النهار

"الهوت كوتور الباريسية"... عروض مبتكرة بين "أوبرا غارنييه" وضفاف نهر السين
المصدر: "النهار"
"الهوت كوتور الباريسية"... عروض مبتكرة بين "أوبرا غارنييه" وضفاف نهر السين
عارضات الأزياء (أ ف ب).
A+   A-
بين ضفاف نهر السين ودرج دار "أوبرا غارنييه"، تنوعّت الأطر المشهدية لعروض الأزياء الباريسية الثلثاء الماضي، فضاهت بإخراجها المسرحي رقيّ تصاميم الهوت كوتور من دارَي "شانيل" و"ستيفان رولان".

واستهلت سفيرة "شانيل" كارولين دو ميغريه بمعطف أزرق كحلي طويل العرض الذي أقامته الدار على طول النهر الباريسي الشهير.

أما الفيلم عن تشكيلتها، فظهرت فيه المغنية فانيسا بارادي، وهي أيضاً وجه إعلاني لـ"شانيل"، بفستان طويل من دون أكمام من الأورغانزا مزيّن بالكاميليا المخملية السوداء.

وسارت عارضات "شانيل" على الأحجار المرصوفة التي أضفت عليها الإضاءة لوناً وردياً... هذه يرافقها كلبها، وتلك حاملة سلّة من الزهور، فيما بدا برج إيفل في خلفية المشهد. ويستقطب نهر السين هذه السنة المصممين أكثر من أي وقت مضى، إذ سبق لدور "لوي فويتون" و"كِنزو" و"عز الدين علايا" أن أقامت عروضها على الجسور الباريسية.

وكتبت المديرة الفنية لـ"شانيل" فيرجيني فيار في كلمتها المطبوعة عن العرض، "إذا كنا في باريس، فهذه المرة نحن في باريس نفسها، حيث الأرصفة والشوارع والحجارة المرصوفة الملوّنة توحي في آن واحد الرقيّ والبساطة".
 
أما التشكيلة، فانطوت على تناقضات بين الأناقة واللامبالاة، إذ زاوجت بين المرأة الباريسية المرتدية بزات تقليدية من الجوخ تتألف من تنانير تصل إلى ما تحت الركبتين ومعاطف، وبين تصاميم أخرى ذات طابع بوهيمي تعبّر عنه البلوزات الفضفاضة وأوشحة على شكل عقال للرأس.

ومزجت المصممة في المواد التي استخدمتها بين الجوخ والقطن الحريري والأورغانزا والدانتيل المرصع بأنماط نباتية وغرافيكية. أما من حيث الألوان، فاخترقت بعض الألوان الزاهية، على غرار الوردي، رتابة المشهد الرمادي الأحادي اللون.

واختُتم العرض كما جرت العادة في مجال الأزياء الراقية بفستان زفاف، وتميّز ذلك الذي صممته فيرجيني فيار هذا الموسم بكونه واسعاً ومتوسط الطول بأكمام شفافة، وسهل الارتداء.

وتضمنت التشكيلة معاطف مستلهمة من التصاميم الرجالية، وبلوزات خفيفة ذات أحزمة، وقمصاناً من دون أكمام، وسراويل مخططة، ما يُظهر أن الهوت كوتور لم تعد حكراً على الفساتين، ولا على السجادات الحمراء في احتفالات المشاهير، بل باتت حاضرة بين ملابس كل يوم، على نحو ما لوحظ في تشكيلات دور أزياء أخرى عُرضت منذ الاثنين الماضي.

على النقيض من ذلك، بدت عارضات "جورجيو أرماني" شديدات التأنق مع تسريحات شعر متقنة وفنية، بسراويل مع سترات ضيقة، ومثلها الفساتين، وأحذية بكعوب عالية.
 
وطغى اللون الأحمر على التشكيلة، حتى للعروس. أما الأنماط على شكل ورود فحضرت على كل القطع، مطرّزة على الفساتين، أو على شكل دبابيس أو بكل للشعر.

أما المصمم ستيفان رولان، فشاء عرض تشكيلته الثلثاء الماضي أشبه بأمسية احتفالية في تحية لمغنية الأوبرا ماريا كالاس، يصعد خلالها الضيوف بملابس السهرة درج "أوبرا غارنييه" الباريسية، تليهم العارضات، أمام عدسة كاميرا المخرج كلود لولوش.

وسيستخدم لولوش في فيلمه الروائي المقبل Finalement "فينالمان" المشاهد التي صوّرها في عرض الهوت كوتور هذا الذي شكّلت أزياؤه الفخمة تكريماً للمغنية اليونانية المعروفة بـ"صوت القرن" في مئوية ولادتها.

واعتبر المصمم في تصريح لوكالة فرانس برس أن إبداء لولوش رغبته في تضمين فيلمه المقبل هذه التشكيلة كان بمثابة "هدية من السماء".

ومع أن رولان يميل عادةً إلى الألوان القوية، اكتفى في هذه التشكيلة بالحدّ الأدنى منها، فباستثناء فستانين أحمرين، "كل شيء أبيض وأسود"، إذ لم يرغب في استخدام "الوردي أو الأصفر أو الأخضر" في مناخ دار الأوبرا.

وزينت أوراق نبتة الأقنثة الموجودة على الأعمدة الرخامية في الأوبرا بعض الفساتين، وتولى المصمم نفسه نحت عناصر خزفية مطرزة على الفساتين.

وأُطلِق على كل فستان اسم إحدى الشخصيات التي جسّدتها ماريا كالاس، ومنها ترافياتا ونورما وميدِيا.

أما ماريا كالاس نفسها، فجسّدتها أبرز عارضات رولان الإسبانية نيفيس ألفاريز التي افتتحت العرض بفستان أسود من حرير الغازار، واختتمته بفستان مكسو بالشاش الأبيض يوحي بالعروس.

كذلك شاركت في العرض الممثلة البرازيلية ماريا فرناندا كانديدو والعارضة الإيرانية فارنوش حميديان "المرأة التي تناضل من أجل حريتها وحرية النساء، وهو ما كانت كالاس تمثله".

ومع أن المصمم رأى أن الأوبرا تلائم الأزياء الراقية، لم يرَ ما يحول دون إقامة "عرض للملابس الجاهزة في الأوبرا وعرض للأزياء الراقية على أنغام الهيب هوب".


اقرأ في النهار Premium