النهار

المصمّم نجا سعادة: شغفي بالموضة تغلّب على مهنتي كطبيب (صور وفيديو)
فاديا صليبي
المصدر: "النهار"
أردت أن أجسّد هذا المعلم الأسطوري من خلال الهوت كزتور
المصمّم نجا سعادة: شغفي بالموضة تغلّب على مهنتي كطبيب (صور وفيديو)
المصمّم نجا سعادة
A+   A-

منذ مجموعته الأولى، أكّد المبدع نجا سعادة رغبته المستمرة في ربط نفسه بتطوّر الأسلوب واتّباع الاتجاهات، من دون التخلّي عن الكلاسيكيّة العريقة للهوت كوتور. من خلال هذه القاعدة، قام بإنشاء خزانة ملابس المرأة العصرية. أخيراً، أطلق مجموعة الكوتور لربيع وصيف 2023 بعنوان Dans le rouge، التي استوحاها من المعلم الأسطوري في باريس Le Moulin rouge. من خلال هذه المجموعة، خاطب نجا سعادة المرأة الجريئة والقويّة بطريقة أنثويّة تجمع بين الأناقة والحداثة.

 

"النهار"، قابلته فكان هذا الحوار الشيّق والصريح:

Une publication partagée par Naja Saade (@najasaade)

 
 

عنوان المجموعة هو"Dans le rouge" مستوحى من كباريه "Le Moulin rouge" المعلم الفرنسي الشهير. أين تلتقي هنا الأناقة مع هذا الكباريه الأسطوري؟

صحيح أنّه كباريه لكنّه معلم أسطوريّ تاريخيّ في قلب العاصمة الفرنسيّة، وأغلبيّة السيّاح لا تمرّ في باريس من دون زيارته. هي خبرة على كلّ إنسان أن يعيشها. وأنت تعلمين جيّداً بأنّ أفلاماً ومسرحيّات وكتباً كثيرة ظهرت بتأثير منه، خاصّة الفيلم الشهير Moulin rouge لنيكول كيدمان؛ وأنا كنت أريد أن أعيش هذه الخبرة من خلال تجسيد هذا المعلم التاريخيّ عن طريق الهوت كوتور. لا ننكر سحر المولان روج وديكوره وجوّه العام ورقصة French cancan، بالإضافة إلى الثياب الفخمة البرّاقة مع الأكسسوارات اللافتة للنظر. كلّ ذلك أردت أن أنقله عبر الثياب والأناقة حتى أنّ الديكور باللون الأحمر مستوحى من المولان روج.

 
 
 

لماذا اعتمدت العرض الافتراضي بدل الواقعي؟

الحقيقة، أنا أعيش في لبنان، ولا أريد أن أخاطر بدعوة الناس إلى عرض حيّ وسط توتر في البلد يحدث من وقت لآخر. اعتمدت على الموسيقى والإضاءة والديكور من خلال العرض الافتراضيّ. لكنني أخطّط لعرض حيّ في لبنان، إذا كانت الظروف مؤاتية، أو خارجه، إذا لم يكن في مستطاعنا ذلك.

 
 

ما الذي يميّز أسلوب هذا العرض الفخم؟

في العرض السابق، كانت امرأة نجا سعادة هادئة وحالمة، ولكنها في هذه المجموعة بدت امرأة جريئة وقويّة، وإن بأناقة. كان كلّ شيء ضخماً في العرض: التطريز القويّ بالأحجار الكبيرة، الألوان القويّة كاللون الأحمر والفوشيا والأزرق الملكي، بالإضافة إلى الأكسسوارات الضخمة والأحجام الضخمة التي نفّذتها بقماش الشيفون؛ بدت كل قطعة كتحفة showpiece يمكن ارتداؤها.

 

أنت تمزج بين الكلاسيك والمودرن، فأين نجدهما في القطع؟

نجدهما في القصّات كأكمام الدرابيه الثلاثة أرباع، التي تلتفّ على اليدين، وفي السترات ذات الكتف الواحدة. كذلك أدخلت ريش النّعام والديك، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الريش بطريقة فنيّة. كان هناك دور كبير للأكسسوار مثل أقراط فستان العرس والبروشات والأحجار الكبيرة التي اخترتها بعدّة ألوان في القطعة الواحدة، وإنّما ضمن مورفولوجيا مختلفة، لكي تتناغم مع بعضها؛ واعتمدت مروحة ألوان جريئة. هذا المزيج جعل كلّ إطلالة تتميّز بالعصريّة المتّسمة بكلاسيكيّة نجا سعادة.

 
 
 

لم أجد الشفّاف الذي هو في قمّة الاتجاهات في مجموعتك، فالبادي الأحمر يظهر من دون تنّورة شفّافة مثلاً....

الشفّاف كان موجوداً من خلال التول. ولكن لا يمكن للناظر رؤيته بسبب كثافة التطريز عليه. أردت أن يكون الشفّاف بالكاد مرئياً، فأنا أعتبرها طريقة ذكيّة لإظهار هذا الاتجاه من دون أن يكون صارخاً، خاصة بالنسبة إلى سيّدات الدول العربيّة اللواتي أتعامل معهنّ.

 
 
 

متى دخلت أسواق الدول العربيّة بالتحديد، وكيف كان التعاطي مع المرأة العربيّة؟

دخلت بالتدرّج إلى كافة الدول العربيّة ابتداءً من عام 2017، ولم أجد أيّة صعوبة مع المرأة العربيّة لكونها مثقّفة جداً على صعيد الموضة. وفي جميع الأحوال، لا يوجد امرأة صعبة، بل امرأة تفهم ما تريده.

 
 عرضت في باريس الألبسة الجاهزة خلال أسبوع الموضة، ولاقيت الكثير من النجاح، ولكنّك لم تعِد الكرّة، لماذا؟

أنا أعمل على هذا الموضوع بشكل مدروس أكثر، لأنّ باريس تحتاج إلى تحضير كبير ومنظّم، لكونها عاصمة الموضة.

 

لم أشاهد قطعك على نجمة هوليوديّة حتى الآن؟

بصراحة هم يتّصلون بنا في آخر لحظة، وبُعد الولايات المتحدة الأميركيّة لا يسمح لنا بتلبية طلباتهم بسرعة، إذ يصرّ القيّمون على استلام القطعة بعد يومين. ولكن مع الوقت سوف أقوّي علاقتي معهم. حالياً، أنا أتعامل مع فنّانات بوليوود وفنّانات لبنانيّات وعربيات، كماجدة الرومي، ونجوى كرم، وبلقيس...بالإضافة إلى الجيل الجديد كأندريا طايع.

 
 

بعد اختصاص 12 سنة في مهنة الطب، ومزاولته في مستشفى أوتيل ديو، تركت كلّ شيء من أجل فنّ التصميم والإبداع، ألا تعتريك لحظات ندم من وقت لآخر؟

لا، بتاتاً. عندما اتخذت هذا القرار قال لي زملائي إنّك مجنون، وستندم. لم استمع لأحد. لا شكّ في أنه كان قراراً مجنوناً. لكن بعد نجاحي في فترة قصيرة جداً بالنسبة لغيري، أعطوني الحقّ.

 
 الطبّ أصعب وأطول اختصاص، فلِمَ غامرت به، وأضعت سنوات طويلة في هذا الحقل، طالما أنّك ستترك كلّ شيء وتتّبع هذا الفن؟! هل كان لأهلك دور في اختيار الطب؟

لا، أهلي لم يتدخّلوا، منذ صغري كنت أصمّم وأخيّط وأطّلع على كلّ مستجدّات الموضة دائماً، وفي نفس الوقت كنت تلميذاً ذكيّاً جداً، ودائماً في المراتب الأولى في المدرسة؛ لذا قلت لنفسي: "يجب أن أختار اختصاصاً شاقّاً وصعباً"، فدخلت الجامعة اليسوعيّة ودرست الطب، وتخصّصت في مجال الأشعّة، ثمّ مارست مهنتي في مستشفى أوتيل ديو. لكنّ شغفي بالموضة تغلّب مع الوقت على مهنة الطب، وكان عليّ أن أختار بين أن أبقى طبيباً وأعيش تعيساً أو أن أتخلّى عن هذه الرسالة وأكون فرحاً، فاخترت سعادتي.

 
 

بالرغم من أن لا شيء يجمع بين هذين الاختصاصين....  

أنت على خطأ. فللخلق والإبداع يجب أن تكوني مطّلعة على كلّ شيء إلى جانب موهبتك. لتصميم هذه المجموعة، قرأت كثيراً، وعدت إلى تاريخ المولان روج وأحداثه والثياب التي كانت تتطوّر مع الوقت، قبل أن أبدأ بخلق مجموعتي. هذا الفن يحتاج دوماً إلى التجدّد والاطّلاع على كلّ شيء وإلاّ ستنضب الأفكار وينتهي الإبداع.

 
 
 
 
 
 
 

اقرأ في النهار Premium