تحتفل عارضة الأزياء البريطانية الشهيرة كيت موس التي غيّرت عالم الموضة بأسلوبها المتمرد، الثلثاء، بعيد ميلادها الخمسين، فيما لا تزال محط إعجاب كبير في بلدها رغم مرور السنوات.
وبالفعل، في أيلول الفائت، ردّت موس على سؤال صحيفة "تايمز" عن عيد ميلادها المقبل قائلة إنّها تعيش حالة "إنكار" لتأثير العمر عليها. وقالت "لن أبلغ الخمسين من عمري (...) لا أعتقد ذلك".
لكنّ الصحف البريطانية أخذت على عاتقها تذكيرها بذلك، فخصّصت مقالاتها لهذه الذكرى.
وأجرت صحيفة "ذي غارديان" مقابلات مع مصوّرين التقطوا بعضاً من أشهر صور كيت موس.
وتقول كيت غارنر: "لا يمكن التقاط صورة سيئة لها"، واصفةً إيّاها بأنها "بريطانية للغاية". وتروي المصوّرة "من بين جميع الصور التي التقطتُها للمشاهير، فإنّ صورة كيت هي التي لا تزال تُباع حتى اليوم".
وقد لوحظت كيت موس، التي نشأت في جنوب لندن، عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها في أحد مطارات نيويورك حيث كانت في رحلة عبور.
وبفضل حملتها الترويجية لكالفن كلاين، حقّقت موس شهرة سريعة في سنّ السابعة عشرة. وقد طبعت الأذهان بمظهرها كفتاة يافعة من خلال صورها الجريئة بالملابس الداخلية.
في عام 2022، أوضحت كيت موس عبر قناة "بي بي سي" أنّها شعرت بعد ذلك بأنها عوملت كـ"سلعة"، وبأنّها "ضعيفة وخائفة".
في ذلك الوقت، لفتت نحافتها الزائدة الانتباه. وقد جسدت صيحة عُرفت في بداية التسعينات بـ"هيرويين شيك"، من خلال ملامحها الهزيلة التي ميّزتها عن عارضات الأزياء الشهيرات في ذلك الزمن، من أمثال سيندي كروفورد، وكلوديا شيفر، وناومي كامبل وغيرهنّ.
تمثال ذهبي
وقد تهافتت العلامات التجارية على التعاون معها. وظهرت موس على أكثر من 300 غلاف مجلة. وحقّقت إطلالتها في مهرجان غلاستونبري، بساقَين عاريتَين في حذاء مطاطي، انتشاراً واسعاً في إنكلترا. وقد أصبحت كيت موس أيقونة في مجال الموضة.
ومع تجاوزاتها وحياتها الساحرة، باتت موس حديث صحافة المشاهير. وقد كانت على علاقة مع الممثل جوني ديب ثم مع نجم الروك بيت دوهرتي، الذي شاركت معه في كتابة بعض الأغاني.
في عام 2005، نشرت الصحف الشعبية صورة لكيت موس تبدو فيها كأنها تتعاطى الكوكايين. وقد كلّفتها هذه الصورة عقوداً تجارية. وقيل بعد ذلك إنّ مسيرتها انتهت. ولكن لم تُوجَّه أي اتهامات ضدها، وعادت إلى الظهور مرة أخرى، وأصبحت أكثر شعبية من أي وقت مضى.
في عام 2011، تزوّجت من نجم الروك جيمي هينس. لكن الزوجين انفصلا بعد بضع سنوات.
يمتدّ تأثير كيت موس إلى ما هو أبعد من عالم الموضة. وقد أنجز الرسام البريطاني لوسيان فرويد صورة بورتريه لها.
كما عُرض تمثال لها من الذهب عيار 18 قيراطاً، من توقيع مارك كوين، في المتحف البريطاني (بريتش ميوزيم) عام 2008.
في معرض الصور الوطني ("ناشونال بورتريه غاليري") في لندن، ثمة ثماني صور لكيت موس.
حتّى المغني البلجيكي ستروماييه تحدث عنها في إحدى أغانيه، إذ قال في "توس لي ميم" ("الكل متشابهون"): "لا أحد خالداً سوى كيت موس".
ويبدو أنّ عارضة الأزياء السابقة، وهي والدة ليلا موس (21 عاماً) التي تعمل أيضاً عارضة أزياء، باتت تعيش حياة أكثر تنظيماً. وفي مقابلتها مع صحيفة "ذي تايمز"، أوضحت كيت موس أنّها باتت تخلد للنوم باكراً، كما أنها تغادر السهرات قرابة منتصف الليل.
وأطلقت موس علامتها التجارية لمنتجات التجميل ووكالة عرض الأزياء الخاصة بها.
وكتبت "ذي تايمز" أنّها تقوم أحياناً بـ "حمام القمر - moonbathing"، وهي ممارسة تقوم على الاستلقاء تحت ضوء القمر لامتصاص الطاقة القمرية.
وبحسب صحيفة "إيفنينغ ستاندرد" التي نشرت مقالاً الجمعة عن أبرز حفلات عيد ميلادها، فإنّ كيت موس ستحتفل بعيد ميلادها الخمسين في جزيرة موستيك في البحر الكاريبي.