قبل ثلاث سنوات، خلال جائحة كورونا، اتخذت آندي ماكدويل خيارًا: تخلّت عن التلوين وتركت شعرها يعود إلى اللون الرمادي الطبيعي. كانت تفكر في الأمر لفترة طويلة، لكن وكيلها نصحها بعدم القيام بذلك. في هوليوود، يهيمن التمييز على أساس السن، والعواقب المحتملة على الحياة المهنيّة للفرد حقيقيّة. يحظى هاريسون فورد بالثناء عندما تتعانق تجاعيده مع روماتيزمه ليلعب دور مغامر ثمانيني، لكن بالنسبة لزميلاته، حتى الأصغر سنًا، غالبًا ما يؤدّي اللون الرمادي إلى وضعهنّ في الخزانة. لم تعد الممثلة الشهيرة في فيلم Four Weddings and a Funeral قادرة على تحمّل عدم المساواة والنفاق الذي أُجبرت عليه: فهي تبلغ من العمر أكثر من 60 عامًا وتعتزم احتضان هذا الواقع.
"كنت صغيرة في السن، لا أريد أن أكون كذلك بعد الآن!"
صرّحت لمجلّة "مدام فيغارو" أنّها امرأة مرتاحة لحياتها وجسدها وعمرها المتقدّم. تألقها لا مثيل له، تُحسد عليه، تضاهيه طاقتها وذكاؤها وحريتها. "كنت صغيرة في السن، لا أريد أن أكون كذلك بعد الآن! انا بالفعل أعمل بجد بما يكفي للحفاظ على لياقتي، والعناية بجسدي، وتغذية بشرتي، وتمرين عقلي. ماذا يمكنني أن أفعل؟ "لا أستطيع الاستمرار في هذه التمثيليّة"، هذا ما أعلنته في آذار الماضي، في حديثها إلى الصحافية الأميركيّة الشهيرة كاتي كوريك.
ردّة الفعل على إطلالتها الجديدة
وعندما كشفت في عام 2021 عن إطلالتها الجديدة على السجّادة الحمراء في مهرجان كان، تمّ التعليق عليها في كل مكان. تخشى الممثلة الأميركيّة أنّها ارتكبت خطأ لكنها تتمسك به. إنّها مصمّمة ومرنة وأولادها الثلاثة، جاستن وريني ومارغريت كوالي، معجبون بجانبها "القوي" المتحرّر. كما أنّ لوريال باريس، التي هي سفيرة لها منذ ما يقرب من أربعة عقود، تدعمها أيضًا دون تحفظ. لكن ماذا عن الأدوار؟ هل يمكن أن تتأثر مسيرتها؟
وضع مهنتها الحالي
لم تفقد شيئًا من موهبتها أو روعتها، لكن ثورة "MeToo" لم تحدث بعد، والقصص المتفائلة عن الأربعينيّات لا تهم صنّاع القرار. أفلامها التي صوّرت ما بين 2000 و 2010 لم تترك انطباعًا. كان عليها الانتظار سنوات عديدة قبل الحصول على بعض الأدوار الجديدة.
بعد الوباء، ومن خلال تحرير نفسها من القواعد الجماليّة المعمول بها في هوليوود، لعبت بأفضل ما لديها وفازت برهانها. جرأتها تميّزها، ما يجعلها مرغوبة مرّة أخرى. في عمر 63 عامًا، لعبت دور الأم غريبة الأطوار في مسلسل Netflix، Maid. بعد ذلك بعامين، اشتهرت في The Way Home.
إصرارها على استيعاب عمرها
صرّحت مؤخرًا للمجلّة الفرنسيّة الشهيرة مدام فيغارو: "لديّ شقيقتان كبيرتان تقومان بتلوين شعرهما وستظلان تفعلان ذلك حتى تموتا. لكن النساء الأخريات، بمن فيهنّ أنا، يرغبن في أن يُنظر إليهن على أنهنّ جميلات ومثيرات مع الحفاظ على طبيعتهنّ. أنا ممتنة لشركة لوريال باريس التي تدعمني في هذه العملية. ربما يبدو هذا الاختيار سرديًا، بل سطحيًا، لكنه يحكي شيئًا أعمق. يجب أن تسمحي لنفسك بأن تكوني المرأة التي تريدينها، وأن يكون لك الحق في أن تتحملي عمرك، مثل الرجال".
كيف تخلّت عن تلوين شعرها؟
وعن شعرها تقول: "لا أعلم لماذا لفت شعري الانتباه؟! لكنني مسرورة! من الواضح أنني لم أتوقع ذلك، ولم أكن أعرف ما الذي سيفكر فيه الناس أو يقولونه، وشعرت بالارتياح عندما رأيت أنه لم تحصل السخرية منّي، وأن التعليقات لم تكن قاسية أو سلبيّة، وأن معظم الناس كانوا يشكرونني. لقد مرّ عامان منذ أن توقفت عن التلوين وأرى أنه لا يزال الأمر حديث الصحافة. أود أن يصبح هذا الأمر تافهًا وغير مفتوح للتعليقات من أيّ نوع، سواء بالنسبة لي أو للآخرين.
وأضافت: "من المهم أن نسأل لماذا نتوقع ألاّ تتقدّم المرأة في العمر؟ لماذا، على العكس من ذلك، يتم تمجيد العمر للرجال؟ وهو نتيجة بناء اجتماعي ونفسي. ويجدن أنّ الرجال يصبحون أكثر سحرًا مع تقدم العمر. لقد تغذّينا بصور الشباب الأبدي حتى انتهى بنا الأمر إلى قبولها دون التمرّد. لكن لحسن الحظ الأمور تتغير. لم أتقبل الأمر ما بين سن 40 و 50 سنة. ليس فقط من الناحية المهنيّة. كان من الصعب أن أتقبل نفسي لأن المجتمع ظل يخبرني بأنني إمرأة قد عفا عليها الزمن، وأنني لم أعد أساوي أي شيء، وأن قدرتي على الإغواء أصبحت ذكرى بعيدة. لكن ما لبثت أن تخطيت الأمر واستوعبته. لقد كانت مسيرتي المهنية غنيّة، لكن أطفالي هم حياتي".