النهار

خلال أسبوع الموضة الباريسي أرسلت دار جورج حبيقة رسالة حب لكوكب الأرض والإنسانية ضمن مجموعتها لتصميم الأزياء لخريف وشتاء 2022-2023. من خلال خليط وتناغم من رؤيتين تشكّلت قوى تمكنّا من كشفها أثناء وجودنا في عرض الأزياء الذي جرى في متحف الفنون الحديثة على الجادّة الباريسيّة  16.  تمثّل هذه المجموعة الرسمية الأولى من قبل مديري الإبداع المشترك جورج وجاد حبيقة افتتاح فصل جديد للدار العريقة. نفّذت بحب من قبل خيّاطات المشغل أو الذي يطلق عليهنّ الأيدي الصغيرة Mains Précieuses في مشغل بيروت في الدار، وفي كل قطعة كان هناك تكريم دقيق للهدايا النادرة من الطبيعة الأم، تمتزج الدراية الفنية الحرفيّة مع الإبداع الجامح لالتقاط عجائب العالم الطبيعي، من الشلالات إلى الأمواج إلى الشمس الحارقة. جسّدت امرأة دار جورج حبيقة عالماً جديداً تبلور أمام أعيننا واتسم بالجرأة وقوّة الحياة والإبداع من خلال الجمال والألوان والتألّق.

تميّزت المجموعة بالقصّات المنحوتة والهندسيّة والمزيّنة بالريش والكريستال مع مروحة فرحة من الألوان، مجموعة نابضة بالحياة بألوانها المائيّة وألوان الشفق.

"النهار" كانت في هذا العرض الرائع فأجرت حديثاً مقتضباً وشيّقاً مع جورج وجاد حبيقة.

جورج وجاد حبيقة مع الزميلة فاديا خزام الصليبي في كواليس العرض في باريس

نسأل المبدع العالمي جورج حبيقة:

لماذا استوحيت من الطبيعة في هذه المجموعة؟

نحن دائماً في الدار نستوحي من الطبيعة، كل مجموعاتنا تحاكيها، فهي مصدر فرح للإنسان، كل الأشياء من هندسة ولوحات وأمور أخرى مستوحاة منها، فهي الوحيدة التي تعطيك الأشكال والألوان التي قد لا تتمكّنين من تقليدها أحياناً.

هل أنت على تواصل مع بقيّة المصممين اللبنانيين الذين يعرضون في باريس؟

أكيد، كل المصممين هم زملاء لي. وأنا اتمنّى الخير للجميع.

سمعت أنّ أحداً ما منهم يحاربك؟

(يبتسم) في كل المجالات هناك أناس ينزعجون من نجاح غيرهم، بالنسبة إلينا حتى ولو أنّ شخصاً ما تكلّم بشكل مسيء عن دار أزيائنا فنحن نبقى مسالمين، إذ لدينا ثقة بأنفسنا وبما ننتجه، لدينا الخبرة والتصنيع الحرفي الماهر، نحن من الدور التي تنفّذ كل شيء في مشاغلها تبعاً للطرق الفرنسيّة الحرفيّة الماهرة إن من حيث التطريز أو الأكسسوار، فالريش والتطريز الذي رأيته في هذا العرض هو من عملنا، وهذا أمر نادر جداً، أخيراً ضمّت دار شانيل مشغل لوساج المعروف بالتطريز الحرفي العالي المستوى إليها. لذا فمن الطبيعي أن يكون هناك غيرة من البعض.

هل هذا يعني أنّ ما سمعته صحيح؟ وهل هو أحد المصممين الذي يحاربك؟

(يتردد) هناك بعض الأشخاص من محيط الموضة، ولكنّني لا أعيرهم اهتماماً ولم آخذهم على محمل الجد. نحن لسنا كذلك (يبتسم).

وكان لـ"النهار" أيضاً حديث مع جاد حبيقة الذي عيّن أخيراً مديراً إبداعياً مشاركاً للدار، سألناه:

ما الفرق بين أسلوبك وأسلوب والدك؟

يجب أن لا يعتقد الناس أننّي عيّنت مديراً إبداعياً مشاركاً لأقلب هويّة دار جورج حبيقة الذي يتميّز أسلوبه بالقوّة والاحتراف، أعتبره أسلوباً مثالياً، وأنا فخور بهويّة الدار التي بناها أبي بنفسه. ما أفعله هو أنّني أضيف عناصر من عندي على هويّة جورج حبيقة من دون أن أغيّر الأساس. فأنا درست أسلوب جورج حبيقة منذ سنة 2003، لذلك فإنّنا نعمد إلى خلط أفكاري وأفكاره مع بعضهما، قد أستقدم أفكاراً أستوحيها من ملابس أشخاص يسيرون في الشارع، أو من عناصر أخرى فأضيفها إلى هويّة الدار.

ألا يحدث اصطدام بينك وبينه أحياناً؟

نعم، ولكن يجب أن يحدث هذا الاصطدام، فالاصطدام والنقاش يخلقان تناغماً في النهاية. فإما أن أقنعه أو هو يقنعني (يبتسم)

يتدخل المبدع العالمي جورج حبيقة فيقول:

"هناك أمر مهم جداً، جاد يتمتّع بحس إبداعي عالي المستوى، ولأنّه يريد أن يبقى ضمن هويّة الدار المعروفة فهو يلجم نفسه أحياناً أثناء خلق المجموعة، ولكن يجب ألاّ ننكر أنّه أضاف الكثير إلى الدار من حيث إبداع خطوط جديدة وحيويّة جذّبت عدداً كبيراً من الجيل الجديد، كما أرضت بصورة كبيرة السيّدات اللواتي تخطين سن الشباب، لقد تأثر الجميع بالإضافات الجديدة التي طبعها جاد في الخطوط، وهذا الأمر فاجأنا كثيراً، إذ كنّا قلقين ألاّ تعجب الزبائن.  

نتوجّه من جديد إلى جاد حبيقة فنسأله:

إذا سألناك كيف تصف لنا أسلوبك، بماذا تجيب؟

Modern Couture أي الكوتور الحديث، فنحن هدفنا أن نريح المرأة وألاّ نخنقها ونضايقها، نريدها أن تمثّل نفسها مع الشعور بأنّها مختلفة عن الأخريات.

مجموعة هوت كوتور خريف وشتاء 2022-2023

البلوغر والفاشيونيستا العالميات كنّ في عرض جورج حبيقة