نسعى إلى التغيير بدلاً من التكيّف، Atiimu هو دار للأحذية مبني على الأصالة والتحوّل والإبداع". إنها حالة ذهنية تجلب ما يمكن تخيّله إلى الحياة، وتستكشف وجهات نظر أبعد من الموضة.