النهار

تغيّر المناخ يهدّد أطباق عيد الشكر الأساسيّة!
المصدر: "النهار"
تغيّر المناخ يهدّد أطباق عيد الشكر الأساسيّة!
تعبيرية.
A+   A-

قد يصبح عيد الشكر قريباً ضحيّة أخرى لتغيّر المناخ، بحيث يهدّد ارتفاع درجات الحرارة وفرة وجودة المكوّنات المستخدمة في صنع الأطباق التقليدية التي نراها عاماً بعد عام، بحسب مقال نشره موقع شبكة ABC News.

ونتيجة لذلك، يمكن أن تصبح هذه المواد الغذائية الأساسية نادرة وأكثر تكلفة على نحو متزايد، ممّا قد يجبر الأسر على حذف أو استبدال الوصفات الرئيسية في قوائم عيد الشكر الخاصة بهم.

ويُعدّ الإنتاج الزراعي من بين الأطعمة الأكثر تأثراً بتغيّر المناخ. فمع ارتفاع درجات الحرارة العالمية والظواهر الجوية مثل الجفاف، تحدث موجات الحر والعواصف القوية في كثير من الأحيان، ممّا يغيّر مواسم النموّ ويغيّر إنتاج غلة المحاصيل، وفقاً للخبراء.

وقال المؤسِّس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة ClimateAi، هيمانشو جوبتا، إن هذه التغيّرات تتسبّب بانخفاض كبير في عائدات الحصاد في المكونات الأساسية لعيد الشكر مثل البطاطا الحلوة والتوت البرّي.

وقال جوبتا إنّ التوت البري، وهو إحدى الفواكه المحلية القليلة في الولايات المتحدة، يُزرع بشكل رئيسي في ويسكونسن وماساتشوستس ونيو إنغلاند. لكن ارتفاع درجات الحرارة يتسبّب بالفعل بانخفاض كبير في إنتاجية مزارع التوت البري في جميع أنحاء تلك المناطق.

وأضاف أنّ حالات الجفاف في عام 2020 والفيضانات الغزيرة في عام 2021 أسهمت في هذه الانخفاضات، مضيفاً أنّ الخريف أصبح الآن أكثر دفئاً في هذه المناطق أيضاً.

ووجدت شركة ClimateAi أنّ الإنتاج لن ينخفض بنسبة 5 في المئة على الأقل بحلول عام 2070 فحسب، بل ستتأثر جودته بشدة أيضاً.

ويستهلك الأميركيون 400 مليون رطل من التوت البري سنوياً، 20 في المئة منها يتم إنتاجها خلال أسبوع عيد الشكر، وفقاً لمركز موارد التسويق الزراعي.

وقال جوبتا: "قد لا نتمكّن في المستقبل من تلبية الطلب المستمرّ على التوت البري خلال عطلة عيد الشكر، لافتاً إلى أنّ مصيراً مشابهاً يحدث للبطاطا الحلوة، وهو محصول صُمّم ليكون مقاوماً للمناخ أثناء انتقاله من الإكوادور إلى بيرو ثم إلى الولايات المتحدة، حيث يُزرع في نورث كارولينا وميسيسيبي ولويزيانا".

وأشار غوبتا إلى أنّ البيانات تظهر أنّه بحلول عام 2060 ستشهد ولاية ميسيسيبي انخفاضاً بنسبة 18 في المئة في متوسط إنتاجية البطاطا الحلوة، وبحلول عام 2070 ستشهد ولاية كارولينا الشمالية انخفاضاً بنسبة 12 في المئة في متوسط إنتاج البطاطا الحلوة. 

وبرأي جوبتا: "تغيّر المناخ هو أزمة ثقافية. إنه يؤثر أيضاً على تقاليدنا وثقافاتنا بطرق لم يسبق لها مثيل من قبل، وأحد الأمثلة على ذلك هو عيد الشكر".

لذا، تشهد المكوّنات اللازمة لإعداد أطباق عيد الشكر التقليدية ارتفاعاً حاداً في الأسعار بالفعل، إذ ارتفع متوسط وجبة عيد الشكر لأسرة مكوَّنة من 10 أفراد بنسبة 20 في المئة بين عامي 2021 و2022، من 53.31 دولاراً إلى 64.05 دولاراً، وفقاً لتقرير عن مكتب المزرعة الأميركية صدر العام الماضي. وفي عام 2020، بلغت تكلفة الوجبة نفسها ما متوسطه 46.90 دولاراً، وفقاً للنتائج. ويُعدّ تغيّر المناخ أحد أهم العوامل في زيادة هذه التكلفة.

وشهد الديك الرومي أكبر زيادة في الأسعار، وقالت ليا دوريول، مؤسسة منظمة Oceanic Global غير الربحية، لـABC News، إنّ تغير المناخ هو أحد عوامل ارتفاع هذه الأسعار.

ووفق دوريول، ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم يزيد من حجم الضغط على الديوك الرومية، التي تشهد انخفاضاً في معدلات المواليد نتيجة لذلك. على سبيل المثال، أنماط الطقس مثل زيادة الأعاصير القوية في بعض المناطق وزيادة الجفاف في مناطق أخرى، تؤثر على مزارع الدواجن الإقليمية.

والخبز والقمح، وهما مكوّنان رئيسيان في حشوة عيد الشكر، معرّضان بشدة للتغيّرات المناخية. وفي عام 2021، شهدت الولايات المتحدة انخفاضاً بنسبة 10 في المئة في إنتاج القمح بسبب الجفاف في جميع أنحاء البلاد، وفقاً لوزارة الزراعة. ويمكن للجفاف أن يؤثر بشدة أيضاً على محاصيل الفاصوليا الخضراء وكرنب بروكسل. كما أنّ ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، وفصول الشتاء الأكثر دفئاً، كل ذلك سيؤثر على دورات المحاصيل تلك، وسوف يغيّر أيضاً القيمة الغذائية.

 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium