ظهرت إيرينا شايك مرّات عدة عارية البطن كاشفة عن عضلاته البارزة، لكنها لم تكن الوحيدة التي جعلت بطنها العضليّ أكسسوارها الرئيسيّ على منصّات الموضة والسجّادة الحمراء! فالعارضة الروسية مثلها مثل كثيرات غيرها اختارت الملابس التي تُظهر عضلات البطن، فهناك جينيفر لوبيز في Met Gala، وتايلور سويفت في حفل توزيع جوائز غرامي، فسيدني سويني في حفل توزيع جوائز MTV للأفلام، كذلك غوينيث بالترو في حفل توزيع جوائز Fashion Los Angeles.
العارضة Irina Shayk
خارج هوليوود، انتشر عرض البطن بشكل جماعيّ على منصّات العروض في هذا الموسم، يدفع إلى ذلك الحنين إلى موضة سنوات الألفين. يرتبط اتّجاه السراويل والتنانير ذات الخصر المنخفض باتّجاهات القمصان القصيرة جدًا، التي تنفّذ على شكل حمّالات صدر (جيفانشي، سان لوران، ميو ميو، إيزابيل ماران، جاكيموس، كوريج، إلخ. .). يهيمن الجمال نفسه على وسائل التواصل الاجتماعيّ، وعالم المظهر والمؤثِرات، حيث تكثُر صور "البطون العارية"، وغالبًا ما تكون مصحوبة بثقب في السرّة.
Emily Ratajkowski in Miu Miu show
شعور بالقلق من رؤية هذا المستوى من الجمال يظهر مرة أخرى
ظهور الصورة الظليّة النحيلة لسنوات الألفين من جديد زعزع مفهوم الجسم الإيجابي. بالنسبة إلى البعض، يستعيد هذا الأمر ذكريات النحافة، ويقلّل من أهميّة الجسم الإيجابيّ أو الحجم الكبير plus size. لا شكّ في أنّ هذه الحركة جلبت بالتأكيد المزيد من الاستيعاب تجاه الأشكال المختلفة، لكن هذا التقدّم هشّ. "يجب ألّا نصدّق أنّه تمّ قبوله لدى الجميع"، تحلّل كاثرين غرانغار، المحلّلة النفسيّة وعالمة النفس الاجتماعيّ.
Bella Hadid in Courreges
اليوم، النحافة، لا سيّما منطقة البطن، تتولّى زمام الأمور، خاصة مع اتجاه اللباس للكشف عن البطن الأنيق بوحي من عارضات أزياء تسعينيّات القرن الماضي، وفق ما تؤكّد الخبيرة، التي تشعر بالقلق من رؤية هذا المستوى من الجمال يظهر مرة أخرى، ويُشكّل خطرًا بسبب الامتناع عن الأكل، ويؤدي إلى اضطرابات النفسيّة، وإلى الإصابة بالأنوركسيا لدى الفتيات الصغيرات. "لكي يكون لها هذا المظهر، تُحرم الفتيات والنساء من لذّة الأكل، وبالتالي الشبع، فالبطن هو مكان المتعة لدى الإنسان". "اليوم، إظهار بطنك من دون أوقية من الدّهون هو الإثبات بأنّك جزء من النخبة، في حين أنّ عرض المنحنيات المليئة بالشّحم سيكون غير لائق". تتابع كاثرين غرانغير: "المرأة التي لا تحتاج إلى أن تراقب نفسها هي حرّة، ولكن في مكان ما، قد ينزعج البعض من ذلك".
Taylor Swift in Grammys awards 2023
المرأة يمكنها التلاعب بقواعد لباس الألفين
توماس زيلبرمان من مكتب اتجاهات الموضة لدى "كارلين" أكثر تفاؤلاً بشأن تحرير البطن. "اليوم، يمكن للمرأة أن تتلاعب بقواعد لباس سنوات الألفين، التي كانت تعتبر ذات يوم مبتذلة، والتي جسّدتها في ذلك الوقت باريس هيلتون، ونيكول ريتشي، وكريستينا أغيليرا أو بريتني سبيرز. إنه يذكرنا بالوقت الذي كان يُسمح فيه بكلّ شيء، حيث يمكنك أن تتجوّل بالسرّة الكشوفة في الهواء، من دون أن تتعرّض للمضايقات على الشبكات الاجتماعية، لأنّ هذا الضغط لم يكن موجودًا".
Jennifer Lopez in Met Gala 2023
حقيقة مشوّهة
في النهاية، ليست صناعة الأزياء فقط هي المتّهمة من قبل نشطاء الجسم الإيجابيّ وقبول الذات. المشكلة هي أننا نرى الكثير من صور البطون غير الطبيعية على الشبكات الاجتماعية التي ينتهي بها الأمر باختراق اللاوعي لدينا. نحن لا نتطلّع إلى الحصول على معدة عضليّة فحسب، بل يجب أيضًا أن تكون مسطّحة وخالية من الانتفاخ. الحقيقة لقد اعتدنا على الصّور التي لا تنتمي إلينا، نرى خصرًا نحيفًا للغاية مع وركين عريضين للغاية، مما يعزّز هذا الانطباع بوجود خصر فائق النحافة.
Gwyneth Paltrow in Fashion Los Angeles
Rihanna
Sydney Sweeney in MTV awards