النهار

خلال أسبوع الموضة للهوت كوتور في باريس، قصدت "النهار" صالة العرض التي أقامها المصمّم ربيع كيروز لمشاهدة مجموعتي الهوت كوتور لخريف وشتاء 2022-2023، والألبسة الجاهزة لربيع وصيف 2023 قرب متنزّه Parc Manceau.

تتميّز تصاميم كيروز دائماً بالانسيابيّة الحسيّة، في الوقت الذي يتعلّق أسلوبه الدقيق بنقاء الخطوط، والقطع البارزة، والأحجام.

تمّ تصميم ملابسه مع إحساس بالحركة لا يترك مساحة لأيّ صلابة، بغضّ النظر عن مدى صرامة بنائها. فالمجموعتان اللتان قدّمهما كيروز تتحدّثان بلغة مشتركة، مثيرة للاهتمام، إذ يعمل على الأشكال والأحجام نفسها، ممّا يمنح القطع الجاهزة لمسة مبتكرة من الأزياء الراقية.

مجموعة الأزياء الراقية بدت مصقولة ورائعة. فستان سهرة ضخم من التافتا الأسود الدراماتيكيّ منفّذ بمصطلحات الهوت كوتور، تتوالى فيه الأشكال النحتيّة مع الأشكال الأكثر انسيابية في كلا الخطين. جاكيت ومشلح من الكوتور ذو ظهر بيضويّ، وذو أكمام بفتحة مستقيمة، قد تمّ إقرانه مع بنطلون واسع أنيق.

صالة العرض في باريس

سألناه:

ما هو الموضوع الرئيسي للمجموعتين؟

عادة لا أتّبع موضوعاً معيّناً، فأنا أصمّم للمرأة التي أريد أن ألبسها؛ وفي كلّ موسم أضيف إلى المجموعة، بمعنى إذا قارنت بين هاتين المجموعتين والمجموعات التي عرضتها منذ عشر سنوات فستلاحظين أنّ هناك تكاملاً لا يتوقّف بين مجموعة وأخرى. أنا أملك دائماً حافزاً قوياً وإعجاباً لأصمّم لتلك المرأة الحرّة التي ترتدي ثياباً لا تضايقها، ولا تجعلها مثل كائن جامد.

أخبرنا عن هاتين المجموعتين؟  

هناك تايورات تتبع مصطلحات الهوت كوتور مشغولة يدويّاً، يمكن ارتداؤها في النهار، وهناك فساتين سهرة تدخل ضمن الألبسة الجاهزة؛ فأنا لا أصمّم مجموعتين في السنة من الهوت كوتور والألبسة الجاهزة بل مجموعة واحدة مؤلّفة من قسمين: الهوت كوتور والألبسة الجاهزة.

هناك موادّ جديدة لفتت نظري مثل الفستان الفضّي والبلوزة الذهبيّة اللذين يشبهان الشبك...

نعم هذا صحيح، الشبك الذي ترينه كناية عن شرائط وضعت الواحدة بجانب الأخرى من خلال تنفيذ يدويّ دقيق. هاتان القطعتان تدخلان ضمن مجموعة الهوت كوتور مع أنّهما تتميّزان بالبساطة، فالهدف هو عدم مضايقة المرأة وجعلها حرّة وطليقة في حركتها.

ربيع، أعتبرك المبدع اللبناني الذي خالف هويّة التصميم اللبناني، فأنت اخترت الأسلوب الغربي المحض الذي يتميّز بالبساطة....

أنا أخالفك الرأي...

كيف، اشرح لي؟

في النهاية، كلّ مصمّم يعمل ما يُحبّه ويقتنع به. أسلوبي شرقيّ جداً. إذا فسّرت لك بالتفاصيل النّمط الذي أتّبعه لخلق الثياب فستكتشفين أنّها شرقيّة مئة في المئة. فالزيّ الشرقيّ بسيط جداً، بمعنى أنّه يعتمد على الأناقة والراحة؛ الراحة في القماش والأناقة في القصّة، ولا يوجد شيء لاصق بالجسم. عندما أنظر إلى عمل المصمّمين اللبنانيين أتفاجأ بفساتين ضيّقة قريبة من الجسد تعجز المرأة عن المشي فيها براحة! هنا، أحتار. هل الفساتين تلك غربيّة أم شرقيّة؟ فالزيّ الشرقيّ أجمل زيّ في العالم، وهنا أتكلّم عن الشرق ابتداءً من الحضارة اليونانيّة الإغريقيّة إلى اليابان فالشرق العربي. أنا متأثر بتلك المنطقة من العالم. لا أحبّ التنكّر ولا الزركشة، أحبّ البساطة!

أين هي اللمسة الشرقيّة في أزيائك بالتحديد؟

ثيابي تشبه القناطر والبيوت العربيّة البسيطة التي كانت تُصنع من الطين.

ما مدى تواصلك مع المرأة العربيّة؟

لا يوجد لديّ امرأة معيّنة من حيث التعامل والابتكار لها. أنا أصمّم للمرأة التي تحبّ أسلوبي. لديّ زبائن في الدول العربيّة، وكذلك في أوروبا والشرق الأقصى أيضاً. المرأة بالنسبة لي عالميّة.

إذن أنت تعتبر أنّ أسلوبك يتماشى مع جميع نساء العالم...

أنا لا أصمّم الفولكلور، ولا أتّكل في أفكاري على المفهوم العرقيّ. أنا أحبّ المرأة، أحب الإنسان. اليوم لا يمكن للإنسان أن يحدّ من نفسه ويعيش في بوتقة واحدة، فالعالم مليء بالاختلافات.

أنت دائماً في فرنسا، فهل مشغلك أصبح هنا؟

كلّ ما ترينه في فرنسا هو من صنع فرنسا، أمّا في بيروت، وبسبب الظروف القاهرة، فقد أصبح لدينا كيان آخر ننفّذه في مشغلنا ليكون في متناول الجميع.

أنت صمّمت الفستان الأحمر الشهير لحملة خطوط الطيران الفرنسيّة منذ مدّة وجيزة، فما الذي أضاف إليك هذا الأمر؟

هذا الفستان صمّم بالخصوص لهذه الحملة، وقد أفرحني هذا الأمر جداً، لأنّ الفستان أصبح رمزاً عالمياً، لا سيّما أنّ تصويره تمّ على درج "برج إيفل"، الذي هو رمز فرنسا. لقد تأثرت كثيراً حين تمّ اختياري لصنع هذا الفستان.

مجموعة الهوت كوتور لخريف وشتاء 2022-2023

مجموعة الألبسة الجاهزة لربيع وصيف  2023